18 ديسمبر، 2024 4:03 م

من المستفيد الأكبر من فوز أردوغان في الإنتخابات الرئاسية

من المستفيد الأكبر من فوز أردوغان في الإنتخابات الرئاسية

فلاديمير بوتين، هنأ نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بفوزه في الانتخابات الرئاسية التركية “كان الفوز في الانتخابات نتيجة طبيعية لعملك المخلص كرئيس للجمهورية التركية، وهو دليل واضح على دعم الشعب التركي لجهودكم في تعزيز سيادة الدولة واتباع سياسة خارجية مستقلة. نحن نقدر بشدة مساهمتك الشخصية في تعزيز العلاقات الودية الروسية التركية والتعاون متبادل المنفعة في مختلف المجالات”.
وفي السياق نفسه، هنأ عدد من القادة والزعماء ورؤساء الدول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفوزه في الانتخابات الرئاسية لولاية جديدة.
وكانت النتائج الأولية قد أظهرت فوز رجب طيب أردوغان، مرشح “تحالف الجمهور”، رئيسا لتركيا للمرة الثالثة على التوالي فقد حصل أردوغان على 52.14 في المئة مقابل 47.84 في المئة لمنافسه مرشح “تحالف الأمة” المعارض كمال كليجدار أوغلو في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التركية.
يمثل فوز الرئيس أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية مصلحة دولية وبالاخص روسيا وذلك لعديد الاعتبارات الجيوسياسية. حيث ستكون لنتيجة الانتخابات الرئاسية في تركيا تأثيرها على ملفات دولية متشعبة تعني موسكو، من سوريا الى ليبيا الى أوكرانيا وكذلك حلف شمال الأطلسي وموضوع الطاقة، لو سمح للرئيس لفلاديمير بوتين بالاقتراع بصوته كان سيصوت لصالح أردوغان.
وعلى رغم التنافس بين إرث الإمبراطوريتين التاريخيتين على ضفتي البحر الأسود، نسج بوتين وإردوغان اللذان يمسك كل منهما بمقاليد الحكم منذ أعوام طويلة، علاقة شخصية وثيقة اكتسبت أهمية أكبر مذ وجدت موسكو نفسها تحت عزلة غربية متزايدة منذ بدء غزوها لأراضي جارتها الغربية أوكرانيا مطلع عام 2022.
حيث إن إردوغان بالنسبة الى بوتين هو “حالة خاصة يمكن الاتفاق معه على مواضيع عدة عند الضرورة لانهما يفهمان بعضهما البعض بشكل جيد بعد فوز أردوغان في الجولة الثانية تنفّس الروس عامة وبوتين خاصة صعداء.كيف يمكن لهم أن يفضّلوا رئيسا غير إردوغان، زعيم القوة العسكرية الثانية في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، ولديه علاقة مميّزة تربطه ببوتين تحتاجان بعضهما البعض في كل مجالات.
اعتبر الكثير من المحليلين الروس بأن فوز كيليجدار أوغلو في الانتخابات سيمثّل خطرا على مستقبل العلاقات الروسية التركية الممتازة الحالية في شتى المجالات منها الطاقة النووية حيث تم تدشين محطة نووية تركيا بنتها روسيا، وكذلك شروع روسيا في تاسيس مركز للتصدير الغاز الروسي للعالم انطلاقا من تركيا .
اكتسبت العلاقة مع إردوغان أهمية متزايدة لبوتين في ظل العزلة التي يواجهها من دول الغرب منذ بدء غزو أوكرانيا أواخر شباط/فبراير 2022. على رغم أن تركيا زوّدت أوكرانيا طائرات مسيّرة لمواجهة الغزو، الا انها امتنعت عن الالتحاق بركب العقوبات الغربية ضد موسكو. وأتاح ذلك لأنقرة، معطوفا على العلاقة بين بوتين وإردوغان، أداء دور وساطة في ملفات مرتبطة بالنزاع، خصوصا اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وتستفيد تركيا من العقوبات على موسكو لاستقطاب أموال الأثرياء الروس واستثماراتهم، وأيضا الحصول على النفط بأسعار مخفّضة. من جهتها، تستفيد روسيا بالإبقاء على باب مفتوح يتاح لها من خلاله تمرير واردات باتت معقّدة بفعل العقوبات الغربية.أردوغان وبوتين يضعان الخلافات جانبا ويعملان معا حيث تتقاطع مصالحهما .
خلال 21 عاما من حكم أردوغان، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه، فقد شنت أربع عمليات في سورية وهجوماً على مسلحين أكراد داخل العراق، وأرسلت دعماً عسكرياً إلى ليبيا وأذربيجان.
وشهدت تركيا أيضا سلسلة من المواجهات الدبلوماسية مع قوى في المنطقة، السعودية ومصر والإمارات وإسرائيل واليونان وقبرص بشأن الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط، حتى غيرت مواقفها قبل عامين وسعت إلى التقارب مع بعض خصومها.
أثار صداقة أردوغان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشكيكا من منتقدين بخصوص التزام أنقرة إزاء حلف شمال الأطلسي، كما أثارت اعتراضات أنقرة على طلبي السويد وفنلندا الانضمام إلى الحلف توترا.ومع ذلك، توسطت تركيا في اتفاق سمح بتصدير القمح الأوكراني عبر البحر الأسود، ما يشير إلى دور ربما يلعبه أردوغان ضمن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
عربيا سيكون العراق الرابح الاكبر من فوز أردوغان لان ربع ميزانية تركيا من العراق سواء بالتجارة والتصدير او من خلال ضخ النفط الذي التزم بقرار المحكمة التركية ونحج مع بغداد وطريق التنمية هو الاخر الذي سيدر الملايين او المليارات لهم وهذا ما يريده اردوغان لشعبه .
و تنفس اللاجئين المقيمين في تركيا عامة و اللاجئين السوريين خاصة صعداء بفوز أردوغان في الانتخابات سببت الحملات المستمرة ضدهم،بسبب الدعوات العنصرية التي وصلت لنشر دعايات إعلانية في الطرقات والساحات الرئيسية ضد السوريين لترحيلهم من المدن التركية .