تجهيل الأجيال العراقية لعقود قادمة , كل هذا يحدث للعراق بينما دول الجوار، وخاصة إيران ، تطور برنامجا نوويا طموحا ، وتستورد أجهزة طرد مركزي حديثة ستحول البلاد إلى قوة نووية في غضون عام مثلما ، وتجرب صواريخ بعيدة وقصيرة المدى ومن مختلف الأحجام , الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش انهزم في العراق هزيمة ساحقة ، ولكن هزيمته هذه يدفع ثمنها اليوم الشعب العراقي , غاليا من دماء وعقول أجياله القديمة والحالية والقادمة ، ومن استقراره ، ولن يكون مفاجئا بالنسبة ألينا بعد انسحاب كذاب لجزء من القوات الأمريكية من العراق ، والاستعداد المماثل لحرب أخرى ضد إيران إرضاء لصديق الولايات المتحدة الأمريكية , رئيس وزراء إسرائيل المدلل , اللوبي اليهودي هو الذي دفع أمريكا إلى الحرب في العراق ، وهو نفسه الآن يحرضها لخوض حرب أخرى ضد إيران ، تحت ذريعة تدمير برنامجها النووي ، وتهديد رئيسها بمسح إسرائيل من الخريطة , الرئيس الأمريكي اوباما يريد إن يحسن صورته ، على أمل أن يحظى بتقاعد أفضل من تقاعد صديقه الرئيس بوش الابن والأب , أي بدون إن يُطارد قانونيا كمجرم حرب بعد إحداث وصناعة الربيع العربي , في دول مناطق الشرق الأوسط , وراح ضحية هذا الربيع الملايين من العرب والمسلمين وها قد بدء سقوط أول ورقة من أوراق هذا الربيع الخرف بسقوط إمبراطورية مصر الجديدة , وسقوط أول رئيس منتخب يمثل الدين السياسي , ان السنوات العشرة الماضية ، ولذلك يتحدث حاليا عن ضرورة إشراك العراق وإيران لتحقيق الاستقرار في سوريا , كيف يمكن إشراك البلدين وكل منهما له أجندة خاصة تختلف بطريقة أو بأخرى مع أجندة الآخر، وما يجمعهما هو استخدام الملف العراقي إما لتحقيق مكاسب إقليمية مثلما هو حال إيران ، أو لإغراق أمريكا في مستنقع العراق الدموي حتى لا تتفرغ لإسقاط النظام مثلما هو حال سورية اليوم , والعراقيون , فهل إرسال العراق وإيران قوات إضافية سيحقق الأمن في سوريا ، ويوقف الحرب الأهلية الطائفية , ثم هل ستقدم العراق وإيران هذه الخدمات الخطرة والمكلفة مجانا ، ومن اجل زراق عيون الأمريكيين ، ودون إي مقابل يذكر , لا نعتقد إن السوريين والإيرانيين علي هذه الدرجة من السذاجة ، مثلما انه غير معروف عنهما تقديم خدمات مجانية لأحد في الماضي حتى لأقرب أصدقائهما ، فالرئيس اوباما يبدو هذه الأيام في قمة ضعفه بسب انهيار برنامج الربيع العربي الجديد ، وإمامه تحديات صعبة لا يستطيع مواجهة إي منها وهو الذي خسر مجلس الكونغرس , فهناك تحدي كوريا الشمالية النووي ، والنزيف الدموي والمالي في العراق وأفغانستان ، والبرنامج النووي الإيراني الذي يحقق انجازات سريعة تحرق مراحل إنتاج أسلحة نووية ، فالهزيمة الأمريكية فيه تبدو أسوأ بكثير من نظيرتها الفيتنامية ، لان الرئيس بوش الابن والأب لن يجد مخرجا مشرفا من هذا المأزق ، وحتى لو خرج ستظل لعنة العراق تطارد إل بوش و تطارد بلاده . ففي فيتنام وجد الأمريكيون جهة يفاوضونها ويوقعون معها اتفاق سلام يمهد لانسحابهم ، ولكنهم حتى هذه اللحظة لا يعرفون مع من يتفاوضون ، فلا توجد جهة موضع إجماع العراقيين جميعا أو غالبيتهم ، اللهم إلا أذا أعاد الأمريكيون الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل غزوهم واحتلالهم ، وهذا غير مطروح في الوقت الراهن على الأقل .