من المؤكد إن البداية ستكون صعبة ، ذلك انها ستلامس شغاف قلوب البعض فيستريحوا لها ، وقد تثير ثائرة من سواهم من الجهّال والمتعصبين ومن سار في فلكهم من الذين لايشبعون من الحرام صغيرا كان أم كبيرا ؛ وقبل أن أنطلق في موضوعي أود أن أذكرحضراتكم أن بأمكانكم الرد بطريقة علمية بعيدا عن الغلو والتطرف وبعيدا عن الشتم والسب والقذف ، فلست ضعيفا برد الصاع صاعين لمثل هؤلاء فيما لو سولت لهم نفوسهم فخاضت فيما لا يقدرون عليه أو تشبثوا بأدلة واهية لاترقى أن تكون بيّنة جلية في القطع والثبوت .
ترى من أين سأنطلق ؟ أمن الطرقات التي تقطعت اوصالها نتيجة لبعض التصرفات التي ينسبونها للشعائر الحسينية زورا وبهتانا ، أم من صراخ ( الرواديد ) الجهلة وهم يحثون الرعاع على العنف والثأر وسفك الدماء ، أم من الإمبراطور باسم الكربلائي الذي أوهم بسطاء الرعية من أن سيدنا الحسين بن علي – رضي الله عنهما – جالس في مدينة كربلاء ممسكا بسجل يدون فيه أسماء الذين يقومون بمراسم الزيارة ؟! فأي بداية ستكون ؟ ولكي يعرف من لا يعرف وحتى أقطع الطريق على ضعفاء النفوس والمتصيدين بالماء الآسن أقول : لا إعتراض عندي على زيارة قبور أولياء الله الصالحين ولكن ليست بهذه الطريقة السمجة والتي باتت تشكل عبئا على الطرقات وقوت الفقراء فضلا عن تسببها بالفوضى وانهاك لخزينة الدولة دون مسوغ شرعي أو قانوني اللهم سوى التستر على السرقات والنهب اللتان تندرجان تحت قائمة دين جديد لاعلاقة له بذلك الذي أقره رب السموات والأرض . فكم من عائل بات يومه جائعا ، وكم من مريض فقد حياته جراء تلك التصرفات غير المنضبطة ؟ ومن الغريب أن تقوم الأجهزة الأمنية البائسة بإجراءات تدل على غبائها وقلة حيلتها ، وهذه الأجهزة تناست انها هي الفاسد رقم واحد في العراق الجديد ! وليس ذلك غريبا على حكومة أستخفت بعقول مواطنيها فأطاعوها بغير علم . ولست أدري لماذا لا يلطم هؤلاء في أماكن محددة وحتى يشبعوا بدلا من قطع الطرقات والتسبب بمثل هذه الويلات التي تحدث طيلة شهر محرم ؟
أعرف إن بعض المنتفعين سينتفضون للدفاع عن تلك التصرفات بدعوى أنها تتعلق بسيدنا الحسين والذين أطلقوا عليه لقبا لم أعرف له سندا تاريخيا ولا شرعيا ذلك هو ( المظلوم ) ولا ادري عن أي ظلم يتحدثون ؟ هل يقصدون أن سيد شباب اهل الجنة مظلوما ؟ وهل يحتاج هذا الرجل لتلك الممارسات التي أضرت به قبل غيره ؟ فلماذا النحيب ولطم الخدود وجلد الظهور بالزناجيل المصنوعة في ايران والصين ؟! وهل لسيد جليل مثل الحسين بن علي أن يحتاج لمثل هذه الأفاعيل لينال الدرجات العلى ؟ لا والله ! أنها عقدة فارسية تمكن الفرس من زرعها في نفوس الجهلة والمنساقين بشكل غريب خلف تلك الممارسات حتى باتوا محط سخرية العالم اجمع . ولماذ سيدنا الحسين بالذات دون غيره من أهل البيت الكرام والذين قضوا قتلا بمختلف الطرق ؟ ولماذا جعلت ( العصمة ) في ذرية سيدنا الحسين دون غيره كالحسن بن علي رضي الله عنهما ؟ أليس انهما شقيقان من ذات الصلب الشريف والرحم الطاهر ؟ أم لأن الأول تزوج بفارسية من أسلاب القادسية الأولى في الوقت الذي لم يقترن اخوه إلا بنساء عربيات ؟!!
بأمكاني سرد مئات الأدلة التي تحرم مثل هذه الممارسات ومن الكتب المعتمدة ( للشيعة ) أنفسهم لكني لست بصدد ذلك فقد أشرت لها في موضوع سابق على نفس موقع ( كتابات ) في معرض ردي على أحدهم والذي حاول أن يلصق تهمة داعش بنا دون علم ولا ضمير . إلا إنني سأذكر أمثلة من القرآن العظيم والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
لأنه تنزيل من لدن عليم خبير . ولأن بعض المعممين قد حصروا الإيمان بمراسم عاشوراء وقالوا بالحرف الواحد : لو أن الله يموت ( ياشيعة ) الحسين يموت ! ولأن زيارة قبر الحسين تعدل سبعون الف حجة وعمرة الى غير ذلك من الهرطقات والخرافات التي لاسند لها على الأطلاق سوى بعض روايات مكذوبة من أشخاص عرف عنهم التدليس والكذب والتشبث بالحياة الدنيا من خلال المتاجرة بأسم الحسين فحسب . فماذا يقول القرآن العظيم عن هوية المؤمنين ؟
قال تعالى : ( الم ، ذلك الكتاب لاريب فيه ، هدى للمتقين ) فمن هم المتقون ياترى ( الذين يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ، والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبالاخرة هم يوقنون ) ولم يقل يلطمون او يجلدون ظهورهم بالزناجيل ويضربون رؤوسهم ورؤوس ابناءهم بالسيوف والقامات وغيرها من الآلات الجارحة .ومن ثم يرتكبون الفواحش ماظهر منها وما بطن بحجة إن سيدنا الحسين سيشفع لهم ، ذلك قولهم بأفواههم .. وقال تعالى في سورة المؤمنين : ( قد أفلح المؤمنون ) فمن هم المؤمنون ياترى ؟ ( الذين هم في صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون ، والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم او ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ) ومن يبتغي وراء تلك الخلال التي أقرها الحق سبحانه سيكون من العادين الآثمين المنكرين ؛ ولم يرد للطم هنا ذكر ولا يحزنون . وقد أخبرنا الحق سبحانه عن عباد الرحمن الذين يرثون الفردوس فقال : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ، والذين يقولون ربنا إصرف عنا عذاب جهنم ، إن عذابها كان غراما ، أنها ساءت مستقرا ومقاما ، والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ، والذين لايدعون مع الله إله آخر ولايقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ) فأين انتم من قول الله سبحانه ؟ تقتلون وتزنون وتنتهكون الحرمات وتهجرون وتسلبون وتخطفون بأسم الدين عامة وبأهل البيت خاصة .. ألا لعنة الله عليكم الى يوم الدين .
ومن تمعن بالحياة الخرافية التي يحياها عمار ومقتدى وغيرهم من المعممين يدرك تماما حجم الخداع الي ينشره هؤلاء بين جهلة القوم وأغبيائهم ، لذلك لم أجد واحدا من آل البيت الكرام قد سكن قصرا منيفا أو أتخذ له آلافا من الجنود المدرعين ليدرأوا عنه الناس والعذاب ، فكيف ينسب هؤلاء الأدعياء أنفسهم الى أهل البيت ، ومن أباح لهم ذلك ؟ اللهم سوى الجهل والفقر الذان أستوطنا العراق على الرغم من خيره العميم ناهيك عن الأحتلال الفارسي للعراق وما تركه من تداعيات أتت أكلها في رسم أجندات الصفويون والبويهيون وغيرهم .
ختاما فأنا العبد الفقير الى الله الغني الحميد فلاح عبد الله عمر اسماعيل أتحدى كبار المعممين ونظرائهم وعلى رأسهم السيستاني وباقي مراجع الشيعة أن يفندوا ماذكرته آنفا وأدعوهم لكلمة سواء ان أكفونا شركم لانريد منكم خيرا ،فبفضلكم وصلنا الى أتعس حال تتقاذفنا رياح الطائفية والتمذهب والتخندق الحزبي لكل لص ودعي وقاتل ماجور . ألا لعنة الله عليكم اجمعين ، ويا ويلكم من يوم يجعل الولدان شيبا .
اللهم أني أستمد منك المنحة ، واستدفع بك المحنة ، وأعوذ بك من شر نفسي ومن شر الاشرار وطوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق بخير ، اللهم عليك بالظالمين واللصوص والمنحرفين والمزورين فأنهم لايعجزونك يا قوي ياعزيز . ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ) ..