22 ديسمبر، 2024 8:27 م

من الألف إلى الياء

من الألف إلى الياء

كلُّ الأحداث ومنذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 تسير وفق منهج غير منطقي، فما إن تطمئنّ على اجتياز عقبة إلا وتُفاجأ بوجود العشرات منها خلفك وأمامك، وما إن تستجيب لمطلب إلا وتجد حزمة مطالب في انتظارك . وساعةً تتسع دائرة الدوائر وساعة تضيق فنلجأ إلى (مام جلال) كصمام أمان، وتارة نولِّي وجوهنا صوب الأمريكان و (السوبرمان أوباما) وتارة نلوذ بالمالكي وأخرى بالنجيفي، وتارة بالمجلس الأعلى، وأخرى بحزب الدعوة، ولم يبقَ أمامنا باب إلا وطرقناه نلتمس منه الفرج بما في ذلك باب “أبي علي الشيباني”!! وكلما تنتهي دورة انتخابية تليها الأتعس منها، وأخيراً نكتشف أن العراق يضيع وينفرط عقده بفعل:

البــــــــار زاني الذي اتخذه الشيعة حليفاً لهم وتركوا إخوتهم السنة العرب.

والنجيفي التركي الذي اتخذه السنة صنماً لهم، وتركوا إخوتهم الشيعة العرب.

وثالث الأثافي مجاهدي الخارج الذين جاءونا مجردين من الحس الوطني والأخلاقي والديني الذي يتسترون خلفه، والذين أوقعوا عامة الناس بشباكهم من خلاله ولا يهمهم من العراق إلا المصادقة على الموازنة العامة؛ لكي يأخذوا نصيبهم من الدنيا، أما الآخرة التي وضعوا في طريقها عشرات الدهاليز والمتاهات من الفروض والمستحبات والنوافل والواجبات والمحرمات والمكرهات والمباحات والشعائر، فهي من نصيب المستضعفين .

وأخيراً ندعو عرب العراق ولا نقول ( شيعة وسنة ) للصحوة، ونقولها على رؤوس الأشهاد :

1ـــ مسعود والنجيفي ومن خلال الضباط الأكراد في الجيش العراقي والبيشمركة سلَّما الموصل والأنبار إلى الدواعش المدعومين من أمريكا وإسرائيل؛ لسبب واضح هو أن لا تكون هناك دولة عراقية قوية تُقزّم مسعود وتعيده إلى حجمه الطبيعي، وتقلّم أظفاره ضمن حدود الإقليم الكردي المتعارف عليه, ولا يريدون للعرب العراقيين من ( سنة وشيعة ) دولة تحجم الأتراك وإسرائيل، وتعيد الوهابية اللعينة إلى قمقم الربع الخالي. وتقف بفاعلية في محيطها الإقليمي وندية اتجاه هؤلاء بما فيهم إيران، وصدق من قال: ( ما حنَّ أعجمي على عربي قط ورب الكعبة ) .

2 ــ أيها السنة إمامكم النجيفي هو إمام ضلالة.. لقد رتب أموره مع السيد مسعود وأعاد امتلاك أرض أجداده الأتراك في سهل نينوى، وسجَّلها باسمه، ولا يهمه من العروبة إلا بمقدار ما يثبت أصالة نسب خيوله!!

3 ــ أيها الشيعة، كفاكم غفلة وميزوا بين عمائم وملتحي ومتختمي جهاديي الخارج وبين مرجعيتنا الرشيدة التي لا تخشى أمريكا شيئاً أكثر منها في العالم، وأكرِّر، نعم في العالم .

4 ــ اعلموا أيها العرب ( سنة وشيعة ) أن مسعوداً أصبح ترسانة عسكرية متخمة بأسلحة الجيش العراقي المنحل والجيش العراقي الذي غدر به في نينوى، والسلاح الذي يحصل عليه بحجة محاربة داعش ليس مُعَدّاً ومكتنزا ومخزوناً لمواجهة إيران

أو تركيا؛ إذ إنه أجبن من ذلك بكثير، بل هو مدخر لصدوركم دون تمييز بين شيعي وسني حليفاً كان أم رديفاً .

5 ــ إن جيشاً عراقياً ضباطه من الأكراد لا يأتمرون إلا بأمر البر زاني وليس لوزير الدفاع أو القائد العام للقوات المسلحة أمر عليهم باستثناء بروتوكول التحية العسكرية عند الزيارات الميدانية لا تقوم له قائمة ( وما تفلح عرب ملوكهم عجم ) ولا يتم لنا على يديه فتح مبين ولا نصر مؤزر، ولا يحمي ثغراً ولا يسدُّ جحراً، بل هو نمر من الورق يراكم لنا الهزائم تلو الهزائم، إذا بقي على هذه الهيكلية .

6 ــ أيها الشيعة والسنة عودوا لأنسابكم، فإنكم عربٌ، ودعوا الطائفية التي جرت عليكم الخراب والويلات، أليس عرب الوسط والجنوب هم من انتخوا لإخوتهم عرب الغربية والشمال، أليس عرب الوسط والجنوب هم ملاذ عرب الغربية والشمال عندما دارت عليهم دائرة الدواعش، فإنكم بعضكم لبعض ملاذٌ على عكس جيش مسعود الذي يقرض بتراب العراق، ويقول عن أي منطقة يدخلها إنها حدود الدم الكردية أي إن كل أرض تسقط فيها قطرة دم كردية تصبح من ضمن إقليم كردستان، وهذا تطبيق لنظرية (المجال الحيوي) النازية الهتلرية التي تبنتها إسرائيل فيما بعد، والتي ترى أن الدولة كائن حي كلما ازداد نمواً احتاج إلى أرض تتسع لنشاطه الحيوي.

7 ــ العراق هو الكوفة والبصرة، وهذا الواقع أسَّس مع أول لبنة في الإسلام ومن يريد أن ينتسب لهذا العراق فأهلاً وسهلاً، ومن لايريد فالله غني عن العباد . وكفى المزايدين ما أصابهم من نصب وسبي ومهانة، وليلتفتوا قليلاً إلى الوراء, ليجدوا أن لا فضل لهم, ولا دور في الحضارة الإنسانية والعربية والإسلامية والعراقية، وإنهم على مدى التاريخ اعتاشوا وتبجحوا وتمشدقوا وتطفلوا وتفاخروا وباعوا البطولات ولبسوا (العـﮔل) بفضل ما قدمه أبناء جلدتهم من الوسط والجنوب (الكوفة و البصرة ) من دماء ومداد وصبر وجهاد رغم التهميش والازدراء (وما يتبعك إلا أراذلنا) نعم هؤلاء أتباع محمد الرسول الأعظم في نظركم بهم انتشر الإسلام، وكفاكم جاهلية فالعروبة ليست ( يشماغ ودشداشة واللباس الطويل وعكال ونعال وسلب ونهب و ضرب ثريد وجوبي) .

8 ــ أيها العرب من الشيعة والسنة لا تستطيعون أن تهدوا بعضكم بعضاً، فالله يهدي من يشاء، والأفضل لكم أن تدعوا إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا تتركوا هذه المهمة للصبيان والمراهقين الذين يحلقون بأجواء الطائفية والفتنة دون روية وتقدير للعواقب!! ولا تتركو المنابر عرضة لتسلق كل من هبَّ ودبَّ, ولا أظن أن غالبيتكم العظمى حريصون على كتاب الله وأهل بيته وسنة نبيه، ففوقوا يرحمكم الله وحابوا على عوائلكم وأطفالكم وشرفكم وكرامة مسنيكم و أرزاقكم .

9 ــ باعتراف المنظمات العالمية أن شعب العراق أذكى شعوب الشرق الأوسط، فلماذا تشدون الرحال لمشاورة (البعران والحمير والبغال) من حولكم ألا يكفي أن يكون بعضكم لبعض مرشداً ؟؟!! .

ألا تعلمون أن للعراق هيبة وتاريخاً وحضارة تمنعكم من الوقوف على أعتاب هؤلاء الذين ما برحوا يعيشون على فتات موائده؟ هل صفرت الغيرة لديكم؟!!

10 ــ يقال: إن عرب الشيعة عندهم عقدة نقص اتجاه إخوتهم عرب السنة، والحقيقة هي العكس؛ لأن عرب السنة ما زالوا يرزحون تحت وصمة المحافظة البيضاء حين انتفض العراقيون لكرامتهم وكرامة الجيش العراقي التي امتهنت على يد التحالف الدولي بقيادة الأمريكان؛ بسبب الطاغية صدام عام1990 في الانتفاضة الشعبانية وبقي عرب السنة من سكنة المحافظات البيضاء يتفرجون على “كرنفالات المقابر” الجماعية كيف تقام من قبل الطاغية صدام وأزلامه ضد عرب الشيعة، ومنذ ذلك التاريخ حدث شرخ في اللحمة العراقية التي بنيت من خلال ثورة العشرين، وأعطت لأول مرة للعراقيين قوة لأواصر الوحدة الوطنية حرص عليها شيعة العراق، وضحُّوا من أجلها بالتنازل عن حقوقهم السيادية في السلطة والسياسية والاقتصادية من أجل الحفاظ عليها .

11 ــ لحد هذه اللحظة الأكراد يتمددون على حساب أراضي عرب السنة في كركوك وديالى وصلاح الدين ونينوى، وهذا لا يعني أن أراضي عرب الشيعة في مأمن من ذلك، فهم يمتدون ببصرهم إلى أجزاء من محافظة واسط، والذي يمنعهم من ضمها هو خوفهم من إيران و عرب الشيعة, بل يمتد بصرهم إلى أكراد إيران وتركيا وسوريا، وما أن يجدوا ضعفاً في أي دولة من هذه الدول سرعان ما تمتد( خريطة الدم المسعودية) باتجاه تلك الدولة، وهذا ما حصل عندما استغلوا وضع النظام السوري وتمددوا باتجاه أكراد سوريا .