22 نوفمبر، 2024 11:23 م
Search
Close this search box.

من الأخطر على العرب .. أمريكا أم إيران ؟؟

من الأخطر على العرب .. أمريكا أم إيران ؟؟

منذ القدم شهدت منطقتنا العربية غزوات من أقوام عديدة و ذلك لموقعها و ما تحويه من خيرات و سادت منطقتنا على جزء كبير من العالم في عصور مختلفة أهمها العصر البابلي في زمن الملك نبوخذ نصر و العصر العباسي في زمن هارون الرشيد وأكثر ما استهدفته هذه الغزوات مناطق الشام و فلسطين و مصر و العراق ففي العصر البابلي غزا كورش ملك الفرس بابل و وقتل أهلها و حرق بساتينها و هدم دورها و معابدها .. و في أواخر العصر العباسي غزا المغول بغداد و استباحها مع مناطق واسعة من الشام و فلسطين .. كما استهدفت الحملات الصليبية فلسطين و كانت هذه الغزوات تاتي من شرق المنطقة و غربها و خاصة الفرس من الشرق و من الغرب البيزنطينين و الرومان ولا زالت منطقتنا عرضة للغزو … بالأمس احتلت بغداد من قبل الغزاة الأمريكان و فلسطين غزاها اليهود و استوطنوا فيها منذ بداية القرن الماضي ولا زالت العديد من دولنا معرضة للغزو و غزاة اليوم هم غزاة الأمس ..

في هذه المقالة أحاول القاء قليل من الضوء على عدوين أساسيين يشكلان خطرا على هذه الأمة وهما الفرس من الشرق متمثلة بإيران و العدو الأمريكي الداعم و المساند للعدو الصهيوني الضامن لبقائه و الذي يشكل خطرا على كل الأمة و سنحاول أن نحدد الأخطر منهما ..

قسم العرب إلى دول عديدة بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى حسب اتفاق سايكس بيكو السيئ الصيت و سلبت ارض فلسطين حسب وعد بلفور لأنشاء كيان صهيوني مسخ زرع في قلب الأمة العربية الهدف هو تأسيس دولة صهيونية حدودها من الفرات الى النيل على حساب العرب , و قد نصبت دول الاحتلال ( بريطانيا و إيطاليا و فرنسا ) حكومات محلية تحت ظل الاحتلال و نتيجة لنضال الشعب العربي فقد استقلت كل الدول العربية تباعا بعد أن قدموا قوافل من الشهداء على طريق التحرير و دخلت الأمة العربية في صراع مستمر مع الكيان الصهيوني المغتصب منذ اللحظة الأولى لقيامه و لم يستطع العرب إلى هذه اللحظة استرجاع ارض فلسطين المقدسة بالرغم من قيام ثلاث حروب كبرى بين العرب و هذا الكيان انتهت جميعا كحرب و نتائج لمصلحة هذا الكيان بسبب دعمه اللا محدود أمريكيا وأوربيا و اعتراف معظم دول العالم به..

سعى هذا الكيان لتثبيت دولته و عمل على تنفيذ مشروع بن كوريون رئيس وزراء الكيان الصهيوني عام 1954 القاضي بإضعاف الدول العربية و خاصة دول الطوق منها ( مصر و سوريا و لبنان و العراق ) من خلال تقسيمها إلى دويلات متناحرة عن طريق استخدام الطائفية كأداة للتنفيذ وقد تم ترشيح ايران القيام ببث الطائفية بين أبناء الشعب الواحد و زرع الفتنة لخلق التناحر فيما بينهم مما يؤدي إلى تقسيم تلك الدول و بهذا فان الكيان الصهيوني يضمن بقائه و تفوقه على كل الدول العربية .. و منذ ذلك التاريخ وقفت أمريكا بجانب هذا الكيان و دعمت مشروع بن كوريون و وافقت على أن تكون ايران الأداة الرئيسية لتنفيذه…

بقت ايران محافظة على علاقاتها الحميمة مع اليهود الصهاينة وكانت من بين أوائل الدول المعترفة بدويلتهم بالرغم من ان ايران دولة مسلمة و فلسطين ارض مقدسة وفيها ثالث الحرمين الشريفين و منها كان أسراء سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه و سلم وفتحت سفارة صهيونية في طهران و سفارة لها في تل أبيب..

استغلت ايران ضعف الدولة العثمانية و أخذت توسع رقعتها الجغرافية و تتمدد على حساب العراق مثل احتلالها لأرض الأحواز العربية و بعد الاحتلال البريطاني للعراق استمرت في سياستها التوسعية وهو في ظل الانتداب البريطاني و ما بعده خلال فترة الحكم الملكي وفي هذا العهد دعمت التمرد الكردي في شمال العراق و زودتهم بكل انواع الأسلحة التي يحتاجونها و حثتهم على التمرد الذي استمر إلى ما بعد ثورة 1958 التي نقلت العراق من النظام الملكي الى النظام الجمهوري لطيلة حكم المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم وما بعدها حتى عام 1971 حيث تم أصدار بيان 11 أذار في تلك السنة و الذي تم بموجبه منح الأكراد حكما ذاتيا ليعيش العراق فترة سلام و إيقاف الاقتتال بين الحكومة و الأكراد ولم يمضي على هذا الاتفاق سوى أقل من عامين حتى عادت العمليات الحربية الكردية ضد الدولة و أستمرت حتى اتفاق الجزائر عام 1975 حيث التقى شاه ايران و الرئيس صدام حسين( نائب ريس مجلس قيادة الثورة في حينه ) بحضور الرئيس الجزائري رحمهم الله و كان اهم بنود هذا الاتفاق هو عدم التدخل بالشؤون الداخلية لكلا البلدين و إعادة تحديد الحدود … بعد أعلان هذا الاتفاق و إذاعته في وسائل الأعلام مباشرة أنتهى التمرد و ساد الهدوء في كافة أرجاء المنطقة الكردية و في نفس اليوم تم إصدار عفو عام عن المتمردين الكرد و حثهم على تسليم السلاح مقابل بدل مجزي عن أي قطعة سلاح و حدد الثمن لكل نوع منها ..

في عصر نفس اليوم و كنت أنا في حينه احد منتسبي مقر لواء التسعين المشاة الاحتياط و مقره في مدينة رانية التابعة لمحافظة السليمانية شاهدت بأم عيني الساحبات التي قدمت الى مقر اللواء وهي تحمل كميات كبيرة و استلموا مبالغ مجزية بدلا عنها بعدها عاد السلام في ربوع مدن كردستان و جبالها بعد أن انقطع الدعم و الحث الإيراني لهذا التمرد حيث شهدت هذا المناطق حملة إعمار و فتح و تبليط الطرق كما أقيمت المنشأت السياحية و الصناعية و بناء المجمعات السكنية الحديثة و بناء المدارس و المستوصفات الطبية و المستشفيات , حينها عاشت المنطقة بازدهار كبير حتى عام 1979 عند مجيئ خميني بدا تدخل ايران بشؤون العراق الداخلية من جديد و قامت القوات الإيرانية باعتداءاتها على المخافر و القصبات الحدودية و هددت الملاحة البحرية و النهرية حتى و صل الأمر استخدام الطائرات لعدوانها في ضرب العمق العراقي مستهدفا المنشآت الصناعية و العسكرية و النفطية ومنها ابأر نفط خانة على سبيل المثال .. ففي 4/9/1980 تم أسقاط طائرة فانتوم إيرانية في عمق الأراضي الإيرانية و اسر قائدها و في نفس الوقت كانت تعمل على بث الطائفية و تخاطب عملائها بالداخل العراقي عبر البريد و عبر وسائل الأعلام التي كانت تبث سمومها بين أوساط الشعب و التهديد العلني باحتلال بغداد و جعل البلاد تابعا لأيران الفرس منتهكة بذلك اتفاق الجزائر مما جعل العراق و من اجل الدفاع عن شعبه و سيادته شنت القوات العراقية هجوما ردا على اعتداءات ايران الهمجية لتنشب الحرب ولتستمر بين البلدين ثمان سنوات طويلة راح ضحيتها الملايين بين قتيل وجريح إضافة إلى التدمير الكبير الذي أصاب الدولتين بسبب عنجهية الخميني و ارتكابه حماقة الاعتداء على بلد عربي مسلم لا ذنب له إلا جواره مع الفرس المجوس , لم يوافق الخميني على وقف هذه الحرب إلا بعد أن ذاق الهزيمة المنكرة على يد الجيش العراقي بعد ثمان سنوات من شنها حيث وافق على قرار مجلس الأمن المرقم 588 مجبرا تجرعه كما يتجرع السم و التي قالها الخميني نفسه ..

خلال هذه الحرب انكشفت العلاقات الإيرانية مع الكيان الصهيوني من خلال سقوط الطائرة الأرجنتينية التي كانت تنقل أسلحة من هذا الكيان الى ايران و فضيحة ايران كيت السيئة الصيت و التعاون الأمريكي لطهران من خلال تزيده بالعتاد و الأدوات الاحتياطية للسلاح الإيراني و سلاح الجو الأمريكي المنشأ بينما سلاح العراق ذات منشأ روسي و القليل منه من مناشئ فرنسية و برازيلية .. كما أن هذه الحرب كشفت حقيقة الخميني و نظامه الإجرامية و الدموية و بعده عن دين الإسلام وهو نظام أعتمد الدجل و الكذب من خلال زجه الأطفال في هذه الحرب باستخدامهم لفتح ثغرات في حقول الألغام و منحهم مفاتيح الجنة ة مفاتيح تخفيهم عن أنظار الجيش العراقي و أجرامهم بحق الأسرى العراقيين حيث كانوا يتعرضون إلى ابشع أنواع التعذيب بالإضافة إلى تعرضهم لأساليب غسل الأدمغة و استخدام الطائفية و دفعهم لدخول الحرب ضد بلدهم ..و ارتكابه جرائم كبيرة بحق المدنيين العراقيين حيث تتعرض المدن العراقية الحدودية لقصف مستمر بالمدفعية الثقيلة كما أنه استخدم الغازات السامة لمدينة حلبجة الكردية الآهلة بالسكان حيث ضربها بالسلاح الكيماوي عند انسحابه منها راح ضحيتها الألاف من المواطنين و كانت مجزرة كبيرة يندى لها جبين الإنسانية و اتهم بها العراق في حين تذكر التقارير النوع من السلاح هو المستخدم عند الجانب الإيراني مع وجود ادله أخرى …

و بعد وقف اطلاق النار لحرب الكويت و سط هول الكارثة التي أحدثتها القوات الأمريكية و القوات المتحالفة معه بالقوات العراقية المنسحبة من الكويت .. زجت ايران حرسها الثوري و الأسرى الذين غسلت عقولهم و عملائها إلى داخل العراق و أحدثت غوغاء أرتكب مجازر وحشية بحق المواطنين و أجهزة الدولة و دوائرها الرسمية و شجعت المواطنين على تخريب كافة الدوائر الرسمية و حرقها و لم تسلم منها حتى دوائر المرور و الطابو ( دوائر العقارات ) و المستشفيات و تم اسر أكثر من الف شخص إيرانيين ينتمون إلى أجهزة رسمية إيرانية شاركوا في تدمير المدن و قتل عشرات الألاف من المواطنين في عدد كبير من المحافظات العراقية..

قدمت ايران خدماتها للجانب الأمريكي لاحتلال العراق عام 2003 و هذا ما ذكره أكثر من مسؤول إيراني و في مناسبات عديدة ( لولا ايران لما استطاعت أمريكا احتلال العراق و أفغانستان ) .. كما أنها زجت بعناصرها من قوات القدس و مليشيات المعارضة العراقية و بدأت عمليات التصفيات الجسدية للعلماء و الأساتذة و ضباط الجيش العراقي و الرموز الاجتماعية و العشائرية و الصحفيين و الكتاب و الفنانين و الأطباء و المهندسين و شكلت مليشيات و عصابات سيطرت على كل المرافق الحيوية للبلاد .. و لإيغالها بالجريمة أكثر بسبب حقدها المتأصل على الشعب العراقي حاولت أثارة النعرات الطائفية , ففي عام 2006 قامت بجريمة كبيرة حيث فجرت مرقدي الإمامين علي الهادي و حسن العسكري في مدينة سامراء وهم من الأئمة المعصومين عند المذهب الشيعي حسب ما ذكره عدد من قادة الجيش الأمريكي و ما ذكره احد قادة الحشد الشعبي قبل أيام , بهذا بدأت شرارة الفتنة الطائفية في بغداد و العديد من المحافظات الأخرى مستهدفة اهل السنة و الجماعة و بعد التفجير بساعات قتلت المرحومة أطوار بهجت المراسلة التلفزيونية لقناة العربية و عدد من مساعديها في مكان الحدث ..و أصبحت الحياة جحيما في المحافظات المستهدفة حيث اصبح القتل على الهوية و المذهب راح ضحية هذه الفتنة التي استمرت حوالي سنتين الألاف من المواطنين من كافة أطياف الشعب.

و حالة العراق الأن معروفة لدى الجميع ولا مجال لذكرها في هذه العجالة ..

هذا هو الفعل الإيراني و علاقته مع العراق منذ أواخر العهد العثماني و الحد الأن ..

أما علاقة العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية كانت علاقات طبيعية غير مريحة للجانب الأمريكي بسبب دور العراق في الصراع العربي الصهيوني و وقوفه بجانب الحق الفلسطيني و العربي.. و قد تأزمت هذه العلاقة بعد قيام العراق بإعدام عدد من الجواسيس عام 1971 كانوا يعملون لصالح الصهاينة بعد ان أدانهم القضاء العراقي و حكموا بالإعدام وعليه فقد ناصبت امريكا العداء للعراق خاصة بعد اشتراك الجيش العراقي في حرب عام 1973 و أدائه المشرف فيها على الجبهتين السورية و المصرية حيث حمى دمشق العدو الصهيوني من دخولها .

بعد خروج العراق منتصرا من حرب دامت ثمان سنوات ضد ايران , حركت أمريكا بيادقها في المنطقة المتمثلة بدول الخليج التي خلقت مشكلة مع العراق انتهت بقيام الجيش العراقي باحتلال الكويت وهو الفخ الذي نصب له كذريعة لضربه و إخراجه من حسابات المواجهة مع العدو الصهيوني و الحاقه بالركب الأمريكي كما كان لمصر و الرئيس حسني مبارك الدور الكبير في منح موافقة العرب على شن أمريكا الحرب على العراق من خلال الجامعة العربية بمسرحية مكشوفة أعترض عليها بشدة الرئيس ياسر عرفات و الرئيس القذافي رحمهما الله و هكذا بلع العراق الطعم بالرغم من أن احتلال الكويت كان ما يبرره لأن المؤامرة التي نفذتها الكويت لا تمس السيادة او التجاوز على ارض أو بئر نفط او مال عراقي و أنما تمس الشرف والغيرة العربية وأخلاق العراقيين و هذا الذي لا يمكن قبوله و السكوت عنه مهما كانت العواقب .. و لو عاد الزمن للوراء لعاد العراقيون إلى تأديب الكويت و التي كانت جزء من العراق إلى وقت قرب حيث كان شيخ الكويت يستأذن ملك العراق في أي عمل يقوم به ..

فرض على العراق بعد هذه الحرب حصارا شاملا من قبل الأمم المتحدة دام 13 عاما حتى كاد هذا الحصار أن يشمل الماء و الكهرباء و خلاله و فرضت عليه خطوط منع الطيران و شملت جنوب العراق و شماله و نزعت منه كافة أسلحته الصاروخية و منع عنه استيراد الغذاء و الدواء و حليب الأطفال راح ضحيته أكثر من نصف مليون طفل و أكثر من هذا العدد بكثير من كبار السر و المرضى .. الحصار منع عن العراق حتى أقلام الرصاص.. رغم كل هذا بقى العراق واقفا صامدا متحديا حصارهم الظالم و لم يبقى شيء لدى أمريكا غير التمسك باتهامهم العراق امتلاكه أسلحة التدمير الشامل و طيلة فترة الحصار جابت فرق التفتيش التابعة للأمم المتحدة العراق طولا وعرضا بحثا عن الأسلحة المزعومة و بالرغم من تقارير الأمم المتحدة بان العراق خالي من جميع أسلحة الدمار الشامل .. رغم هذا نفذت أمريكا تساندها الدول الأوربية و عربان الخليج مرادها بغزو العراق و نصبت عملائها الذين جمعتهم من حارات و أزقة واربا ركلا بالأقدام كما عبر عنا مدير المخابرات الأمريكية ليضعوهم حكاما على العراق و سمحت لا يران إدخال عناصرها اليه و بهذا فان أمريكا سلمت العراق إلى ايران على طبق من ذهب و حققت ما كانت تسعى اليه عند شنها حرب الثمان سنوات ..

و من خلال ما تقدم و حسب الوقائع التي نراها في العراق و سوريا و لبنان و اليمن فاني أرى أن العدو الأول للأمة هم نظام الملالي في في طهران وهو أخطر و أشد فتكا و لديه نزعة توسعية لإعادة أمجاد إمبراطورية فارس و عملها بنشر الطائفية و زرع الفتنة بين شعب البلد الواحد تمهيدا لأضعافه و تقسيمه…

أحدث المقالات