المتابع لماضي و حاضر مسعود بارزاني يتضح له بان هذا الشخص كان ولا يزال يتعامل مع ارض كردستان العراق كانها اقطاعية خاصة به و افراد الشعب الكردي في العراق كانهم عبيد و دراويش و هو بمثابة شيخ او اغا لهم , و لا اخفيك صديقي القارئ ان اغلبية الشعب الكردي في العراق تتحمل جزء غير يسير من اعتبار ارضها اقطاعية و افرادها عبيد بسبب سكوتها و انتفاء روح الثورة و الانتفاضة من عروقها ضد الفساد و الاستبداد .
عودا الى السؤال الذي ضمنته عنوان المقال , جوابي الشخصي نعم انه فشل فشلا ذريعا , و اذا ما نبشنا واقع كردستان اليوم تتقافز ادلة كثيرة تثبت ما رمينا اليه في اجابتنا , التقطت بعضا من هذه الادلة و الاسباب , وهي :
منذ تولي الدكتاتور مسعود بارزاني رئاسة اقليم كردستان العراق عبر انتخابات مشكوك فيها , حسب ما افادت به تقارير دولية وقتها , انهالت على هذا الاقليم مشاكل و صراعات هو في غنى عنها , مصدرها في اغلب الاحيان تهورات و انفعالات مسعود بسبب تعرض مصالحه الشخصية الفردية الضيقة الى خطر , و مع الاسف الشديد استطاع بارزاني مسعود ان يجعل مشاكله الشخصية مشاكل الشعب , اذا حلت عليه الفائدة تكون له وحده اما الضرر فانه يتقاسمه مع الشعب بحيث تكون حصة الاسد لهذا الاخير .
المناصب الحساسة و المؤثرة في سياسات كردستان الداخلية و الاقليمية و الدولية لا يتولاها الا اشخاص مقربون من مسعود بارزاني, و مؤهلات القدرة و الامكانية و العلمية غير مهمة في عملية اختيار هؤلاء الاشخاص , المهم ان يكونو مطيعين و مخلصين لمسعود اولا و من يجيز مسعود طاعتهم من بعده من زبانيته و ازلامه الاخرين ثانيا , و اذا ما القينا نظرة خاطفة في المناصب الرئاسية و الحكومية سيلفت نظرنا تكرار القاب البارزاني و البروراي و الزيباري بعد اسماء الاشخاص الذين يتولون ادارتها .
المعبر الكمركي الكردستاني المتحاذي مع الحدود التركية الموسوم ابراهيم خليل يدر على كردستان اموال تقدر بمليون دولار امريكي يوميا , يا ترى اين تذهب هذه الاموال ؟ و لماذا لا تشملها متابعات لجنة المراقبات المالية في برلمان كردستان ؟ و لماذا لا يسمح ان يتولى ادارة هذا المعبر سوى البارزانيين المقربين من مسعود بارزاني ؟ اليس هذا المعبر و ما يدره من حق عامة الشعب الكردي في العراق ؟
عندما يجتاز السائح و الزائر طريق مصيف صلاح الدين و و طريق شقلاوة يرى عشرات الفيلات و البيوت المبنية على احدث المواصفات العالمية . ناهيك عن الابنية و العمارات و الفنادق و المطاعم و البارات الفارهة الاخرى من طراز خمس نجوم و المنتشرة في دهوك و اربيل و السليمانية , صديقي القارئ عندما تزور كردستان العراق اسأل من يمتلكها . و ستتوارد على اذنيك اسماء يجمعهم لقب بارزاني او برواري او زيباري او طالباني . ياتي ذلك في وقت ان كثير من فقراء و مساكين كردستان يفترشون الارض و يتلحفون بالسماء .
يتشدق بارزاني مسعود دائما بانه وفر الامن و الامان لكردستان و شعبها و يعد هذا من نجاحاته المزعومة لكن كلامه هذا ابعد ما يكون عن الواقع … اي امان و الحدود الكردستانية مع ايران و تركيا تخرق بين الفينة و الاخرى من قبل طائرات و جحافل جيوش هذين الاخيرين و تدك القرى الحدودية بالصواريخ و الاعتدة العسكرية الثقيلة , و حسب احصاءات منظمة العين الكردية تم تهجير ما يقارب 30 الف عائلة تقطن القرى و المدن الحدودية .
لماذا تختفي قوات البيشمركة العسكرية التي يصرف عليها ملايين الدولارات شهريا و لا تتصدى لهذا العدوان ؟ و لماذا بقدرة قادر عندما يصبح حراك مدني في داخل كردستان ضد مسعود بارزاني مطالب بالحرية و الديمقراطية تظهر قوات البيشمركة المختفية امام الاعتداءات الايرانية التركية , و تبذل الغالي و النفيس لحماية مسعود و زبانيته ؟ اليس هذا انصع دليل على ان البيشمركة و الامن و المخابرات كلها في خدمة مسعود بارزاني و ليس في خدمة الشعب الكردي في العراق .
الامن الغذائي كذا منعدم في كردستان و الدليل حالات السرطان الخبيث التي بدات بالازدياد بسبب الاغذية و السلع الفاسدة المنهالة على اسواق كردستان . العام المنصرم اصدرت نقابة الاطباء الكردستانية تقريرا جاء فيه ان من بين كل 50 شخص هناك شخص مصاب بالسرطان بسبب تناوله اغذية و سلع فاسدة مسرطنة. و المصيبة ان الذين يستوردون هذه الاطعمة الفاسدة اشخاص يديرون دفة الحكم في كردستان .
الامن الاقتصادي ايضا غير موجود في كردستان العراق حيث ان معظم الشركات و رجال الاعمال الموجودين اتراك و ايرانيين مقربين من سلطات و حكومات بلدانهم , و المشاريع على مختلف انواعها و مجالاتها التي ينجزونها تكون دائما ناقصة و غير مكتملة, حيث اما انهم يتركونها و هي في بداياتها , او اذا اكملوها تكون هشة و تروم بعد فترات قصيرة من استهلاكها .
الامن النفسي و المعنوي ايضا غير متوافر حيث ان قوات الامن و المخابرات في كل البلدان العالم المتطور و الديمقراطي تسعى للسهر على راحة المواطن و الحفاظ على امنه و سلامته و المواطن يثق فيها الا في كردستان و ما يماثلها من بؤر الدكتاتورية و الاستبداد و الظلم , حيث قوات الامن و المخابرات عملها مقتصر على قنص و ترصد المعارضين المؤثرين و الفعالين و الواقفين في وجه الدكتاتور مسعود بارزاني و زبانيته . و عدم تواجد تفجيرات و عمليات انتحارية مرجعه الوعي و الادراك المتواجدين لدى المواطن و الفرد الكردي الرافض لمبدا العنف و القتل و التخريب , مع انه ملائم ايضا على عدم ثورته و انتفاضه على جور و ظلم المستبدين في كردستان العراق .
و الحديث ذوو شجون … و لنا عودة للكتابة في هذا الموضوع .
صديقي القارئ بعد الذي تلمسته من السطور اعلاها عن مسعود بارزاني بشغف قلبك الا
تشاطرني اجابتي بفشل مسعود بارزاني على السؤال الذي ضمنته عنوان المقالة .
بروكسل
[email protected]