هي المسيرة بدأت …ركب يسير في الصحراء ,عودة للاحبة الذين تركوا مضرجين بالدماء …عودة للركب الذي سار قبل اليوم عنوانه السبي قاصدا الشام تحت عنوان مزيف واعلام كاذب اذ زعموا انهم خوارج .قافلة ليس فيها من الرجال إلا امام عليل اقعدته العلة عن الشهادة ,هي ارادة الله تعالى ليحفظ للإسلام نهجه وللإمامة والرسالة المحمدية نسلها وامرأة حملت أعباء الرعاية والكفالة فهي الراعية والكفيل بأمر امام شهيد قتيل .
هكذا زعموا (خارجين عن الدين ) وهم اهل التقى ومن في منازلهم نزل الوحي الامين, لكن مهل الظالمين امهلهم رويدا فذلك الامام العليل وتلك الحوراء السبية فضحا الزيف وابانا الحقيقة في مجلس الطاغية اذ تصدى للأمر الامام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين في رخصة كلمة قصيرة على المنبر قائلا: انا ابن مكة ومنى انا ابن زمزم والصفا الى ان قال كلمته التي زلزلت النفوس (انا ابن القتيل بكربلا) واما العقيلة فقد وقفت كالطود الشامخ مرفوعة الرأس رغم حبال الاسر التي تطوقها متحدية الطاغية الذي اراد اذلالها شامتا فردته ذليلا صاغرا اذ خاطبته قائلة :والله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا وهل ايامك الا عدد وجمعك الا بدد. وصدقت عقيلة الطالبيين الحوراء زينب فما من طاغية يمحو ذكر الحسين عليه السلام فهو منار الثائرين وكعبة الاحرار.
ومثلما حاول الزيف قديما تغيير الحقائق وتزييف الواقع يسعى الباطل في هذا الزمن ايضا النيل من واقعة الطف الاليمة والنيل من بعض الشعائر التي تمارس خلالها واليكم هذه الصورة .
من احدى القنوات عرض مشهد رجال ونساء عيونهم دامعة …وعلق مقدم البرنامج بأن هؤلاء الرجال والنساء يبكون على مصيبة الحسين(فاجعة الطف) وتابع قائلا :انهم يعتقدون ان البكاء على مصيبة الحسين تعدل ثواب الحج والعمرة …الى هنا ليس من رد على هذه الكلمات ولست بصدد مناقشة الأمر فهو عقيدة يعتز بها اصحابها ولا مجال لمناقشتها فكما اريد من الآخرين ان يحترموا رأيَّ وعقيدتي فالواجب يحتم عليَّ ان احترم رأيهم وعقيدتهم لو انني اريد ان اكون على درجة من احترام الرأي والرأي الآخر ,لكن مقدم البرنامج اضاف اضافات هي التي اود الرد عليها لأنها تغاير الحقيقة فهو يزعم ان هؤلاء الناس يبكون امام الكاميرات بمعنى ان ذلك مشهد اعلامي اما حين يكونون بعيدا عن عدسة الكاميرا فلا يفعلون ذلك ….
انني اود ان الفت نظر من يروج لمثل هذه الافكار السقيمة ان الذي يحب الحسين لا يكتفي بالبكاء على مصيبته وان فعل فلا يترصد الكاميرات انما هي حرارة في قلوب محبي الحسين الذين هم محبون لله وللنبي ولجميع الانبياء والمرسلين وللصالحين ممن انتهجوا منهج الحق بلا مراء ولا زيف ولا دجل بذلوا لأجل كلمة الحق الغالي والنفيس من الانفس و الأهل والمال والولد هم محبون للإنسانية جمعاء فمنهج الحسين منهج الدين القويم الذي يهتدي بهدي القرآن الكريم كلام الله عز وجل حين يقول في محكم كتابه العزيز (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم ) صدق الله العلي العظيم وبلغ رسوله الكريم .
كيف تعرف الباكين على الحسين وتزعم انهم يفعلون ذلك امام عدسة الكاميرات فقط.
انا فقط اطلب اليهم ان كانوا يتحرون الصدق ان يتأكدوا من حقيقة المشهد.
اما فلسفة البكاء على الحسين عند الشيعة الامامية فهم يفعلون ذلك اقتداء بالنبي العظيم ذلك ما تؤكده الاحاديث المروية بأسانيد صحيحة ثم هل هناك قلب يحتمل ان يقرأ او يسمع حوادث فاجعة كفاجعة الطف ولا تدمع عينه حزنا حتى لو لم يكن مسلما حتى لو لم يكن ملتزما بأي عقيدة .,الحسين .انني عاجزة عن وصف مشاعري في هذه اللحظة فما من كلمة استطيع ان اعبر فيها عن نور سماوي هو امتداد نور الله والنبي المصطفى وعلي المرتضى والحسن المجتبى وفاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين. الحسين ريحانة رسول الله ومن قال فيه النبي الكريم حسين مني وانا من حسين. اود ان اسأل كم مرة دمعت عيوننا لمشاهد فلمية تظهر بعض الصور المؤلمة ونحن نعلم مسبقا انها مشاهد تمثيل وكم مرة احسسنا بالغضب والالم لمشاهد الجرائم او العنف واعلنا غضبنا والمنا لتلك الحوادث القلوب القاسية والتي تخرج من انسانيتها هي فقط التي لا تستشعر احاسيس الرحمة ولا العاطفة انهما خلق انساني يمن به الله تعالى على من يشاء فهلا يراجعوا الماسي التي حدثت بواقعة الطف .