23 ديسمبر، 2024 8:40 م

عشر سنوات مضت ولازال ألألم والحزن والحرمان والموت وفقدان ألأحبة والأصدقاء . عنوان حياتنا الكبير . عشر سنوات من تدهور الحال, حتى أصبحنا نطمح ونسعى بكل الطرق حتى يمضي نهاراً واحداً دون حدوث شيء , وتناسينا بأن هناك وطن كبير يريد منا ومن ألجميع وحدة ألكلمة والصف من اجل النهوض والوصول إلى الأفضل والأحسن .ومررنا بالكثير والغريب والعجيب في بلدنا الذي لازال يصرخ مع الناس وبأعلى الصوت : (إلى متى ؟؟). فقد تعددت ألأسباب وتكلم الكثير ولازال عن ما جرى ويجري في العراق . ولكن الجميع بحاجة إلى شيء واحد يعلنون عنه بقوة الفكر والحرف والكلمة . وهو بأننا بحاجة إلى الوعي والإدراك لما يجري من اجل أيجاد الحلول وليس تكرار الأسباب والتناحر بيننا . والوصل إلى نقطة الصفر التي هي الرقم الوحيد الذي جنيناه منذ زمن طويل .الوعي وأدراك مسببات كل شيء من اجل الخلاص والابتعاد عن دائرة الخطر ألأكبر التي ينادي بها البعض وهو تحويل العراق إلى مجرد مسميات لغايات خاصة من أفكار لازالت تشكل خطراً على المجتمع .
الوعي . سوف يأخذنا للتعمق أكثر في ألكثير من الأسباب لكل ما جرى ويجري ألان . ومن خلال ذلك نستطيع تشخيص وتحديد كل شيء ومن ثم وضع العلاج الحقيقي .لأنه من المستحيل أن تجد حلاُ لأمرٍ ما دون البحث عن مسبباته .والإدراك يعني الأيمان بتلك ألأمور وعندها لم ولن يبقى لنا سوى الطرح الحقيقي للخلاص .
ما جرى في العراق متشعب جداً , فما بين سوء أدارة في الكثير من مرافق ألحياة . وصولاً للتدخلات الكثيرة في الشأن العراقي خارجياً . وفوق كل هذا والاهم بأن البلاد لم يجري فيها التغيير الداخلي وفق ما متعارف عليه . بل عن طريق التدخلات الخارجية والتي تفرز الكثير من السلبيات لان المحتل مهما كانت نيته . لا يمكن بكل الأحوال أن يعبد لك الطريق لكل شيء . لأنه يأتي لمجرد غاية ما .
العراق بلدٌ متعدد في الكثير من مفاصلة . دينياً ومذهبياُ وعرقياً وحتى الأقليات , وهذه التعدد الجميل حاول ويحاول اليوم الكثير تمزيقه بمختلف الطرق ولعل أكثر ألماً عندما يكون الموت طريقاً لأجل ذلك . من خلال الضغط على الأقليات الصغيرة . وكذلك  أيجاد مساحة كبيرة ومؤسفة للتصادم بين العناوين المذهبية ألأخرى . أو طريقة التهجير وإجبار طرف ما على الرحيل . والكثير من ألأسباب ساهمت فيها عناوين لا زالت تريد السوء لنا وللأرض التي نعيش عليها وعاش قبلنا بآلاف السنين الأهل والأجداد , وذلك التأريخ الذي يؤكد بأن نسيج هذا البلد كان جميلاً . حيث الألفة والمحبة والتآخي بين الكل بلا أي استثناء لأحد .
وهنا عندما نريد الحل لنفكر معاً بتلك السنوات الكثيرة والعديدة الماضية , لماذا لم يحصل بها ما يحصل اليوم ؟ وكيف كان ألجميع يعيش موحداً وكريماً ورائعاً فيما بينهم ؟ لان وحدتنا تعني إسقاط وفشل كل المؤامرات مهما كانت داخلية أو خارجية . وسوف تسمح لنا تلك الوحدة بالنهوض والمضي معاً إلى الخير والأعمار وتحقيق أماني البسطاء والفقراء والمساكين . وجيوش ألأرامل التي أصبحت عنوناً مميزاً فيك يا عراق .
لا سبيل لنا بالخلاص إلا من خلال الوعي , والابتعاد عن كل المغرضين ومن يريد أثارة الفتن ونشر الذعر والخوف بيننا . والابتعاد كذلك عن تهويل الأمور  وتصديق كل الكلام . فالوطن لنا والناس أهلنا . لماذا كل تلك التصرفات الني نسمعها كل يوم , والى متى نبقى نحارب أنفسنا جميعاً دون أن نفكر للحظة واحدة بأن الحل بيدنا ومنا وفينا .لنوحد الأفكار , وندعو كل الخيرين والمثقفين والأدباء والكتاب وشيوخ العشائر الاصطلاء وغيرهم . لنبذ العنف والعمل يداً واحدة مع كل عنوان يريد الإصلاح . لعلنا نبدأ أول خطوة صحيحة نحو الطريق الطويل والشاق .لنعمل معاً من اجل أصلاح كل شيء ونبدأ من حيث المجتمع والنزول أليه وليس من فوق الأبراج المشيدة بمال المحتاجين . ونصحح كل شيء  . لتكن أول خطواتنا من التعليم ورياض ألأطفال لأنهم المستقبل . وكذلك من الناس عامة حتى يكون طرحاً شاملاً وليس حصره في مكان وزمان وعنوان واحد .
نعم لنعمل معاً وحتى يدرك الجميع بأن العراق لا زال بخير وعافية وسوف يبقى كذلك رغم المآسي .