في الوقت الذي يسعى فيه المتظاهرون العراقيون إلى تحقيق مطالبهم على ارض الواقع من خلال تظاهراتهم التي شكلت في الآونة الأخيرة الضغط الجماهيري على القيادات السياسية الفاسدة في العراق مما جعلها ترضخ لذلك الغضب الشعبي و تطلق حزمة إصلاحات بالكاد هي شكلية فقط و لا تلبي طموحات المتظاهرين و لا تحقق لهم ما قدموه من مطالب شعبية جعلتها بين أنظار حكومة العراق التي لا زالت تماطل و تتنصل عن تحقيق تلك المطالب لأنها لا زالت تترنح تحت عباءة حزبها الفاشل الذي لا زال يشكل عبئاً على البلاد بسبب ما شهدته من هدر للمليارات و إغراقها بالديون الخارجية التي أثقلت كاهل العراق فضلاً عن هيمنة شبح الطائفية و ما رافقها من مليشيات مجرمة عاثت الفتك و الدمار في المدن التي شهدت نزوح و تهجير الآلاف من العوائل التي أصبحت كالغريب في وطنه فضلاً عن زيادة معاناتهم و تفاقم مآسيهم في ظل صمت مرجعية النجف و غياب الدعم الحكومي عنهم و تفشي البطالة و تزايد معدلاتها بشكل كبير مما تسبب في هجرة الشباب الواعي و المثقف لفقدانهم الأمل بمستقبل زاهر و غدٍ مشرق في العراق و انعدام فرص الحياة الكريمة وهذا ما جعله أمام مفترق طرق فإما الانخراط للقتال مع تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) من جهة أو بجانب المليشيات الإجرامية من جهة أخرى و تحت شعارات و عناوين مزيفة هرباً من واقعهم المأساوي و المزري وهذا ما استغلته إيران و حكومتها الفارسية الانتهازية فقد دخلت في حروب و صراعات كثيرة لعل أبرزها ضد التنظيم الإرهابي فقد جعلت من الشباب العراقي المغلوب على أمره دروعاً بشرية واقية لها و لسياستها الانتهازية هذا من جانب ومن جانب آخر نجد أن إيران قد جعلت العراق تابعاً لها و سلتها الغذائية و موردها المالي الأساس شأنها في ذلك شأن شرطي الخليج و بعد هذا و ذاك فمن أين يأتي الإصلاح و الصلاح للعراق و إيران تستعمر العراق و تسيطر على مقدراته و خيراته و تسخرها لخدمتها و خدمة مصالحها الفئوية الضيقة ضاربةً بتلك السياسة كل القوانين الدولية و الأعراف السماوية عرض الحائط وهذا ما كشف عنه المرجع العراقي الصرخي الحسني في لقائه التلفزيوني مع قناة التغيير الفضائية بتاريخ 17/8/2015 عندما بيِّن حقيقة فتوى التحشيد التي أطلقتها مرجعية السيستاني بحجة مقاتلة الإرهاب الخارجي المهدد لأمن و أمان البلاد جاء ذلك خلال معرض حديث المرجع الصرخي مع القناة أعلاه قائلاً : ((فتوى الحشد ظاهرها للعراق، لكن جوهرُها ولبّها وأصلُها وأساسُها لحماية إيران وإمبراطوريتها ومشاريعها و لا نتوقّع أبداً صدور فتوى تحشيد لتغيير الفاسدين العملاء، لأن هذا يضـر مصالح إيران ومشاريع إيران، فراجعوا كل ما صدر من فتاوى ومواقف المرجعية التي تُرجِمت على أرض الواقع، فستتيقنون أنه لم يصدر شيئاً وتُرجِم على الأرض إلّا وهو يصب في مصلحة إيران ومنافعها ومشروعها((.. .
https://www.youtube.com/watch?v=v9cge5BTa6E