17 نوفمبر، 2024 5:20 م
Search
Close this search box.

من أين جاءت المشکلة الدينية في المنطقة؟

من أين جاءت المشکلة الدينية في المنطقة؟

المشکلة الدينية ببعدها المتشدد و عمقها الطائفي المتطرف و الذي صار يغزو بلدان المنطقة بشکل أس آخر، لم يکن موجودا إطلاقا بهذا الشکل و الحجم قبل 39 عاما، بل إننا نستطيع القول من إنه لم تکن هناك مشکلة دينية أبدا، ولکن الذي تبين بأن هذه المشکلة لها علاقة راسخة مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث إنه و قبل تأسيس هذا النظام لم تکن المشکلة الدينية بهذه القوة من التأثير في الاحداث و التطورات في المنطقة، بل يمکن القول بأن المشکلة الدينية و الفتنة الطائفية المرادفة لها قد جاءت بعد تأسيسه وإنها تستمد قوتها و ديموتها من التدخلات الايرانية و النهج السياسي ـ الفکري لهذا النظام، فهو”أي هذا النظام” يمثل مرکز و بٶرة و أساس التشدد الديني و التعصب الطائفي.

الملفت للنظر، هو إن النظام الايراني و من أجل صيرورته مرکزا للتشدد الديني و تصدير الفتنة الطائفية، فإنه قد ثبت ثلاثة مواد في دستوره هي المواد 3 و 11 و 154، تنص على دعم التطرف الديني و تشجيع الارهاب تحت غطاء الوحدة الاسلامية و نصرة المستضعفين، ولعل تفاخر العديد من القادة و المسٶولين في النظام، بنفوذ طهران في 4 بلدان عربية، يبين بإن ليس هنالك من جناح أو تيار في النظام بإمکانه التخلي عن هذه الاستراتيجية التي يقوم و يعتمد عليها النظام، وبعد أکثر من 39 عاما على تأسيس هذا النظام، فإن الإصرار على المضي قدما في إبقاء جذوة التشدد الديني و التعصب الطائفي متقدة في المنطقة.

هذه المشکلة التي هددت و تهدد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة لايمکن إيجاد حلول شافية و وافية لها مع بقاء هذا النظام و إن الذين يسعون لتبرير بقاء و إستمرار هذا النظام من خلال الإيحاء بأن هناك دولا أخرى في المنطقة متورطة بدعم التطرف الديني و الارهاب، إنما هو کلام غير منطقي و يناقض الحقيقة ذلك إن هذه الدول کانت موجودة قبل تأسيس هذا النظام ولکن في نفس الوقت لم تکن هنالك مشکلة التشدد الديني و التعصب الطائفي، ولهذا فإن أصل و أساس المشکلة في ط‌هران و من هناك فقط يمکن إيجاد حل جذري و حاسم لهذه المشکلة.

الحل الوحيد الذي يمکن الرکون إليه و الاعتماد عليه، هو التغيير الجذري و الحقيقي في طهران و إنهاء دور و وجود هذا النظام الذي أرهق و قمع شعبه و أدخل المنطقة في بحار من الدماء و حومة من المشاکل المستعصية، وبطبيعة الحال فإن هذا التغيير لن يحدث إلا بدعم نضال الشعب الايرانية و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية من جانب دول المنطقة و العالم، والذي يدعو و يحفز للأخد بهذا الحل، هو إن إنتفاضة 28 کانون الاول 2017، التي لايزال النظام يعاني من آثارها و تداعياتها و يتخوف من إندلاعة جديدة لها، قد أکدت للعالم بأن الشعب الايراني غير راض عن نظامه و يسعى الى تغييره وإن دعمه و مساندته و الذي هو أمر شرعي بموجب القوانين الدولية، يساعد على ضمان السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و إنهاء مرحلة المشکلة الدينية.

أحدث المقالات