22 ديسمبر، 2024 11:38 م

من أين أبْتَدِئُ الحكايةَ ؟

من أين أبْتَدِئُ الحكايةَ ؟

سقط الجواد ..
تضرجت بدمائه كل الشعارات القديمة
والخطى ، أخطاؤنا خشبٌ خشب
فكيف أمشي في طريقٍ من لهب
ولكلّ قُبّرةٍ جناحٌ حالمٌ
الّا حمَامُ الصابرين بلا زغبْ .
…..
كان اكتئابُ الشيخ لُغزاً
في الزنازين القديمة ،
في اختباء السرّ
بين ضفيرتين من القصبْ .
كذب الدعاة بغيهم ،
ان الحقيقة كذبةٌ
أرأيت كيف النار تأكل في النخيل
الموتُ حَتمٌ ، والغرابُ ضرورةٌ ،
و لكلّ شؤمٍ آيةٌ ،
وشمٌ من الأحزان يغسقُ في الوقبْ .
حتماً سأكتبُ في البنفسج ،
أو أدقُّ الروحَ سنبلةً على ثدّيٍ وطَبْ .
كذب الدعاة .. لكل فجر سحرهُ وبيانه
الموسوم في الوطن المكبّل بالحواة ،
وبالغزاة
وبالشياطين الغواةِ
بحدائق الكذب المعمّد بالصلاة
…..
في عتمة الغاب ابتكرت ظهيرةً
وعجنت مأساتي رغيفاَ أسوداً
وخبزتهّ وأكلتهُ
عطش الفرات بنخله
وانا القراح ما عطشتُ
وما ابتعدتُ ،
وفي العوادي ما انكسرتُ
و كم أمامَ الموت صُلباً قد وقفتُ .
….
و كلّما شهقَ الظلام ،
نسيتُ جرحي والتجأتُ ،
إلى عباب البحر أرسمُ
صورةَ الوطن المهشّمِ كالحطب .
حطبٌ أنا ،
و الخوفُ مجنونٌ ،
يمورُ مع الحنينِ ، .
قد أحتسي ، دميَ النبيذ
على رصيف مدينةٍ ثكلى تنامُ ،
و كُلّما مرَّت بذاك الليل أغنيةٌ ،

كمِ انكسر الظلامُ ،
و شعّ في الإبريز وجهٌ من ذهبْ .
كانت صواري العشقِ سوسنة الندى
.. في ضوئها ،
يا ليلَ ثرثرة المياه ، الريح
ضوع الغائبين ،
عباءة النخل الغريب
… برغم أشواق المناجل للرطبْ .
يزهو بها الوطنُ المثقّب بالقنابل
والشعاراتِ القديمة ِوالجديدةِ…
مَنْ سيأتي في الخريف ؟
: الفجرٌ مرتبكٌ ،
وهذا الطقسُ يجهلُ ما تخفّى ،
ما أسرَّ به الفؤاد .
هل تغسل الأمواجُ سيلَ عمائم الجهل ِ
المعرّش في العباد ؟
الفجرُ أومأَ ،
والظلامُ المشرئبُ قد استبدًَّ بقوم ِعادْ
ياأهل ( أرم ) السادرين بغيّهم ،
أنّ العروق ضلالةٌ
وعفونةُ الخبز المضرّج بالرماد
من أيّ ليل يولدُ الحلمُ الجديد؟
من السواد
من انكسار الياسمين .. من الحِدادْ
.من المراثي الغائرات ..
من أيّ ليلٍ ؟
والبلاد لم تَعدْ تلك البلادْ
……