سأبدأ مقالتي بلسان حال مئات الآف من مواطني العراق وهم الكورد الفيليين ممن يحملون الجنسية العراقية ساكني العاصمة بغداد بجانبيها الكرخ والرصافة حيث احياء حي الأكراد في مناطق جميلة ومدينة الصدر وشارع الكفاح ذات الكثافة الأكثر للكورد وشارع فلسطين حيث نصب رمز شهداء الكورد الفيليين العشرون الف ،وقد توسط احدى المتنزهات قرب ساحة بيروت بعد معاناة من المطالبات لأكثر من ١٢ عاما ليكون رمزا للشهداء الشباب الفيليين المغيبين حسب التسمية التي صارت متداولة دون ذكر كلمة كورد، ليكونوا أقلية ،وهم الكورد كقومية وشيعة كأتباع مذهب آل بيت المصطفى صلوات الله عليهم ، يعني كلتا الحالتين هم قومية ثانية في البلاد وأغلبية كشيعة.
نترقب بداية شهر نيسان حيث سيكون ذكرى التهجير القسري وتغييب اكثر من عشرين الف شاب لم تزل رفاتهم مجهولة في تراب العراق، الذي كانت جريمة الإبادة الجماعية غير مسبوقة من القتل وإسقاط الجنسية ومصادرة الاملاك والاموال ، والذي لم يحدث حتى مع اليهود عام ١٩٤٨،حيث اموالهم مجمدة وليست مصادرة ، الكل يعلم نضال وتاريخ الكورد الفيليين مع الأحزاب والحركات المناهضة للانظمة القمعية ودورها المشرف بالتضحية بالأنفس والعطاء المادي سواء مع الأحزاب القومية او الاسلامية وحتى العلمانية كان هدفها الخلاص من النظام المستبد، بعد ٢٠٠٣ حيث صار الحكم بيد الأحزاب السياسية التي كانت معارضة والتي لم يخلوا أيا منها من وجود شباب الكورد الفيليين ، وبشهادة رؤساء تلكم الأحزاب ، لكن؛وهو بيت القصيد
وأشير بآية قرآنية ( هل جزاء الاحسان الا الاحسان ) ، لقد أساء ساسة البلاد للكورد الفيليين بتهميشهم وتغييبهم عن المشاركة السياسية في ادارة السلطة ، وتحجيم دورهم وإدراجهم ضمن الأقلية فهم ليسوا طائفة دينية بل كورد وبحكم الجغرافية وتواجدهم في مناطق العاصمة ووسط وجنوب العراق صاروا شيعة وهي ليست سُبة ، حيث شيعة البلاد هي المتحكمة وتدير شؤون السلطة ، اضافة لذلك تسعى الأحزاب الى جرهم كفرق مشتتة كي لايكون لهم دور وحضور ، وآخرها كان مقعد الكوتا الذي تم نقله من العاصمة حيث كثافة للفيليين الى محافظة واسط وهم اقل عددا نسبة لسكنة بغداد ، مقعد الكوتا اليتيم صار هو الاخر فتنة تتنافس عليها الأحزاب السياسية لسرقته.
خلال الأعوام التي تلت سقوط النظام البائد تشكلت حركات سياسية ومنظمات ، وأحزاب انقسمت ، مع ذلك استمر الفيلييون على أمانتهم ووفائهم للأحزاب التي تخلت عنهم ، فعند تقسيم السلطات والمكاسب هم أقلية وغير معترف بهم ، ممكن ان يكونوا ضمن فريق حماية الاستاذ القادم من منزله الى كرسي السلطة ليكون الفيلي المخلص ضمن فريق حمايته او ربما مدير مكتبه ، مَاهكَذَا تورد الإبل .
الى السيد رئيس الوزراء رئيس السلطة التنفيذية والى رؤساء الكتل السياسية ، لماذا هذا الجفاء بحق الكورد الفيليين ؟ انتم تشهدون قبل غيركم بوفاء وامانة الفيليين وشجاعتهم بوقوفهم بوجه اعتى دكتاتورية عرفه التاريخ المعاصر ، تساؤل يتكرر من ٢٠٠٣ وليومنا هذا، اتمنى ان تراجعوا شريط السنوات خلال الدورات الانتخابية ، هل استغل الفيلييون وضع البلد ؟ هل شكلوا فصيلا عسكريا يهدد باغلاق منطقة او قطع شارع؟ على العكس تماما دائما يأخرون مطالبهم تماشيا مع وضع العراق ، وهم من سارعوا لنداء المرجعية في تحرير ارض الوطن ودفعوا مجدداً دماء شبابهم مع بقية ابناء الشعب ، فلماذا التمايز ؟ سؤال حملني إياه رسائل الفيليين بمختلف مدن العراق من البصرة وعلي الغربي والحلة والكوت وبدرة وزرباطية وبغداد وفِي المهجر، سنوات من التساؤل دون تغيير للوضع ، سيأتي يوم ٤/٤ يوم الشهيد الفيلي وسنقرأ عبارات الرثاء من رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية وساسة البلاد ، وبانهم مخلصون ومضحون ولأنهم من (( أهل الله ) ) جرى عليهم ماجرى ، فهل من بارقة أمل للتغيير ؟!