أشرف الليل على القدوم بخطوات تستحي من ضوء الشمس المسروق ، فألقى بظلاله على ربوع المدينة التي تترقب بخوف يشوبه الصمت قدوم جثامين شهداء كان قد أوقع بهم من قال أنه (يتقي) الله بكرة وأصيلا ويسبحه آناء الليل وأطراف النهار تقربا الى الله زلفى ؛ لم يكن (المتقي) عربيا خالصا إنما من مواليهم .. لكنه سرق الهوية رغما عن أنوف حكام لم يحكموا قبضتهم على قوانين الجنسية فصارت عاهرة مشاعا يتلاقاها حظن دافئ ليلقيها الى آخر أكثر دفئا من سابقه .. سأترك الخوض في ملذات الدعارة (المباحة) وأتحول إلى ظلمة الليل الأليل ؛ لم تكن بغداد تعرف النوم في ساعات النهار الأولى لكنها أُجبرت عليه في عهد (التحرير) الديمقراطي جدا ، فلا يحل لأهل بغداد السمر تحت ضوء القمر لأسباب (أمنية) يؤدي خرقها الى خراب (الأول والتالي) .. لقد رضينا بالهم لكنه لن يرضى بنا وأخذ يضحك على شيباتنا ويزدريها إن لم يحلقها (بموس) علامة التمساح ! . شاء حظي (الجيد) أن أصاب بوعكة أصابت مني مقتلا في عضلات الصدر فمنعتني عن التنفس الطبيعي كما منعتني من قيادة السيارة . لم أجد من يجيد السياقة في الحي الذي أسكن فيه ؛ هرول أبن الجيران الشهم (علاوي) الى بيت عمه البعيد فأحضر أبن عمه ليتولى القيادة وينقلني الى المستشفى .. كانت الساعة قد تجاوزت المدى المسموح به (أمنيا) .. أقتربت السيارة من السيطرة (الأمنية) .لم أجد إلاثلاثة أفراد ، كان أحدهم (يلعب أتاري) بهاتفه والآخر يضع سماعة الأذن والثالث تقدم نحونا شاهرا سلاحه (بقوة) قائلا : ها يابه منين ما منين ! أجابه (علاوي) الحجي مريض ونريد نوصل للمستشفى .. قال الحارس : ممنوع الآن منع التجوال ! يابه الرجل مريض يا تجوال يا بطيخ .. وهنا جاء الحارسان الأخريان فقالا بصوت واحد ممنوع ، مددت رأسي من نافذة عجلتي وقلت للحارس : هل للمرض وقت معين ، أبني رجاء صيح الضابط ، أجابني أحدهم : آني مو بعينك ! أبني العفو .إذا ما عندك صلاحية لو الضابط لو تنادي بالجهاز تره حالتي تعبانه .. فأجاب : لو يجي المالكي بنفسه ما خليه يعبر !! ، في هذه الأثناء جاءت عجلتان دفع رباعي بنوافذ مضلله فصاح أحد الجالسين : أفتح الطريق بسرعة .. ما كان من الحارس الهمام إلا الهرولة مثل ( الكرته) ورفع الحاجز سامحا للعجلتين بالمرور ، وهنا أصابتني نوبة من (العصبية) وترجلت من السيارة وصحت بأعلى صوتي : ليش مرت السيارتين ؟ أجاب الحارس انهم (حكومة ) .. يابه أنت مو كلت لو المالكي يجي ما خليه يعبر !! فأجاب : أنت تحاسبني يلله (ديور) وارجع تره أعتقلكم !! .. لم يكن بوسعي ألا الشكوى الى الله فقلت للسائق هيا أرجع ولنترك الأمر لله لن يموت أحد (ناقص عمر) عندي حبوب أبلع منها والله كريم .
هذه حكاية من حكايات ألف ليله وليله من ليالي السيد المالكي الديمقراطي جدا جدا .. المالكي الذي يخاف الظلمة فحول خوفه الى سيطرات لم يثبت عنها انها حققت شيئا يذكر اللهم سوى الأزدحام وتخريب الشوارع وعمل (الطسات) فتراهم كالأرضة يخربون أينما حلوا ونزلوا … لن أبوح بأسم السيطرة خوفا عليهم من العقاب لكني أعذرهم فهم مغلوبون على أمرهم ، لقد فرحت فرحا عظيما كونهم لم يسمحوا (لموكبنا ) الخطير بالمرور عبر سيطرتهم خوفا علينا من الطنطل الساكن خلف السيطرة مباشرة والذي يحب أكل لحوم (الشياب والعجايز ) ثم يحتسي الشراب الممنوع ليساعده على هضم اللحم القاسي بدلا من لفظه خارجا فيلتهمه الدود .. نفس الدود الذي ألتهم جسد (أخينا) الحجاج بن يوسف ، والحجاج كما تقول الروايات منع الناس من الخروج الى الطرقات حينما تغرب الشمس ، والمخالف سيتم أعتقاله وفق المادة (4) أرهاب…. وكان الله بعون حجي عبعوب .