19 ديسمبر، 2024 1:22 ص

من ألاعيب الصحافة  العراقية وترهاتها !!

من ألاعيب الصحافة  العراقية وترهاتها !!

قرأت تقريرا علميا حديثا يزعم  ان الصحافة والمحاماة هي مهن المضطربين عقليا !! وبما انني اعمل في الصحافة منذ سنين طويلة فبإمكاني ان ارد على مشرفي تلكم  الدراسة مهما علت مراتبهم العلمية وأقول ان الاضطراب في حال صحة الدراسة  إنما يأتي بعد الممارسة الصحفية لا قبلها ولعل من  اسبابه انك تكتب موضوعا عن المشردين ومأساتهم ، عن المعتقلين وعذاباتهم ، عن المهجرين والنازحين والآمهم على سبيل المثال فيقفز لك قارئ – حشري – او حشري من الحشرات والهوام لينتقد  الموضوع كون  الصورة المرافقة للنص لم تعجبه لسبب ما  ولو سألته عن رأيه بالمعاناة مناط البحث بعيدا عن الصورة كما جاءت في المقال او الحوار او التحقيق او التقرير او الخبر  لأجاب على الفور ” الحقيقة لم أقرأ الموضوع لأن الصورة لم تعجبني!! وعلى هالرنة طحينك ناعم يانواعم .

لقد عملت في وقت ما في ثلاث مؤسسات اعلامية ولكل منها توجهه المخالف لنظيره – أعني توجه رأس المال وصاحبه الممول الذي لا يفقه من الصحافة شيئا قط – فكنت احرر الخبر ذاته بثلاث صيغ تخالف احداهما الأخرى في ذات  الوقت وارسل النسخ الثلاث كل على حده .

* المؤسسة الأولى : تشترط لكي – لا تفصل من العمل فيها – اقحام الممول وعشيرته ” زور كوه ” داخل النص الخبري ان  كان بطوليا أو  علميا أو أكاديميا مع ان – الممول صفر باليد حصان هو وعشيرته – .

* المؤسسة الثانية : تشترط لنشر الخبر – كي لا يقطع عنك راتبك – تسمية الأشياء بغير مسمياتها فتسمي ” مشعول الصفحة ” مناضلا والسارق ” نزيها ” والقاتل ” بطلا ” والمغتصب “شجاعا ”   والعار ” زعيما ” وتصنع للحمار شجرة عائلة – مزيفة – طويلة عريضة تبدأ بآينشتاين وتنتهي بنيوتن واديسون ودافنتشي قدس اللهم سرهم .

*المؤسسة الثالثة : تشترط تحرير الخبر بضوابط ما قبل 2003 حتى ليخال للقارئ ان اميركا لم تحتل العراق بعد وان ايران ترتجف اذا ما ذكر اسم العراق وان  الصناديد  على الأبواب وان فلسطين ستتحرر بصهيل الخيول التي يمتطي – ابو الجكاير وابو الثلج – صهوتها وان مجلس قيادة – الوهم – مازال هو الحاكم الفعلي وان – القائد المفدى – سيعمل على طرد المحتلين لأنه لم يمت بعد وانما هو متوار عن الأنظار مؤقتا كما فعل هتلر عقب الحرب العظمى فلم يظهر هتلر برغم مرور 69 عاما على انقضاء الحرب  العالمية الثانية ولن يظهر القائد الا في النشرات الإخبارية للمؤسسة المعنية والغريب ان المتلقي العربي – مصدق – برغم الكذب البواح  الذي لا يصدقه المجنون أصالة ووكالة .
 
لقد  عملت في مؤسسات تطمح الى الأثراء السريع عن طريق الإعلانات – دك فلوس او كيميا كما قال جدي – لا نصيب فيها للعاملين أطلاقا ، بل ان الرواتب قد تتأخر 20 يوما في معظم ايام السنة ، ان أخطأت في تحرير الخبر قيل لك – يله مو مشكلة جل من لا يسهو ولا يخطأ – ولكن ان اخطأت في الإعلان – ياويلك وسواد ليلك  – انها مؤسسات بلا مبادئ ولا هوية  ولا قيم – شرقت وان غربت – ومن صفاتها ان المرتب يدفع بالدولار في حال هبوطه امام الدينار ويدفع بالدينار في حال صعود سعر صرف الدولار  .

 كما ان هناك مؤسسات هدفها الانتشار من خلال الأخبار المثيرة – سياسيا ، فنيا ، ثقافيا ، اجتماعيا ، امنيا الخ – ولايهم مضمون الخبر  بقدر  عديد  القراءات  التي يحققها لأن ما بعد  القراءات  المتصاعدة هنالك تسريب  لأجندة ما  عبر خبر يأتيك  مسربا من – البك بوس – مباشرة على وجه السرعة من خلال  الفايبر ، وآتس آب، ايميل ، انستغرام ، خاص ، ارضي ، خلوي – لتسقيط ناخب يقف حجر عثرة ، لفضح وزير منافس ، لتورية حقيقة ، لتزييف واقع ، لأقصاء فئة ، لتهميش مكون وما شاكل .

وهناك  مؤسسات اعلامية هدفها الابتزاز فهي تنشر ملفا عن الفساد في وزارة ما ، ليس لمكافحة الفساد اطلاقا وانما  لترهيب  المتورط بالملف بغية إبتزازه وبالعملة الصعبة  لأنك وبعد اثارة القضية لن تسمع عن الملف ثانية  ،  ولو سألت – طيب واين الملف السابق – قيل لك ” لقد  وعدنا المومى اليه خيرا وانقضى الأمر ”  يعني – تم القبض – وليس إلقاء القبض . أودعناكم أغاتى

أحدث المقالات

أحدث المقالات