18 ديسمبر، 2024 6:45 م

من أفشل علاوي

من أفشل علاوي

فشل علاوي بتمرير كابينته الحكومية وكما توقعناه حتى قبل 5 ايام من اخر موعد للتصويت على منح الثقة له ، غير الكثيرين لم يكن ليضع الثقة بما نوهنا عنه وانا اعذرهم فليس الجميع مطلع على ما جرى من حوارات الايام الخمس الاواخر , قلنا لن يمرر المكلف , ذلك اننا استقينا القرار من اصحاب القرار المعترضين والرافضين لشخص علاوي غير آبهين لما اشيع كونه كان مستقلا وانه لم يسمح لاي من الكتل الحزبية تمرير مرشحيها .
– الحقيقة كما جرت بفصولها
الحقيقة الواقعة ان المكلف اعطى للتحالف الكردستاني 3 وزارات واخرى رابعة كوزارة اقليم ممثلة ببغداد مع هذا الاخوة الكورد رفضوا, واعطى للمالكي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ورفض ، ثم اعطى للحلبوسي حرية اختياره لاستحقاق كتلته ” التربية والتخطيط والتجارة ” ورفض هو الاخر .
الرفض جاء ، ليس كونهم زهدوا بتلك الوزارات فالمحاصصة تسري بدمهم السياسي , فهم في بداية الاسبوع الثاني من الحوارات كانوا مطالبين بها شرط التصويت عليه , لكن في الاسبوع الثالث بايمه الاخيرة تغير المشهد تماما بتغير القناعات ، ليرفضوه كشخص مكلف وبشكل قاطع وبقرار واحد اجتمعوا عليه ، فما الذي استجد ليتحدوا بقرارهم رغم انهم مختلفين كانوا قبلها في الكثير من المسائل ؟ .
ووفق المعلومات التي وردتنا من مصدر حثنا على عدم ذكر اسمه , ان قرار الرفض والاجماع عليه من قبل ” مسعود برزاني , محمد الحلبوسي , اياد علاوي , المالكي ” كان حاسما وقاطعا وان ذهب علاوي منحهم جميع الوزارات . واما السبب وحسب المصدر يعود لسببين :
الاول : ان علاوي خدعهم وكذب عليهم ودلس في قناعاته اتجاههم بظهوره مظهر المستقل الذي لن يدع أي من الكتل الضغط عليه واجباره القبول بمرشحها الوزاري , فقد تاكد لهم ومن شهود عيان وتسجيلات وحسب قول المصدر , من ان علاوي مررت اليه 7 وزارات من قبل كتلتي سائرون والفتح ولذا طفى الى الساحة اولا رفض الكورد ومن ثم تبعه الحلبوسي واما المالكي فموقفه معروف من علاوي ومنذ الساعة الاولى لتكليفه من قبل رئيس الجمهورية كيف لا والرجل حكمه بسبع سنين عجاف لو لا تدخل بن عمه اياد ويستخدم نفوذه ثم يسفره خارج العراق .
الثاني :
جاء رفض علاوي كشخص مكلف بعد خروج تصريحات السيد الصدر ووصفه لشركائه في العملية السياسية بـ ” الزبايل – اخليهم بالزبالة ” وانهم جميعا فاسدون , وكيف بـ ” كصكوصة ” خلع عبد المهدي من منصبه , هذا من غير مفردات ” البطة ” والتي عدها المكون السني انها تندرج تحت فصل التحريض على العنف وتهديد السلم المجتمعي .
المالكي ، رؤيته كانت تتمحور في تأليب كل من السيد مسعود برزاني والسيد علاوي والحلبوسي على السيد مقتدى الصدر, فهو اراد ترسيخ قناعة واحدة بداخلهم , فقد كان يخبرهم عبر اتصالاته معهم او من خلال اعضاء بكتلته انه في حال تمرير علاوي فان الصدر سوف يحكم قبضته على الحكم وان العراق بعدها سيعاود الدكتاتورية الصدامية , وسنرجع بالعراق الى ما قبل 2014 ، المالكي بطبيعة الحال لم يكن مقتنعا بهكذا طرح اكثر قناعته من انه سيكون تحت قبضة السيد مقتدى ، فهو لن يألوا جهدا حتى احالته الى القضاء ، وهذا هو مصدر الرفض الحقيقي لعلاوي من وجهة نظره .
السيد مسعود البرزاني لا يتهيب الصدر وصطوته قدر حرمان المكون الكوردي استحقاقه من الوزارات مع هذا فان مرد رفض البرزاني لعلاوي نستطيع اختزاله بسبيين , الاول , ان السيد البرزاني تابع لقاء الصدر عبر قناة الشرقية وقد المه كثيرا وصف السياسيين وهو معهم بطبيعة الحال بمفردة ” الزبالة ” , ايضا وحسب مقرب لديه من حزبه , فان السيد البرزاني وفي احدى مجالسه قال ” هل يريد السيد الصدر جر آذننا كجره اذان المتظاهرين .. لن نسمح له ” .
واما السبب الثاني وكما هو معلوم انه بعيد عن محور تحالفات الساسة المقربين لايران , ومنه وفيما مرر مرشح الصدر معنى هذا ان نفوذا اقوى لايران سيحصل وكذلك ستتعاضم قوة المليشيات المدعومة من قبلها ما يشكل خطرا حقيقيا عندئذ على الاقليم واستقراره الامني .
اما سبب رفض الحلبوسي , ياتي اولا من باب هضم الاستحقاقات السنية ضمن خارطة الحكومة المشكلة تلتها بعد هذا تخوف الحلبوسي من مقولة الصدر في اللقاء وايضا هو وحسب زعمه ان هناك بات ما يشبه المخطط لتقسيم العراق وفيما مرر علاوي .
اياد علاوي ” بن عم محمد توفيق ” هو الاخر رفض تكليف بن عمه , فعلاوي وحال رفض برهم صالح له كون ” سائرون والبناء ” رشحتا بن عمه دون غيره , والاثنان كانا يجلسان عند الرئيس , ومنه وحال سماع السيد اياد ترشيح محمد , قال للرئيس برهم , اذن سنسحب ترشيحنا سوية , لكن ما فاجأ السيد اياد رد بن عمه عليه بـ ” ان اردت انت الانسحاب فانسحب وحدك , انا مكلف شرعا ” , منذ تلك اللحظة انقلب علاوي بمواقفه كليا على بن عمه , حتى انه اوعز لطرده من قصره في الخضراء بحجة اجراء ترميمات الامر الذي اضطر محمد لاخذ حقيبة ملابسه ليتوجه الى فندق الرشيد ويستقر لفترة هناك .
المكلف جنى على نفسه مرتين , مرة من خلال آليته في تشكيل كابينته الوزارية والاخرى , باختياره فريق مفاوض هزيل وفاسد , على ان الجميع يشهد ان الرجل نزيه وذو اخلاق , غير انه يمكن ان نصفه بالغبي السياسي او الضعيف الواهن بفطرته , وهو في كلا الوصفين لا يصلح لان يقود العراق خصوصا بمرحلة كهذه , على ان السيد محمد توفيق احرقت ورقته بعد ان اصبح ضحية لتصريحات السيد الصدر فهو من رشحه وهو الاكثر مدافعا عنه وبعلم الجميع