23 ديسمبر، 2024 12:31 ص

من أسس الحشد الشعبي الإمام السيستاني أم المالكي؟ وهل يعمى المبصرون عن الضياء؟

من أسس الحشد الشعبي الإمام السيستاني أم المالكي؟ وهل يعمى المبصرون عن الضياء؟

عندما تعمى البصائر وتنام الضمائر تنتهك القيم، وتوضع الأمور في غير مواضعها، وتفقد بوصلة المعايير الأخلاقية، وذلك مرعى المدعين ما ليس لهم، وغاية سراق الحقيقة، وطعامهم فيه جهل الجهلاء، ومدادهم تطبيل المطبلين!
لا تخفى على أحد سيرة الحاج هادي العامري، منذ أيام نضاله ضد النظام العفلقي البائد وحتى سقوط ذلك النظام، ومن بعد ذلك غاب العامري عن ساحات القتال، على أثر نزع السلاح من منظمة بدر وجعلها مؤسسة مدنية، بأمر السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي آنذاك.
سبب غياب العامري أنه لم يكن ذا باع في السياسة، ولا حتى في التصريحات الإعلامية، فبالكاد ينطق كلمتين دون أن يتلعثم، وذلك ليس من المعيب عليه، كونه ليس ذا ثقافة وعلمية، وانما قضى وطراً من حياته متنكباً السلاح في ميادين الجهاد!
بعد ان انتقل السيد محمد باقر الحكيم الى جوار ربه، ولحق به السيد عبد العزيز الحكيم، ودارت رحى السياسة، والحاج العامري يتحين الفرصة للإنفصال وبناء مجده الخاص، حتى استغل خلاف الكتل السياسية مع المالكي فتحالف معه، ونجح في الحصول على منصب وزير النقل، ومن ثم عدد لا بأس به من المقاعد في البرلمان العراقي، ولعل زواجه الكاثوليكي مع المالكي يفصح عن بلوغه غايات أحلامه، وانه لن يتخلى عن تلك المكاسب ولو على حساب أي قيمة أو مبدأ! بالرغم مما تعرض له من هجمات إعلامية وسخرية لحديثه عن الزواج الكاثوليكي، وحادثة طائرة لبنان، وابنه المتقمص لشخصية الشاب الأرستقراطي ..!
بعد أن افتى المرجع السيستاني بفتوى الجهاد العظيمة، التي الهبت الأرض نيراناً تحت أقدام داعش، وأنعشت الروح المعنوية للقوات الأمنية والشعب العراقي، وجد العامري نفسه في ميدانه القديم، وكان لولوجه هذا الميدان شأنه في استعادته لهيبته الجهادية التي سلبتها طموحاته الكاثوليكية!
لا نريد أن نبخس الناس أشيائها فالحق يقال، الرجل دافع ببسالة عن العراق ملبيا نداء المرجعية الرشيدة، بيد أنه في الوقت نفسه يعيش صراعاً مصيريا في داخل ذاته، ما بين مضيرة المالكي التي هي أدسم وبين صلاة علي السيستاني التي هي اتم ..!
تصريحات العامري لا تضر بفتوى الجهاد الكفائي، ولا بمؤسسة الحشد الشعبي التي أقام عمادها الإمام السيستاني، فالنملة وان شقت في الجبل مسكناً لها، بيد أن الجبل يبقى شامخاً والشمس لا يحجب ضيائها الغربال، فما خطر تصريحات العامري الا كنحت نملة في جبل ..! وليقل العامري إن الصبح ليلاً، أيعمى المبصرون عن الضياءِ؟!