23 ديسمبر، 2024 1:57 ص

من أسخف إبتكارات العقل البشري إختراع مسابقات ألعاب الرياضة !

من أسخف إبتكارات العقل البشري إختراع مسابقات ألعاب الرياضة !

هل يستطيع الوعي رؤية أخطاء البشرية كلها وتوجيه النقد لها ؟ .. نعم يستطيع خصوصا ان تاريخ الإنسان الماضي وحاضره ليس ملائكيا شرط ان تكون معايير النقد إيجابية بعيدة عن الأيديولوجيا والتبرير ومن أجل مصلحة الانسان .

البشرية تمارس العديد من الأفعال والأنشطة التي تتعارض مع القيم الإنسانية في طبيعتها وجوهرها ، وإجماع البشرية على شيء لايعني انه صحيح ومشروع ، على سبيل المثال : ثبت ان البشر طوال تاريخهم فشلوا في إقامة العدالة وتوزيع الثروات بالتساوي على الجميع وقد أجمعوا على هذا العيب مما يعني وجود قصور عقلي وأخلاقي لدى الإنسان في تنظيم حياته بالشكل السليم المطلوب !

ان فحص المسابقات الرياضية التي تجري تحت شعار (( المنافسة الشريفة )) من منظور أخلاقي يظهر لنا ان فرحة المنتصر في الألعاب الفردية والجماعية ، وحزن الخاسر .. يعد سلوكا وحشيا ، إذ لايجوز ان يقوم الفرح على أنقاض أحزان الآخرين حتى لو دخلوا المسابقة بموافقتهم ، والمشكلة في أصل المسابقات التي في جوهرها هي مبارزة عدوانية بما فيها لعبة الشطرنج التي يطلق عليها لعبة الملوك المسالمة ، فهي أيضا مشمولة بجريمة فرح المنتصر وحزن الخاسر ، وبما انه لايمكن منع مشاعر الفرح والحزن ، فإن المشكلة في المسبب وهي المسابقات ووجودها .

لقد بلغت السخافة في المسابقات الرياضية ان يتم إنفاق ملايين الدولارات على نزلات الملاكمة الهمجية بحيث سمح العقل البشري وبشكل قانوني مصحوبا بمهرجانات جماهيرية وإعلامية عند إجراء نزالات الملاكمة بين إثنين من الملاكمين عملهما الوحيد كل منهما يضرب وجه الآخر .. والجماهير تتفرج وتصفق ، ونفس الأمر مع الكاراتيه والمصارعة ، وكذلك مع مصارعة الثيران ، وفي العصور الماضية كانت المبارزة تؤدي الى قتل الخصوم أحدهما الآخر وسط تصفيق الجماهير!

وفي ظل وجود ملايين الفقراء والجياع والمرضى … تهدر مئات الملايين من الدولارات على تفاهات الرياضة .. بل وتعطي رسالة خاطئة ان النجاح في الرياضة يعد إنجازا عقليا وبدنيا كبيرا ، وتصبح ممارسة الرياضة والنجاح فيها هدفا ساميا بحيث تنقلب الموازين والقيم وتغدوا سخافات الرياضة حلم للشباب بدلا من الفكر والعلم ، وممارسة النشاطات المفيدة .

واضح ان البشرية بحاجة الى إلغاء إجراء المسابقات الرياضية كافة ، والقيام بممارسة الرياضة دون منافسة وتحفيز المشاعر العدوانية ، والكلام عن الروح الرياضية هو تجميل للسلوك العدواني الناتج عن جميع المسابقات بما فيها لعبة الشطرنج التي توصف بالسلمية خطئا .