23 ديسمبر، 2024 12:02 م

من أركان الإيمان التوافق والمحاصصة

من أركان الإيمان التوافق والمحاصصة

المثقف المتعلم والأديب المتوج بضمير الإنسانية هو فلاح الكلمة ونحلة الفكر والمعرفة وشعلة الأخلاق، يُخصِّب الأرض البوار، ويُغذي الجذور، ليورق الشجر، ويستخرج من قلب الزهر العسل، ويحفز الإبداع، ويأسر العمل، ويسهر، يوم ينام آل الجهلة ملء جفونهم، على وسادة الأحلام كما نام آل مطرفٍ كضرب حياة لهم، غير مبالين، فماضيهم كحاضرهم لايتبدل، ويصحوا كل نهارٍ ليغنوا للماضي المنتظر، متعهتم أن يقولوا شعراً عن النجوم أو الناقة أو القمر والفرس، أو يرفعوا سيفاً ليفتحوا قلوب النساء بهدر الدماء بلمح البصر.
هؤلاء نُزُلٌ جُدد همهم البغاء لإغتصاب الحاضر بِطُبَر الخرافة وموت الضمير والجهل .

هؤلاء هم الذين نحاول تسليط الضوء عليهم لإزاحتهم من مواقع ومراكز القرار والإدارة ومنابر الثقافة الريادية، كي يندمل جرح أصحاب الضمائر من المثقفين والأدباء والمتعلمون الأكاديميون ويختفي أنينهم من إختطاف مكانهم وحقهم كحقٍ للمجتمع،

وعليه على الإعلام والشعب، تسليط الضوء عليهم، فلابد من إحراجهم وإحراج أعورهم بفضحهم ومواجهتهم ..فهؤلاء جهلة كقوم ليلى الأخيلية ( آل مطرف) التي يئست من أن تشهد فيهم حياة ثقافية بشرية، فقالت فاضحة لهم امام الملأ:-

لاتقربَنَّ الدهر آل مطرفٍ …. لا ظالماً أبداً ولا مظلوما
قومٌ رباط الخيل وسط بيوتهم … وأسنة زرقٌ يخلن َ نجوما.

شعبنا بصوت مثقفيه وعصا أعلامه و إعلامه يصدح بكلمة الحق عاليا، ونجومه حقيقة لا يُخال للمتبصر العارف بها وصرختها كزئير الأسد.
وآل مطرف لايمثلون شعبنا، وإنما، كما قلنا نُزُلٌ جُدُد كغرابين سود، غير مرحب بهم .

اليوم باتت سياسة الخطف الديمقراطي للمواقع كافة عرف محاصصة سياسي متوارث واضح ومنظم ومتداول بين الكتل، حتى بات شرط وركن من أركان الإيمان بالعملية السياسية، وصمام الأمان لعدم إنفجار قِدر الكتلة الأكبر في رحم الديمقراطية الأمريكية.

لاغرابة من ريادة آل مطرف طالما الأعور المحتل متحكم بحال الوطن من شماله الى جنوبه. ومن طرائف حكايات التاريخ، إنَّ سعيد إبن بيان التغلبي كان أعوراً، ولكن القدر منحه ما يفاخر به فكان يفاخر بجمال زوجته بُرّةُ، وماله، فدعى الأخطل مرةً..الى …
داره، وبعد أن دخل الأخطل دار سعيد الأعور….
شاهد الثراء الفاحش وزوجة في غاية الجمال والحسن ..فتعجب وإنبهر!!
فقال الأعور للأخطل .بعد أن أطعمه وأسكره…أنت تدخل على بيوت الأمراء والملوك، والسلاطين وتجالسهم، وتأكل من موائدهم ، فهل ترى من فرق، أو من عيب في بيتي؟
فقال الأخطل ما أرى في بيتك عيباً غيرُك!!.
فزعل الرجل وطرده من منزله وقال إنما أعجب من نفسي إن كنت أدخل مثلك بيتي ..إخرج عليك لعنة الله..!
فخرج الأخطل…وهو يردد هذه الأبيات…..

وكيف يداويني الطبيب من الجوى… وبُرّة ُعند الأعور إبن بيان
ويلصق بطنا منتن الريح مجزرا ….الى بطن خود ٍ دائم الخفقان.

وأنا أيضاً لا ارى عيباً في دارنا الوطن غير الأعور الأمريكي، وأعجب من شعبي بعلماءه ومثقفيه أن لا يصرخوا بوجهه لطردهْ.