23 ديسمبر، 2024 5:18 ص

من أرض الرافدين الى أستراليا بغداد تتألق بعيون عشاقها

من أرض الرافدين الى أستراليا بغداد تتألق بعيون عشاقها

خاب ظن من يريدون قتل وموت العراق ، فالعراق لن يموت فهو ملح الأرض وعرقها ، مهما تكالبت عليه قوى الشر التي حاولت وتحاول قتل الروح العراقية، نعم قد يمرض العراق وهذه سنة الكون ولكنه أبدا لن يموت ولن يسمح للأعداء أن يشمتوا به ، فالعراقيين هم كطائر العنقاء سرعان ما ينهضون من ركام أوجاعهم وآلامهم ليصوغوا أجمل الألحان والقصائد ويرسموا أجمل اللوحات بحب الوطن فالأبداع والتألق العراقي لن يتوقف وينضب فجذوة الأبداع لهذه الأرض تمتد يعيدا الى أعماق التاريخ الى 7000 سنة مضت ، وتبقى بغداد أميرة الزمان مهما تعددت محاولات الأعدادء لأطفاء جذوة تألقها وتوهجها وعطائها فالعراق ببغداده هو ليست حكاية الف ليلة وليلة وهو ليست حكاية هذا الزمان أنه حكاية الدنيا كلها منذ الخليقة أنه حكاية الخلود الأسطوري لكلكامش وأنكيدوا 0 فرغم آلة الموت وسياسة الخراب والدمار التي جاء به أعداء العراق منذ أن وطأة أقدامهم أرض العراق في 2003 ألا ان الكثير من العراقيين لا زالوا يجاهدون ويصارعون الزمن وكل عوامل الخراب والدمار والتخلف والسوقية من أجل ان يحافظوا على بغدادهم التي تكالبت عليها كل شرور الدنيا من أجل قتلها ووئدها ، فأستمر العراقيين بأقامة التجمعات والأصبوحات والأمسيات الثقافية والفنية والأجتماعية هنا وهناك وظل شارع المتنبي كما كان وسيبقى رئة المثقفين والثقافة العراقية وعنوانها الأبرز مفتوحا يحتضن الأبداع والمبدعين جيل بعد جيل 0 ولكن ماذا نقول للزمان عندما دار دولابه دورة قاسية بالعراق وشعبه! ، فتفرق العراقيين وأنتشروا وهاموا على وجوههم في بقاع الأرض بعد أن شردتهم ظروف الحروب والحصار والأحتلال البغيض للبحث عن ملاذ آمن لهم في هذه الدولة وتلك ، من أجل لقمة العيش والحفاظ أيضا على كرامتهم وقيمهم ومبادئهم التي خافوا عليها أن تهتز تحت وطأة الخوف والجوع والحاجة والحرمان 0 ورغم ألم الغربة ووجعها وأنينها ظلت رائحة الوطن تملأ رئة العراقيين وظلت هي الرائحة الأحب والأقرب الى نفوسهم رغم كل روائح العطور والزهور والورود التي تفوح من الحدائق التي تحيط بهم في كل مكان ، وهذا هو سر العراق وهذا هو قدر العراقيين0 فنقل العراقيين أبداعاتهم وتألقهم أينما حلوا وذهبوا وفي كل المجالات العلمية والأنسانية والأدبية والأجتماعية والفنية والثقافية ، وظل أبداعهم ماركة عراقية خالصة صافية لا غبار عليها 0 فهذا خبر عن طبيب عراقي مبدع أشادت به تلك الدولة الأوربية التي يعيش فيها ، وهذا خبر عن مهندس ومهندسة عراقية تألقوا في هندسة العمارة والبناء ، وخبر آخر كتب بالمانشيت العريض في كبرى الصحف البريطانية عن أبداع وتميز لطبيب عراقي حظي بتكريم ملكة بريطانيا بوسام المملكة! ، ناهيك عن أخبار رائدة الفن الهندسي المعماري في العالم المرحومة المبدعة (زها حديد) التي ملأت الدنيا وشغلت الأوساط العالمية الهندسية بفنها وهندستها المعمارية التي لن يدانيها أحد في ذلك ونالت الكثير والعديد من الجوائز العالمية بذلك الفن ومن كل دول العالم حتى أعتبرت واحدة من أقوى 100 أمرأة في العالم! ، لسطوع علمها وتألقها ، وأيضا علينا أن لا ننسى فنان العراق الكبير المتألق (كاظم الساهر) الذي أختاره العالم ليكون سفيرا للفن العربي والعراقي ، الساهر الذي لحن وغنى لفرح بغداد مثلما غنى لحزنها ومن كلمات المبدع (كريم العراقي) ، حيث شكلا ثنائيا رائعا عاد بنا الى أيام الزمن الجميل للفن العربي ، حيث حفظ ألحانهما وأغانيهما وكلماتهما الصغار والكبار والشيوخ والشباب بنين وبنات ، وهنا لا بد لنا أن نتوقف لنستمع الى أوتار نصير شمة ، ذلك النصير الذي شممنا من أوتاره وعطر عوده أجمل المقطوعات في أشهرالصالات والقاعات الفنية العالمية التي فتحت له ابوابها على مصارعها تقديرا وأجلالا وأحتراما لفنه الراقي 0 وهذا الموسيقار العراقي (علاء مجيد) الذي وقفت له السويد أجلالا وتقديرا له ولفرقته الموسيقية والغنائية (طيور دجلة) ، التي قدمت أجمل الأمسيات والحفلات والتي أعادت لكل من سمعها وحضرها الحنين الى وطن الجمال والأبداع والرومانسية من خلال أنشادها لأجمل الأغاني العراقية والبغدادية الأصيلة 0 والحديث والكلام يطول عن أبداع العراقيين في الخارج سواء في الوطن العربي أو في العالم ، فلا زالت قاعة الفنانة المبدعة (وداد الأورفلي) ، تحتضن الأبداع العراقي في المجالات الفنية والثقافية في دولة الأردن 0 وهنا لا بد من التوقف لنشير الى واحدة من أجمل صور الأبداع العراقي الفني المتميز لآل القيمقاقجي والذي أحتضنته قاعة(difference percy rd) from 19 to 22/7/2018 ) في لندن والذي يحكي قصة أبداع ثلاثة أخوة أطباء هم المرحومين الدكاترة ( أحسان و أكرم و أنور) القيماقجي ، الذين أبدعوا في مجال الفن مثلما أبدعوا وتميزوا في مجال الطب وتلك من الحالات النادرة التي أشاد وأنبهر بها جميع من زاروا المعرض الذي أقيم أيضا في الأردن وسيقام قريبا في أمارة دبي أن شاء الله ، وقد جسدت حكاية ذلك الأبداع الأعلامية (السيدة رجاء حميد رشيد ، والسيد صلاح عباس) ، بأصدارهم كتاب حمل عنوان ( ثلاثي من بغداد) ، يحكي قصة وتاريخ أسرة القيماقجي البغدادية الأصيلة ، فهؤلاء الأخوة الأطباء رغم تخصصاتهم الطبية المختلفة بين باطنية وجراحة ونسائية ، فقد وهبهم الله رقة وعذوبة في تذوق الفن والأبداع فيه أيضا بين رسم ونحت وكاريكاتير 0 وتستمر حكاية الأبداع والتألق العراقي بلا توقف وبلا حدود لم تمنعه الظروف العصيبة التي يعيشها وطننا الحبيب ولا النفوس المريضة التي تحاول قتل الحياة والجمال ، فقد أحتضن فندق ( روتانا بابل) للفترة من 2/7 ولغاية 9/7/2021 ، معرضا مشتركا غاية بالجمال والروعة والذوق والتألق والتنوع شارك فيه مبدعين عراقيين جاءوا من خارج العراق مثل ، مصممة المجوهرات (هاجر) أبنة الفنان الذائع الصيت محمد غني حكمت ، والسيدة (كارو) وأبنتها (مي الشيخلي) ، الذين يمتلكون سلسلة من محلات وصالونات التجميل والماكيير في بغداد ودبي وعمان ، وشارك في المعرض أيضا مركز مكة المكرمة الذي تأسس عام 1990 والخاص بالتداوي بالأعشاب والنباتات الطبية والوخز بالأبر (الطب الصيني) ، كما وشارك في المعرض ممثلين لماركات عالمية في الملابس مثل ماركة ( c.k وtomy ) وكذلك مصممين لشركات الديكور 0 وأخيرا حط بنا رحال العراقيين وأبداعاتهم الذي لم يتوقف و لن ينتهي في أستراليا حيث التجمع العراقي الثقافي العراقي الكبير والمتميز في مدينة (بونيت كوك) التابعة للعاصمة الثقافية لأستراليا ( ملبورن) الذي يضم بين أعضائه 30 شخصا من الأطباء والطبيبات والمهندسين والمهندسات وأساتذة الجامعات العراقية المختلفة ومعظمهم من المتقاعدين والمجتمعين في هذه المدينة والقادمين من العراق للعيش مع أولادهم وأحفادهم هذا التجمع الثقافي الذي ترأس هيئته الأدارية الدكتورة ( فريال الصندوق) الأستاذة في (جامعة ملبورن) ومجموعة من زميلاتها العراقيين وتنحصر نشاطات التجمع في أقامة اللقاءات الثقافية الشهرية حيث تلقى فيها المحاضرات العلمية والثقافية المتنوعة التي تتحدث عن العراق مثل ( البيوت الخضراء ، والبيوت البيئية ، ولمحات عن حضارة بلادي ، وجولة سياحية في العراق ، ومحاضرة عن تطوير المنظومات الألكترونية وأستعمالاتها وأيضا ألقاء محاضرات عن الثروات النفطية بالعراق ، وواقع ومشاكل الطمر الصحي في مدينة بغداد والتكنولوجيات المطلوبة وغيرها الكثير من المحاضرات العلمية والثقافية التي تصب في خدمة العراق وتساهم بحل مشاكله المختلفة ، هذا أضافة الى مساهمة التجمع الثقافي بأحتضانه لكل النشلطات والمناسبات المجتمعية المحلية للجالية العراقية ضمن المدينة من سفرات وأعياد ميلاد وأعراس وغيرها من المناسبات الأجتماعية والعائلية 0 هذا غيض من فيض أبداع العراقيين وتالقهم وحبهم لعراقهم ولبغدادهم فرغم تباعد الحدود والمسافات والظروف العصيبة ظل حب الوطن موجودا في روح ونفوس العراقيين وظلت بغداد تنام بين حدقات عيونهم ، وكيف لا وهي أميرة الزمان التي كانت وستبقى رغم أنف الأعداء.