23 ديسمبر، 2024 3:07 م

 من أتى بالفاسدين ياسادتي المتظاهرين ؟؟!!

 من أتى بالفاسدين ياسادتي المتظاهرين ؟؟!!

كنت أجلس قرب أحد الأصدقاء حينما مر أحد معارفنا المتدينين الجدد (متديني مابعد السقوط) وبدأ يثقف لأنتخاب مجموعة الشمعة وقال بالحرف الواحد (إن لم تنتخبوا الشمعة سوف تحرم عليكم نساؤكم) وأتذكر رد صديقي العلماني عليه (متخليهه تحرم عليه قابل متزوج نانسي عجرم) .. كم تمنيت أنني فعلت مثلما فعل ولم أنتخبهم .. نعم ذهبت كغيري من الملايين لأنتخاب الشمعة وهاهم مجموعة الشمعة يتنقلون وينقلون أنفسهم من منصب الى آخر فوزير الدفاع في هذه الدورة وزيرا للنقل في الدورة القادمة ووزير الثقافة في هذه الدورة وزيرا للتعليم العالي في الدورة القادمة والوزير أو البرلماني السابق في الدورة السابقة ولم يحصل على مقعدا في البرلمان أو منصب وزير في الدورة الحالية أصبح مستشارا لرئيس الوزراء أو لنائبه أو مستشارا لوزير هكذا كانت القسمة (الضيزى) التي قسمت على أساسها المناصب من قبل مجموعة (الشمعة) التي ربما كانت السبب في أن تحرم علينا زوجاتنا لو لم نختارهم ليجثموا على صدورنا ويقسموا ثروات العراق فيما بينهم والاتيان ببعض الوزراء الفاسدين ممن يقومون الليل والنهار ويزكون ويخمسون ويصلون على النبي أمام الناس ويسرقون المليارات ويهربون العملات ويشترون القصور خارج العراق من أموال وخيرات العراق في أوقات أخرى.. فيما ينعم أبناء جلدتهم ومن إنتخبوهم بالفقر والعوز والحرمان وهم يواجهون الحر اللاهب تحت رحمة (أبو المولدة) .. وليخرج آلاف من العراقيين يهتفون (كلا للفساد) معتبرين أنفسهم ثوارا في مظاهرات أشكل البعض عليِ عدم المشاركة فيها.. نعم أنا ضد المظاهرات التي ترفع الشعارات وتندد بالفاسدين فقط  وبدلا من أن نكون ثوارا على الحكومة والوزراء والبرلمانيين ونهتف ضدهم كما تعودنا ونفتخر على صفحات التواصل الاجتماعي اننا شاركنا في ايصال صوتنا العالي ضدهم .. كان علينا أن نخرج ثوارا على انفسنا أولا لأننا نحن من أتى بهم الى البرلمان والوزارات والمسؤوليات وهم ممثلين عنا وإذا كانو سراقا وفاسدين فهم ممثلين عنا حينما اخترناهم في صناديق الاقتراع حينما دغدغوا مشاعرنا بانهم مدافعين عن المذهب وغيرهم لا ..وفلان (خوش يحجي بالتلفزيون ) وغيره لا .. وفلتان (وزع بطانيات) ومن الواجب انتخابه . وفلتان الفلاني أغدق على شيوخ العشائر الاموال والمسدسات والاحترام وعلينا ان (نجيش) أبناءنا لإنتخابه .. هكذا كانت الظروف وتكون قبل كل إنتخابات لتعود نفس الوجوه التي ظهرت مع المارد الامريكي الذي احتل العراق في 2003 ولم يتغير منهم أي وجه بل زاد عليهم وجوه أبنائهم وأخوانهم وأصهارهم وأولاد عمومتهم ..
نعم علينا أن نثور على أنفسنا وأن نرمي أي عضو برلمان فاسد بالطماطم وأن نقول له بوجهه انت فاسد لا أن نذهب لنحترمه ونبجله ونفتخر بتقبيله أمام الناس .. أننا نحتاج الى مظاهرات يشارك فيها ثوارا يدخلون المنطقة الخضراء ويسقطون تلك الوجوه العفنة التي جثمت على صدورنا منذ سقوط النظام لا أن تكون مظاهراتنا في الساحات ويرحب بها السياسيون كونها حق دستوري والدستور كفل حق التظاهر السلمي فيما لو خرجت مظاهرات تريد ان تسقطهم كونهم فاسدين وداعمين للفساد لخرجت فضائياتهم النتنة والتي تفوح منها رائحة الفساد لتقول إن من يقود المظاهرات هم من الصداميين والدواعش.. أنا ضد المشاركة في المظاهرات التي لاتغني عن جوع الشعب ولاتسمن .. بل سأكون أول ثائرا يسقط تلك الوجوه التي إستلمت الكراسي بأصوات الشعب وتنكرت له بعد ذلك لتذيقه مر العيش في بلد هو أغنى بلد في العالم ولينعم أولادهم وزوجاتهم في النعيم وأولادنا في الجحيم .. ولا أظن ذلك  إننا سنثور على أنفسنا .. لايغير الله مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ..وعبرتي من هذه القصة حيث كنت أجلس في أحد المجالس الثقافية وبدأ أحد الحاضرين ممن حسب نفسه على الثوار ومن دعاة محاربة الفساد وبدأ يقول ان عضو المجلس الفلاني انه فاسد وسارق وعضو مجلس النواب فلتان الفلاني تاريخه بالفساد اسود وانه لايستحق هذا المنصب لأنه غير كفوء ولم تمضي الا خمس دقائق حتى دخل هذا البرلماني المجلس الثقافي وماكان من صاحبنا إلا ان إستقبله بالأحضان ووزع ثمانية قبل بين خديه وما أن جلس حتى بدأ صاحبنا بتبجيله ومدحه وانه من أصحاب المواقف الشريفة والمتواضعين .. وحتى لا أبخس حق الاخرين بالنفاق فمثله مئات الالاف .. فكيف نرجو التغيير .. ربنا لاتؤاخذنا إن أخطأنا أو نسينا..