19 ديسمبر، 2024 10:16 ص

منَ هُم الشرفاء من ابناء شعبنا؟

منَ هُم الشرفاء من ابناء شعبنا؟

لكل مجموعه بشريه في هذا العالم حزمه  من القيم و الصفات التي تمثل الشرف . والشرف حاله نسبيه تتغير حسب المكان والزمان ، وامثله الاخلال بالشرف كثيره . منها ما يتعلق بالعفه والعلاقات الجنسيه  ومنها ما يتعلق بالمهنه او السياسيه او الدين او الوطن ….
ففي بعض المجتمعات يأخذ الرجل بيد ابنته في ليله زفافها ويسير معها وسط جموع المحتفلين ويسلم يدها الى يد عريسها فيشعر الاب والبنت والعريس بالشرف ، لكن في بعض مناطق من العالم يهرب الاب والاخ من الدار عندما يأتي وفد اهل العريس لاخذ العروس الى بيت العريس وفي هذه الحاله ايضاً يشعر الاب والاخ والعروس والعريس بالشرف ايضاً !..كان العربي قبل الاسلام يؤد طفلته فبل ان يدر لبن امها حفاظاً على شرفها من الغارات القبليه التي كانت تملا الصحراء.
كان شرف المراءه في الهند الى حد ٢٠٠ سنه ان تُحرق وهي حيه مع جثه زوجها عندما يموت وبذلك فانها تحافظ على شرفها وشرف اهلها.
قبل اربعه سنوات تعرض شرف رئيس الوزراء الكندي السابق للخدش عندما اكتُشف انه استلم رشوه ماليه بقدر ٢٧٠ الف دولار من احد سماسرة السلاح في البلاد ، في وقتاً لم يكن رئيساً للوزراء اي بعد انتهاء ولايته باكثر من عشر  سنين ومع ذلك اعتبرت القضيه مخله بالشرف .

وعندما اكتشف المجتمع الامريكي ان جورج بوش كَذب عليهم في مسأله أسلحه الدمار الشامل في العراق تعرض شرفه للخدش وتدنت شعبيته حيث عَلق احد الصحفيين بالقولً انه لايستطيع اي (جورج بوش )ان ينافس اي ممثل مغمور بهذة الشعبيه المتدنيه ،فقد لخصت احد السيدات سبب تناقص شعبيته حين قالت ( لانه غير مؤتمن ) اي انه اخل بشرف الامانه .
والشئ نفسه حصل الى رئيس وزراء بريطانيا واخُرج من منصبه عنوة ، لانه كذب على شعبه فاللذين يكذبون على شعوبهم يخلون بشرفهم الوطني ويذهب شرفهم مع كذبهم .
والامثله كثيرة في هذا الخصوص. الدفاع عن الشرف واسترجاعه ليست بالمهمه السهله فقد قال اعفانا   المتنبي  بقوله:
لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى           حتى يراق على جوانبه الدمُ

الشرف كقيمه اجتماعيه عليا يتطلع اليها كل انسان وفي كل المجتمعات غير ان الصفات التي اصبحت القاسم المشترك للشرف في كل المجتمعات في العالم وتمثل الشرف في كل الامم وجميع الاوطان لا تتجاوز ثلاثه . فأن لاخلال باي منها يعتبر اخلالٌ بشرف الشخص او المجموعه في كل الاعراف و بكل المجتمعات .
فهذا الشرف الذي تشترك به غالبيه الامم اليوم هو:
١- الصدق والوضوح في الرائي والخطاب
٢- العدل وعدم الانحياز الى ايه مجموعه أثنيه او دينيه او مذهبيه حين التعامل مع الناس
٣- الاخلاص او الامانه في العمل اي عمل يؤديه الشخص
تعالو معي لنستخدم هذة الادوات لكي نكشف بها من هم الشرفاء ومن هم الذين لا شرف لهم:
على مستوى الدوله ، لقد تعودت الدوله على عدم قول الصدق وللاسف الشديد فان عدم الصدق يأتي من اعلى المواقع في الدوله فوعود توفير الكهرباء الوطنيه والاستغناء عن استخدام المولدات التي تنفذ سمومها الدخانيه و الصوتيه. أصبحت حديث الناس صباحاً ومساءً حيث الوعود الهزيله كل صيف , وهذا نموذج صارخ للكذب.
حدثني صاحبي ان احد ابنائه اراد التعيين بشهادته ولصعوبه التعيينات هذه الايام في العراق اضطر صاحبي ان يبحث له عن واسطه تساعد ابنه في تمشيه امر قبوله بالرغم من ان الشاب خريج كليه الهندسه ، وعند مقابله المدير المسؤل عن التعيينات قال له المدير بالحرف الواحد ..ابني انت لا تحتاج الى واسطه ولاهم يحزنون …اسمك كافي هو واسطتك …فهل هذا عدلاً يا حكومه العراق اصبحت دوائرنا طائفيه وتتعامل معنا على الهويه

اما الاخلاص في العمل في دولتنا الكريمه اصبح وجوده نادراً وعدم الاخلاص اصبحت الأفه التي تهدد بالتهام كل شئ ،واضحت الملفات الكثيره في مؤسسه النزاهه تعيق  حتى عمل البرلمان المتردي اساساً  ، ففساد صفقات الاسلحه تتهم كبار موضفي الدوله وفي قمه الهرم الحكومي، ناهيك عن عمل الوزارات الذي اصبح مشلولاً بسب الفساد وعدم الاخلاص حيث يعاد بناء نفس المشروع مرتين او ثلاثه لضمان استمرار الفساد .

أما احزاب المعارضه والموالات تحت  قبه البرلمان  فهي الاخرى ليست منزهه او محفاظه على الشرف الوطني، فالتسويف والمصالح الحزبيه ومصالح الكتل النيابيه وتعطيل عمل البرلمان وعدم انجاز القوانين المهمه للبلد مثل قانون الاحزاب وقانون المحكمه الاتحاديه وقانون العفو العام واساليب استخدام الايدي والملاسنات العقيمه والمكامش من الروس بين البرلمانيات, والغياب عن حضور الجلسات وترك البرلمان لمنع اكتمال النصاب , وتجيش الناس على اساس طائفي والتصريحات الناريه, وغير المسؤله …كل ذلك يخلع صفه الشرف منهم وبالنتيجه عندما ادخلهم على شكل افراد او كتل الى مختبر الشرف الذي اعتمدت ادواته، يؤسفني ان اقول ان الجميع لايملكون الشرف الوطني

اما عامه الناس فهم ايضاً يعانون من ازمه الشرف فصاحب البيت يسرق من الرصيف  وعلى مزاجه و ليرضي رغبته البدويه في النهب الوطني المضبوط . ويسرق من الكهرباء ماملكت ايمانه فيضع ماطورات خاصه لسحب الماء من جيرانه وجيران جيرانه ويعتبرونه سبيلاً حلالاً لانه من الدوله ,وكأن الدوله يقودها ابرهه الحبشي او ابو جهل ! وليس ابو اسراء والشيخ عمار الحكيم والشيخ مقتدى الصدر وهؤلاء على حد علمي مسلمين ويحرم السرقه منهم الى يوم الدين, وعندما يخرج المواطن الكريم من دارة الى الشارع للالتحاق بدوامه الرسمي او غير الرسمي يسير ١-٢ كم عكس السير لاختصار الطريق, ويصعد الرصيف الذي بني قبل يومين من قبل دائره البلديه التعبانه بالمنطقه ، وهو نفسه لايملك اجازه سوق لقياده عربانه ، فعند تسوقه يتعمد ان يتسوق من السراق أؤلئك اهل البسطات الذين يسرفون الارصفه والشوارع عنوة وبغير حق من المدينه وروادها ولا من مفتي يحمي تلك الشوارع, ولا من بلديه تزيل الازبال منها، وكأن هذا المواطن المخالف بكل تصرفاته وعمله وسلوكه صفياً من اصفياء الله  ففي وقت الصلاة يكون في الصف الاول من المؤمنين وعند زيارة الاربعين يذهب سيراً على الاقدام لاباعبدالله (ع) !  يخدعُ منَ هذا المسكين يا ترى ؟ هل انه يخدع الله (وهو يعلم مالا تعلمون ) ! فأن گان هذا المواطن الكريم من أهل الدين( اي دين) فهل يرضي بذلك الله ويتقرب اليه بسرقه الكهرباء والماء والتجاوز على ممتلكات غيره , هل سمع ان الله قرب السارقين والكذابين والمزورين ,  وان لم يكن من اهل الدين فهل يريد ان يربي اولاده على الكذب والخداع والسرقه وعدم الشرف

أحدث المقالات

أحدث المقالات