23 ديسمبر، 2024 4:53 ص

منهج وثبات.. شهيد وطن

منهج وثبات.. شهيد وطن

ينتظر الجميع، ذلك الإشعاع الهادئ ليتخلصوا من طاقتهم السلبية، بعدما شحذت لوقت طويل.. بين الشروق والغروب، أوقات تكاد تبقى جامدة، بما تحمله من اجواء روحية نقية تتبعها ظلام دامس، او شمس مضيئة.. كالشروق يضفي الطمانينة، ويرسم البهجة، ويشد العزم ويرفع التحدي، حتى تحقيق الهدف.
لا حيود ولا انكسار شعاع عالي الهمة، وموحد الأفكار و واضح المتبنيات، يعلم الوجهة و واضح الخطة، حتى في رحيله، لم يبخس حق أحد، فقد تناثر على الورى، كالندى في الربيع.
انطلق من مبادئ ثابتة، راسخة بعمق الوطن، رفض كل انواع الهيمنة والاحتلال، ونادى بالاستقلال وتبعه بقرارات شجاعة، في طمأنة الجميع عندما سلم سلاح رجاله الى الدولة، وسعى لبناء دولة حقيقية، تخدم الجميع، لوطن المواطن منبثق من ارادة الشعب، بعيداً عن الصراعات والتخندقات الطائفية والمناطقية، التي زرعتها قوى الظلام ، وتغذت عليها الطفيليات من شتى الطوائف، انتج شرخا كبيرا في المجتمع ، أدى الى حروب طائفية وقتل على الهوية، وضياع للبلد، لو لا عناية الرحمن وحكمة اهل العقل، لما بقي شيء اسمه العراق.
انتقل الحكيم بخطوات مدروسة لبناء نظام سياسي ، قائم على أسس وطنية مستقلة عن التبعات الخارجية، يحفظ حقوق المكونات، عميق الرؤية، لينطلق بترسيخ قواعده الأساسية للحفاظ على الهوية الوطنية والدينية، من خلال تأكيده على ثلاث أسس، ينتظم من خلالها المجتمع والشعب..
كان أولها التمسك بالمرجعية الدينية العليا، كونها صمام امان للشعب والوطن، والحفاظ على الممارسات الدينية والشعائر الحسينية لتعشيق الاجيال المتعاقبة وربطها بالمبادى الحسينية، وترسيخ العقيدة المهدوية..
العشائر العراقية الاصيلة، كانت الركن الثالث لبناء نسيج متماسك أمام الرياح العاصفة، التي تحاول تمزيق هذا الشعب وتقسيمه.. بتلك الأسس الثلاثة، رسخ شهيد المحراب، قواعد الوطن، وحافظ على بقاء هذا الشعب رغم كل المنغصات والتدخلات والتشضي، الذي اصاب بنية هذا المنظومة، التي بناها الحكيم لعقدين من الزمن، انجرف بعضهم حول مصالحهم الشخصية، والبحث عن المغانم، حتى بدأ ذاك الجسد بالتصدع انتج شرخ كبير، اصاب العمق كان نتاجه انفصالا متعددا، لينبثق منه تيار الحكمة الوطني بزعامة نجل السيد عبد العزيز الحكيم قدس بعد وصية لم تنفذ، وكتاب لم يطبق والابتعاد عن منهجية الحقيقية، لبناء دولة مستقلة، فأختار الحكيم قيادة تلك السفينة وحيداً، وبأدوات جديدة، تتناسب مع التحديات، التي فرضها واقع جديد، لم يدركه السابقون، حتى سحقتهم عجلت الزمن تحت تأثير التقادم، وعدم تبني التطور الحاصل مع الاجيال الجديدة.
اليوم تمر علينا الذكرى السابعة عشر لاستشهاد السيد محمد باقر الحكيم قدس.. ومازالت مبادءه تغذي ذاك التيار وتمده بالوسطية والاعتدال والعقلانية في المواقف، والتبني الصحيح للآراء المستندة الى الحكمة والمنطق والعقل والمنهج السليم، تحت توصيات المرجعية الدينية العليا، لايخرج منصف إلا وأكد ان الحكمة تأسست، على مبادئ و رؤى ثبتها محمد باقر وطبقها الحكيم عمار.
بنفس القوة والتحدي والاصرار على النجاح، خاض الحكيم تقدمه بثبات، نحوا بناء جيل جديد من السياسيين المبدئيين ، في وقت لا مبادئ ولا مواقف ولا كلمة صادقة، لتتسع رقعة هذا التيار يوما بعد يوم، ويثبت ان الصدق والثبات والمبدأ، لا يمكن ان ينجرف مهما تم خداع الناس، ومورس التظليل والتسقيط والتسفيه، سيبقى هو صاحب الكلمة الأعلى صوتا، في مضمار السياسة مهما طال الزمن، وفبرك الخصوم وانتهكوا القانون.
يوما بعد آخر، يثبت للجميع ان الحكيم منهج وليس شخص، والمناهج تترسخ وتتعمق ولا يمكن ان تندثر، يخطها التاريخ بحروف من ذهب، وكان الحكيم الأول هو ذات الفكرة والمبادئ التي يستند لها السيد الحكيم.
الخذلان هي عادة بشرية، على مر التاريخ، اصابت اقواما وشعوب، وها نحن اليوم نرى قمة الخذلان لمن يريد بناء وطن للجميع، بل يحتكم الجهلاء الى لغة القوة، ومنطق الدم والتهديد والوعيد، بل حتى نهجوا منهج الارهاب في الاعتداء والضرب والتفجير والقتل، لمن يختلف معهم في الراي فقط، والمجتمع منقسم بين مؤيد لتلك العصابات، وخائف يدفع الشر بالتقية، واخر يجامل لمصلحة شخصية مادية، ونفوذ ومناصب وردية، تدر عليهم أموال مشبوهة، واخر يجامل، والقليل من يعترض، فيسقى من رصاص مختوم.
اليوم الحق هو المسلوب والباطل هو المهيوب، نسير في مستنقع من النفاق والدجل والمال الحرام، ان تكلمت اتتك سيارة ال… وان سكت قالوا شيطان اخرس، فما لها سوى ابن فاطمة عليها وألها أفضل الصلوات، ليزيل هذه الغمة من الفاسدين عن هذه الامة التي لم ترى النور حتى ذاك اليوم الموعود.