23 ديسمبر، 2024 12:10 ص

منهج الفتن التكفيرية ..اباح اموال واعراض الامة الاسلامية !!!

منهج الفتن التكفيرية ..اباح اموال واعراض الامة الاسلامية !!!

ما أكثر الفوائد التي نربحها بمثل هذه التذكارات والتأملات، فالذهاب إلى القبور إذا ليس أمر جائز فقط بل هو مناسب ومفيد. نعم إن هناك تستعر نار أحزاننا في ضلوعنا وتقطر أجفاننا بالدموع عندما نذكر الذين كنا نحبهم، ولكن عندما نتأمل أن أولئك الذين وثقنا بهم وتعلقت قلوبنا بمحبتهم ورأينا أن تلك الثقة عادت بالخيبة وان لا شيء إلا ويغيره الزمان، وان أولئك الراقدين قد هدأوا من أتعاب الدنيا، وأننا لا نزال في معترك الحياة نقاسى آلامها، وأن المستقبل في ظلمات الريب، ولا نعلم ما يخبئه الزمان. حينئذ نغبط الذين رقدوا بسلام. وان بكينا هناك فلا نخطئ وإنما الخطأ في البكاء بلا رجاء. لأن الدموع إذا مزجت بروح الثقة والتسليم أعقبتها التعزية والله تعالى يحصى عبرات شعبه ويمسحها من عيونهم.

ومن هذه الرؤية فقد اعلن ابن تيمية الحرب على المراقد وأصحابها، وحَرَّمَ شد الرحال اليها، ومن بينها قبر النبي الأكرمصلى الله عليه وآله وسلم ،واعتبر التوسل بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم )وأصحاب المراقد من الشرك، والزيارة والتبرك بها عبادة لغير الله

ومن هذا المنطلق روي عن عائشة أنها قالت: «كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون». (صحيح مسلم ج3 ص63)
ولعل اهم ما بينه احد المحققيين الاسلاميين خلال البحوث والمحاضرات العقائدية ‏‎والتاريخيةالتي أبطل ‏من خلالها المنهج التكفيري الداعشي المارق‏ ‏‎‏في تحريم زيارة القبور وتكفير من يزورها ‎, وهذا جانب من بحثه جاء فيه :

((هل يستدلّ ويثبت من الروايات فعلًا عدم جواز شدّ الرحال لغير هذه المساجد الثلاثة:‎ ‎المسجد الحرام ‎والمسجد النبوي والمسجد الأقصى؟ ( هنا الكلام وهذا هو ‏الاستفهام )‏ وهل يُفهم منها ويَثبت بها ما ترتّب من مصيبة كبرى وفتنة تكفيريّة قاتلة تبيح أموال وأعراض وأموال ‏الناس بدعوى أنّ الحديث يدلّ على حرمة زيارة القبور ومنها قبر الرسول الكريم “عليه وعلى آله الصلاة والتسليم”؟ وأكتفي بذكر بعض الموارد التي تتضمن بعض الموارد الشرعيّة وغيرها تفنّد ما يستدلّ به جماعة التكفير على انتهاك حرمات مقابر المسلمين وأمواتهم بل وتكفير وقتل أحيائهم. المورد الأول: عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: ” قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلًا؟ قَالَ: (الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ)، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: (الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى)، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: (أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ، فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ). الفضل في أداء الصلاة في وقتها، في وقت الفضيلة، في التسارع في الخيرات، في الواجبات، في الطاعات، يقول في رواية: فهو مسجد، فإنّه مسجد، والأرض لك مسجد. يعني أتت بعدّة صيغ، بإضافات أو بصيغ مستقلة، يعني تكون رواية ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصلّه فهو مسجد؛ أي: المكان الذي أنت به فصلّه فهو مسجد ، أو فصلّه فإنّه مسجد، أو فصلّه فالأرض لك مسجد، حسب الروايات، وهذا في البخاري كتاب/ أحاديث الأنبياء، وأيضًا مسلم/ كتاب المساجد.))

ومن هنا قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام: ((إنّ لكلّ إمامٍ عهداً في عنق أوليائه و شيعته، و إنّ مِن تمام الوفاء بالعهد و حُسن الأداء زيارة قبورهم، فمَن زارهم رغبةً في زيارتهم، و تصديقاً بما رغبوا فيه، كانت أئمّتُهم شفعاءَهم يومَ القيامة ))

++++