19 ديسمبر، 2024 9:36 م

منهجية التخطيط الاستراتيجي التنموي لمحافظة البصرة  – مشروع بحث / 2

منهجية التخطيط الاستراتيجي التنموي لمحافظة البصرة  – مشروع بحث / 2

ألمدخل الاول : مراجعة تاريخية …
البصرة بعد 2003…
بعد إكمال عملية احتلال البصرة من قبل القوات البريطانية في الربع الأول من عام 2003 …  وخلال عملية الاحتلال سمحت هذه القوات  وغضت الطرف عن إعمال النهب والسلب للدوائر الحكومية ” الفرهود” … والغرض واضح …فلم يكن ذلك اعتباطا انما غطاء لعملية الاحتلال وإشغال  أهالي البصرة عن التصدي لهم اذا كان هناك من يملك هذا النفس بعد 30 عاما من الحكم الدكتاتوري ،كانت فيها هذه المدينة مسرحا للحروب المتلاحقة تعرضت خلالها للمآسي والويلات … إضافة لكسب هذه القوات الفرصة لتحصين نفسها والبحث عن اماكن آمنة وهو ماحدث فعلا من خلال عسكرة هذه القوات في القصور الرئاسية وفندق شط العرب …
لم يكن لدى القوات البريطانية أي خطة مدروسة لإدارة البصرة بعد الاحتلال( وهذا حال القوات الأمريكية عند الاحتلال ) …وأوقعها هذا في التخبط … والبحث عن حلول مستعجلة لاسيما وان البنى التحتية للمؤسسات الحكومية قد تهدمت بغالبيتها …خلال هذه الفترة نشطت وتجمعت المليشيات القادمة من الخارج …وبدأت بعمليات تصفية لأعضاء سابقين في حزب البعث… تحت ذريعة الانتقام للشهداء  دون محاكمات ودون حكم قانوني …تعاظم  نفوذ هذه المليشيات باستنادها لقوى عشائرية ومرجعيات دينية ، فأحكمت  سيطرتها على الشارع البصري ومؤسسات الدولة … وبات كل من ينافس مصالحها وهيمنتها عرضة للتصفية المباشرة .
وعندما حاولت القوات البريطانية تشكيل إدارة مدنية من شخصيات مدنية معروفة …ولعدم وجود قوة تستند عليها هذه الشخصيات … عجزت عن بالبقاء في مواقعها …آلت بعدها إدارة البصرة لجهات تستند على قوة المليشيات …
ولانه في حينها لم تكن هناك أسس قانونية إدارية تكون كمرجع لإدارة المحافظة أو  تخصيصات   مالية من الميزانية العامة  … وبغيات  السلطات الرقابية ..تمكنت هذه الإدارات المليشياوية من استغلال نفوذها والتصرف بالمال العام وفقا لمصالحها ومنافعها والويل كل الويل لمن يعترض على ذلك .
البصرة بعد 2005…
حدثت الانتخابات المحلية والبرلمانية والتصويت على الدستور خلال عام 2005 …واستخدمت ورقة الطائفة والدين ومحاربة البعث بكل فاعلية …كانت تداعياتها هيمنة الأحزاب الإسلامية ذات الاتجاه الطائفي على مجلس المحافظة ، وللطرافة فان أعضاء من قوائم تدعي الليبرالية وصلت الى مجلس المحافظة … لكن هؤلاء بعيدين عن الليبرالية والعلمانية … بل يمكن القول عنهم انهم كإطار ذو اتجاه مدني لكنهم كصورة قلبا وقالبا مع الجهات الإسلامية … لذلك لم يكن يعنيهم كيف ستدار المحافظة … بل كان همهم الاول  تامين سلامتهم والحصول على الامتيازات … للطرافة نذكر ان اثنين منهم كانوا يحملون لقب “سيد ” … وكانت المساومة معهم ليصوتوا لأحد الأحزاب الإسلامية الذي لم تكن له الأغلبية وبالتالي فاز ها الحزب بمنصب المحافظ …  ورغم ان المحافظ من هذا الحزب الاسلامي الا انه وشهادة للتاريخ “شخصية ” اتجه لإرساء الإدارة المدنية للمحافظة … عكس رئيس مجلسها تماما والذي كان طائفيا متشددا ” الموقف المتخاذل تجاه ماجرى لطلبة كلية الهندسة حينها … وتلمسه الاعذار لمن اعتدى عليهم بحجج طائفية “. 
وشهادة للتاريخ مدعمة بإطلاع شخصي مباشر، فان المحافظ المنتخب بعد 2005  ورغم انتمائه لجهة إسلامية سياسية الا انه اتجه للادارة المدنية ولم يسعى من خلال وجوده على هرم السلطة في المحافظة لتعزيز هيمنة حزبه او استخدام المال العام لتدعيم سيطرته السياسية ، وهذا ما اكدته الانتخابات مجالس المحافظات اللاحقة …حيث ان حزبه لم يفز في عام 2009 الا بعدد متواضع من المقاعد …
لابد هنا ان نشير بان اهم الميزات لهذا المحافظ كانت …
 — رغم عدم استقرار الوضع الأمني من خلال وجود مليشيات تسيطر على الشارع البصري … وبما توفر له من إمكانيات مالية محدودة …فقد حققت المشاريع التي نفذها نجاحا جيدا ومنها مجسر ساحة سعد ومبنى المحاكم الجديد وتشجير شوارع البصرة والمجزرة العصرية وغيرها …
— على الرغم من تهم  الفساد التي أثيرت حوله … لكن اي من الجهات الرقابية وهيئات النزاهة لم تثبت ذلك …وهذا يفترض انه تصرف وفقا لصلاحياته ووفق الأصول الإدارية والقانونية … الجدير بالذكر انه لم يغادر المحافظة بعد انتهاء فترة ولايته ورد على كافة التهم التي وجهت له .
— امتاز المحافظ ” المرحوم ” بنفس بصري  من ذلك تمسكه باقامة المدينة الرياضية في البصرة من مال الخزينة العام ومن خلال نجاحه  في إقامة مباريات ” الخليجي ” لكرة القدم … وفازفي مسعاه بامتياز … مؤكدا بذلك امتداد البصرة مع دول الخليج العربي …

أحدث المقالات

أحدث المقالات