23 ديسمبر، 2024 9:32 ص

منقذ ال داغر … وفعله العار

منقذ ال داغر … وفعله العار

كل شيء في هذه الحياة يهون طالما النقاء والصفاء وكرامة الانسان سيدا الرجولة ، هكذا علمتنا الحياة، نكون او لا نكون، فما بالكم بأناس يدعون الرجولة، وهم اشباه رجال ، والرجولة منهم براء، هؤلاء تعلموا ان يشربوا ويغتسلوا بأدران اسيادهم وولاتهم، سئل امير المؤمنين علي بن ابي طالب: ما يفسد أمر القوم يا أمير المؤمنين ؟
قال ثلاثة ، وثلاثة … وضع الصغير مكان الكبير، ووضع الجاهل مكان العالم ، ووضع التابع في القيادة … فويل لامة : مالها عند بخلائها، وسيوفها بيد جبنائها ، وصِغارُها وُلاتها .
كانت هذه مقدمة موضوع مقالتي عن شخص ارتضى لنفسه ان يكون تابعا لا متبوعا ، واجيرا لا مأجورا ، وذليلا لا محمودا ، ليس غريباً ان تجد شخصاً مدفوع الاجر يلهث خلفك، او امامك ليسترق منك ما تهمس به لغيرك، او ما تتحدث به في مجلس سواء كان خاصاً او عاماً ، لينقله بسرعة البرق لسيده الذي يغدق عليه بما تجود به نفسه من المال العام الذي اصبح مسخراً لشراء الذمم .
قبل شهر احتضنت العاصمة الأردنية (عمان) صفوة من الشخصيات الوطنية العراقية في مؤتمر اطلق عليه ( مؤتمر عمان لدعم الثوار وإنقاذ العراق) ، وقد حضر هذا المؤتمر شخصيات تدعي حبها للوطن وللمواطن ، رغم علم الجميع انهم مأجورون ومنافقون وأصحاب انفس مريضة ومشبوهة ، ورغم كل التحفظات والاعتراضات التي خرجت من غالبية الشخصيات الوطنية بخصوص هؤلاء ، الا ان الموقف تطلب ابداء المرونة معهم علهم يعودون الى رشدهم او يفيقون من غيهم ، واخص بهم من جعلناه عنوانا لمقالتنا المدعو ” منقذ ال داغر ” الذي كان يجوب أروقة فندق الكونتيننتال في عمان ، ويدون في سجله الأسود الذي يحمله معه ، أسماء المشاركين في المؤتمر، ثم يستقل الطائرة لينقل الخبر اليقين لصاحب نعمته وولي امره وولي دم العراقيين جميعاً ” المالكي ” ليضع الأسماء امامه قائلا : جئتك من عمان بنبأ رجل جبان ، طامعاً من حضرتكم ان تكرموني بمبلغ ثمين مقابل أخبار سمان .
 
هذا هو ديدن العملاء الذين يتنقلون بين موائد الرذيلة ، طامعين بسقوط عظم مكسوٍّ بهبرة لحم نهشته اسنان او مضغه فم مترهل الفكين فارتمى ، ليجد ضالته بين يد بعض هؤلاء الاذلاء ، الذين ارتضوا لأنفسهم ولعوائلهم تاريخاً اسود مليئاً بالخزي والعار ، ما هكذا تورد يا منقذ  العار والسوء … الابل .
هنيئاً للهامات الباسقات من الرجال الذين تحملوا مرارة الأيام وقسوتها ولم تثلمهم الملمات ، فاصبحوا اكثر عزيمة وإخلاص واشد قسوة على قهر الزمان ، والعار كل العار على اشباه الرجال، الذين سيكتب التاريخ عنهم في صحائف القبح ومثالب الخزي والعار ، كلما ذكرتهم السنة الرجال ومجالس الابرار .