يأسنا من المنظمات والتحالفات لانها كلها ذات طبيعة سياسية تتماشى مع حكام الدول الاعضاء بعيدا عن تسمياتها والغاية منها . تاريخنا حافل بمناصرة المضطهدين فاذا ما استغاث رجل او امراة وحتى في الجاهلية فان العرب تنتفض وتشحذ هممها وتذهب الي مصدر صوت الاستغاثة اينما كان لنصرة المظلوم
المسلمون اليوم يتعرضون لشتى انواع المضايقات وحتى الارهاب الحكومي والاضطهاد ، والمنظمة مشغولة بالادانة لمن اعتدى على السفارة الصومالية في الخرطوم ، وتحتفل بيوم اللاجئين … قرة الاعين … وتزامنا مع هذه الاعمال الجبارة الحكومة الهندية الهندوسية تمارس شتى انواع الاضطهاد والقتل والسحل والحرق والابادة بحق المسلمين في الهند ولم نسمع اي مبادرة من ثاني منظمة بالعالم من حيث عدد اعضائها بعد الامم المتحدة وهي منظمة … يا عيني التعاون الاسلامي … لا اعتقد في هذه المنظمة توجد رائحة طائفية ، بل رائحة البيت الابيض من خلال ما يصدر منها .
المسلمون في الصين الايغور تعدادهم 150 مليون نسمة ـ ويكيبيديا ـ اي اكثر من سكان كل دول الخليج ومعهم العراق واليمن ، تعاملهم الحكومة الشيوعية الصينية بمنتهى التعسف والابادة ومنعهم من ممارسة ابسط حقوقهم وهي اداء الشعائر الاسلامية انهم ليسوا شيعة بل مسلمين يا منظمة التعاون الاسلامي .
وفي بورما او ميانمار مسلمون تعرضوا ليس لجرائم ابادة فقط بل جرائم حرب واضطهاد وتعذيب حتى الحيوانات لا تعذب هكذا حرق اطفال مسلمين … ومنظمة التعاون الاسلامي لم تتصرف ضد هذه الحكومات قد تكتفي بالتنديد والتهديد والوعيد ولا يساوي عفطة عنز .
واما بالنسبة الى فلسطين وما يلاقوه من الصهاينة فانه موضوع اصبح معتاد عليه كما هم اي اعضاء المنظمة معتادين على شرب الماء فلا يعنيهم ما يجري لهم .
واما من الناحية الاهم الاخرى هي ادعياء الحرية في البلدان الغربية فانها تسن قوانين او تحرض شعوبها على ممارسة العداء ضد المسلمين واسوء ما لديهم محاربة الحجاب ـ طبعا لا ننكر هنالك اصوات وشخصيات قمة في الاعتدال والثقافة ولهم منا تحية اجلال ترفض هذه التصرفات ـ ولكن هذا لا يكفي امام ما نشاهد من مقاطع فديوية وتصريحات حكومية متغطرسة واقبحها تصريحات حكومة فرنسا من رئيسها وحتى وزرائها فانهم بين الحين والاخر يظهرون على وسائل الاعلام بتصريح عنصري ارهابي ضد المسلمين . واما الابادة الجماعية للمسلمين في البوسنة فانها وصمة عار في تاريخ من يدعي انه من فصيلة الاحرار
اعود الى منظمتنا الموقرة فان لها مقر واعضاء وصرف اموال ونشاطات كلها لا تخدم المسلمين المضطهدين في دول العالم ، وهذه المنظمة لو كانت من صميم توجهات الحكام الاسلاميين فانها لا تحتاج الى حروب وتعسف واضطهاد مجرد قرارات مقاطعة دبلوماسية واقتصادية للدول التي تضطهد المسلمين .
يقول لا اله الا الله محمد رسول الله فيدفع الثمن غاليا في بلده هل هذا ما علمنا اياه نبي الرحمة ؟ بينما العكس هنالك اقليات من مختلف الاديان يعيشون في البلدان الاسلامية يتمتعون بكامل حقوقهم وان حصل اعتداء عليهم فدولهم تاخذ لهم حقهم وبمختلف الاساليب رغما عن انف الحاكم الاسلامي ، بينما المنظمة عاجزة عن ذلك .
يقول الله عز وجل في محكم كتابه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ )