منظمة أهالي الناصرية للتنمية والثقافة … ما لها وما عليها
إن التغرير بمنظمة أهالي الناصرية للتنمية والثقافة تحت ضغوط بعض أعضائها لتنساق في مسارات لاتخدم أهدافها ومنها اشتراكها في المواكب الحسينية الراجلة يدفعنا للتوقف قليلا لنعرف مايجري حتى نتدارك مايحصل.
وعلى الجميع أن لايتصور بأننا نقف ضد المُساهمات والتي مهما صغرت فان لها أثر إيجابي … وكما قيل مسافة ميل تبدأ بخطوة واحدة.
ولكن ومن باب التجربة أثبتت الايام أن موضوع الامام الحسين و(قضيته العادلة) تخضع لتأثيرات العاطفة أكثر من تأثير العقل ولهذا (لم نظفر بالنتائج المرجوة منها خلال التاريخ على الاطلاق بل حتى الانتفاضات التي ارتكزت في منطلقاتها على أفكار قضية الحسين لم يكتب لها النجاح مطلقا).
وأمامنا شخصيات يمكننا المقارنة معها مثل مارتن لوثر كنغ والمهاتما غاندي ونلسن مانديلا قد حققوا ما كانوا يسعون اليه ويناضلون من أجله.
وان إستدرار العواطف المُفرط في قضية الحسين قد خلق الاجواء ومهّد الارضيات لاستغلالها الى مايخدم نوايا الوصوليين الذين يتصيدون بها الفرص خدمة لمآربهم.
إن موضوعنا في العراق هو موضوع شائك وعسير و(يصعب) الخروج منه بأمان وسلام ولا أقول (يستحيل) ذلك.
وكنتُ قد كتبتُ منشوراً وكان مقتضباً قلت فيه:
(كيف الخروج من نفق الأزمات المُظلم الذي يمرّ به العراق …..!
هل بإمكان النُخب الثقافية والطليعة من المُفكرين والأحزاب العريقة الرائدة أن تنتشل البلاد وتُديرها وتخطو باتجاه الدول المتحضرة وفق برنامج وطني طَمُوح واعد متكامل ومدروس وبأبعاده الإنسانية لتنجز مهامها خلال أربعة سنوات وما يتطلبه من إعداد وتحضير يسبق الانتخابات القادمة ! أم يُرضيكم البقاء في الوضع المأساوي الى مالانهاية بعد تسليم القياد الى الأغبياء والتصفيق لهم والدفاع عنهم ! والانخداع بالمُسميات والتي منها سائرون وشعاراتها البرّاقة الواهِنة في الإصلاح والبناء والإعمار ) !
إن تأجيج الروح الثورية في نفوس الناس لم تفلح في نتائجها وفي أكثر الاحيان تتحول الى فوضى وغوغاء وهيجان طائش وقد عشناها لسنين وعقود ماضية بل أنها إزدادت سوءً يوما بعد آخر بعدما عَلِقَتْ بها طقوسا وعاداتا وبِدعا أضحت رواسب ثقيلة يصعب تنظيفها منها.
وقد مرّت قضية الحسين بمراحل من الوقوف ضدها حينما حُوربت من قبل أنظمة كثيرة وتعسفت ضدها ليبقى الناس يجترون مرارة الالم ويعانون المأساة ويصارعون نفوذ التسلط وقد يستذكرون قضية الحسين خِلسة خوفا من بطش الانظمة الظالمة حتى أن طقوس محرم الحرام مرّت في أوقات متعددة بين مد وجزر.
إن منظمة أهالي الناصرية الاجتماعية هي تجمّع يسهل الالتفاف عليه لأسباب كثيرة (منها) عدم إمتلاكها الحصانة الكافية وعدم وجود ركائز فكرية من المفكرين تستند اليهم وحتى في حالة وجودهم بين ظهرانيها فليس من السهولة الاصغاء الى أفكارهم وليس من السهولة بلورتها في بوتقة موحدة لانها تبقى تختلف عن الاحزاب التي تتمحور على قاعدة فكرية واهداف يمكن لها الوصول اليها في مبتغاها.
لقد كنتُ أتواصل في رسائل كثيرة مع المرحوم لطيف الملاّ العزيز علينا وكنت دائما استنهض فيه الهمّة وأشحذ معه الخطوات وكان يستجيب لي في أغلبها وكنت أبث عددا من المنشورات لتسليط الضوء على بعض نقاط تحركات المنظمة وكانت تتضمن ملاحظات تندرج في إطار النصح والتوجية تارة والنقد الهادف تارة أخرى والذي قد يكون قاسيا.
وكنت أخشى عليها عندما كنت أشاهد ان نفراً معيناً ينخر في أحشائها سيّما أنني واكبت نشأتها منذ بدايتها.
إنّ التصرفات الشخصية لبعض أعضاء المنظمة والتي يعتبرها البعض منا منفلتة والتي لم يتم السيطرة عليها وكانت خطورتها تكمن في إيهام الاخرين أنها تمثل الرأي الرسمي للمنظمة.
وقد تجلّى هذا الامر وضوحاً في التأكيد على ترشيح شخصيات معينة أتوا على ذكر أسمائها ليكونوا محافظين في الوقت الذي كنا نظن فيه أن المنظمة تمتلك قدرا من الرؤيا في إيصال هدفها للاخرين بصورة موضوعية ولكن ذلك التصرف اللامسؤول لأولئك الاشخاص قد زجّها في دائرة الشكوك وأقحمها في مواقف لاتحسد عليها.
وبدلا من ذلك كان بامكانها المساهمة في وضع المعايير والمواصفات التي تؤهل الشخص لكي يتبوأ منصبا خطيراً ومهماً وكان بامكانها ايضا ان تؤكد على ان سطوة الاحزاب في محاصصتهم لمنصب المحافظ لايخدم المحافظة ابدا.
وقد كان للمنظمة قصب السبق في مباركة المحافظ في اللحظات الاولى من تعيينه ونحن نعرف أنه جزء من منظومة الاحزاب الفاسدة ولم يملك الحد الادنى من المؤهلات التي تعتبر ركنا من أركان مقومات شخصية المحافظ.
وكلنا يعرف ان اتخاذ تلك الخطوات كانت مرتجلة ولم يحصل فيها اتفاق او تشاور بالمرة ولكنها وللاسف فرضت على المنظمة ونعق لها البعض.
أنا لا أريد الغوص بعيدا في تاريخ وشخصيات المنظمة التي أرادت الاستحواذ على قراراتها لان ذلك يثير الالم وقد يثير اللغط لدى البعض من أعضائها.
لا أخفيكم عندما كنت أساهم بمنشورات محاولا التآزر في أفكاري مع المنظمة للتعاضد معها أملا في دعمها لتضع أقدامها في الارض الصلبة كنت أتلقى رسائل عنيفة من أصدقاء لي في اوروبا وامريكا يعرفون حقيقة توجهاتي وكانوا يلومونني فيها كثيرا محاولين تذكيري بافعال بعض الشخصيات التي ارتمت بين صفوف المنظمة وكان منهم من تعامل بسرقة الاجهزة الطبية من المستشفيات وهرب الى قارة (……) ثم عاد منها ومنهم من تعامل بصفقات مشبوهة مع شركة (…….) عندما كان بمنصب (…….) في دائرة صحة ذي قار ومنهم من ينتمي الى منظمة سرية عالمية خطيرة جدا (……..) ومنهم ومنهم ومنهم كثير …. فكان جوابي لهم أعرف ذلك جيدا وبالارقام ولكنني لا اريد ان أقف في طريق أي جهد قد يخدم المحافظة ….