16 سبتمبر، 2024 9:57 م
Search
Close this search box.

منطق المُعلم

التعلم والتعليم هما وسيلتان متبعتان في كل شعوب العالم على وجه البسيطة؛ من أجل إيصال المعلومة الصحيحة، عن طريق الحرف، والكلمة، والجملة، بأعذب الكلمات، وأبلغ الصفات التي يتقبلها العقل، ويسمو إليها في كل مكان وزمان.

أيها القارئ اللبيب أعزك الله بروح منه بما أننا نتكلم اليوم عن مؤسسة كبيرة كلنا روادها في المجتمع إلا من أبى، تبدأ من الأسرة إلى ما لا نهاية في طلب العلم، والمعرفة، فلا بد لنا أن نسجل شكرنا وعرفاننا لولائك الأولين الأولين من الرعيل الأول من المعلمين، والمدرسين، وأصحاب الألقاب العلمية، عرفاننا منا، وتقديرا لجهودهم المبذولة، التي أن شكرها المرء لا يستطيع إحاطتها بالشكر والعرفان، فنسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتهم، وصدفة جارية كل حسب نيته.

التعليم فرض عين على كل مسلم ومسلمة، ولنا في هذا الأمر أحاديث كثيرة، “اطلب العلم ولو كان في الصين”، واطلب العلم من المهد إلى اللحد”، وإلى إلخ… وبما أننا أمة اقرأ،أمة الضاد، لغتنا سامية، واصلنا ساميا، وقد أختار الله هذه اللغة، وجعلها لغة القرآن، ولغة الآخرين عند عزيز مقتدر، وهي من أقدم اللغات في العالم؛ بل من أولها، لأنها تحمل 16 ألف جذر لغوي– ولا بد- لنا كإعلاميين أن نبين للقارئ حقيقة الأمر بلطف جميل، ونوضح للقارئ الكريم نوعا بسيطا من تلك النجوم المتلئلة في ثُّرَيَّا السماء، لما يمتلكونه من حس مرهف، ورقة بالتعامل، ووعي عالي،وكلٌّ حسب مسؤوليته؛ من أجل تعليم أبنائنا.

وكل أمة تفتخر بأنسابها، وأحسابها، وحضارتها، فلابد لنا أن نقف بشموخ، ونقول (نحن عراقيون وبفخر) ويعرف كلالعالم بأن حضارة وادي الرافدين هي من أقدم الحضاراتفي العالم بل من اولها ، ويمتد عمرها أكثر من 8000 سنة،هذه الحضارة بنيت بالتعليم منذ الكتابة المسمارية، وقبلها الصورية، التي وجدوها في بعض آثارنا في بابل، وقد وصف الشاعر المعلم، فقال: (قم للمعلم وفه التبجيلا ، كاد المعلم أن يكون رسولا).

ومهما تكلم المرء، ونشد الشاعر، وألحن المغني بصوت شجي، وحسب ما أعتقد فإن الوصف مهما بلغ في معانيه الجميلة، لا يعطي الحق الوافي، والكافي لكل من يعمل في المؤسسات التربوية، والتعليمية، هذه الحقيقة يكاد أن يجهلها البعض، وأنا أتفق مع البعض أن التعليم اليوم ليس بمستوى التعليم السابق، ولكن هؤلاء الجنود المجهولون المناضلون هم من يحققون النصر، ويرتقون بالأمة إلى مجد العلا، فلا بد لنا من شكرهم نساء، ورجالا، وأن نوفر لهم كل مستلزمات العيش الكريم؛ لأنهم أساتذتنا الكرام، وآبائنا الفضلاء وأمهاتنا النجيبات، وأخواتنا، وعزوتنا.

ومهما تكلم المرء أيها القارئ اللبيب الفطن ربما يقف عاجز الوصف في هذا الأمر! فهناك تعليم هوى بالأمة التي كانت في مصافي الأمم وتقدمها إلى واد سحيق! وهناك أمة عاشت المجاعة! والفرقة، والحروب، وأصبحت اليوم من أفضل شعوب العالم بالاقتصاد، والتعليم، والرفاهية، فتلك اليابان والصين وأروبا ويا لا الأسف ثم يالا الأسف والحسرة على ما نحن فيه، على وضع أمة محمد، تلك الإمبراطورية الهائلة، يحوفها الفقر، والحرمان، والتمزق،والجهل، ولكن وكما يقولون تضعف الأمم، ولا تموت، ونحن ننظر إلى المستقبل بعين من اليقين، والإدراك ؛لأن هؤلاء التربويين سوف ينهضون ويشحذون الهمم من الكل، من أبنائنا، تلاميذ وطلبة، حتى نبين للعالم أننا أمة لا تقهر،وأخص بالذكر عراقنا العظيم وادي الرافدين، أرض السواد،هذه الأرض الطاهرة، لا تنجب إلا الفطاحل، وفي مقدمتهم المعلم، والمدرس، والأستاذ الجامعي.

ولكي لا أطيل عليك عزيزي القارئ -أيدك الله-  بروح منه سآخذ وردة فواحة برائحة الورد الجوري العراقي، من هذه الحديقة الغناء الواسعة بوسع أهلها التربويين، الممتلئة بعطورها، ومناظرها الخلابة، من أجمل ما وقت عليه عين بشر، لنختار وردة، بل لؤلؤة في مضمونها ،وقيادية في تعليمها، امرأة مثالية في عطائها، هي أم، ومعلمة، ورفيقة، يحبها كل من تتلمذه على يدها ولا أزيد!! لكونها أحد ملائكة الرحمة، والله على ما أقول شهيدا، فلا بد من قارئي الكريم أن يتأمل، ويفكر بهذه الدرة المكنونة، وصفاتها الإنسانية الخيرة، فعلى زميلاتها أن تفخر بها؛ لكونها نبراسا، وشعلة نور على مستوى التربية والتعليم؛ لكونها من ملائكة الرحمة، فهي رحمة عندما تستوعب التلاميذ كأنهم أبناؤها، أو ذويها، وعندما يحضر التلميذ لعائلته مسرورا، وفرحا وهو ينشد ويقول (ست شيماء يعيوني) ، فالتقر عينا، لانها محبوبة الأبرياء، فلنترحم على ذويها؛ لأنهم أحسنوا تربيتها، وغرسوا فيها الإيمان الحقيقي، والعطاء الدائم، هذه الإنسانة تعمل بلا كلل، ولا ملل، ولا تبتغي شكرا من أحد، ولكنها تعمل كمربية حقيقية، تبتغي رضوان الله تعالى وكفى.

هل تعلم أيها القارئ اللطيف من هذه التي تحمل الصفات الطيبة؟ وعطرها فواح أينما ذهبت، وسكينتها تَمْلَأ المكان، وابتسامتها تدخل السرور لكل الناظرين، هي المعلمة والتربوية والأستاذة الفاضلة (شيماء المعمار) التي احتضنتها مدرسة الإسكندرونة ذات المعايير الدولية.

كادر هذه المؤسسة يكاد أن يكون متميزا، ولكن بصفتي إعلامية وأكاديمية معا أقول إن التعليم قبل كل شيء، هو دراسة نفسية للمتلقي، وأجواء عامة للمستقبل، وكما يقلون “التعليم في الصغر كالنقش على الحجر” ونتمنى لهؤلاء الجنود المرابضين، وحامين الكلمة، وباعثي النور في المجتمع، الذين يحمون التعليم بكل سماته السامية، سائلين من الله تعالى أن يحفظهم جميعا.

عزيزي القارئ الفطن نحن متفقون دائما أن أرض العراق لا تنجب إلا الفطاحل وهن حفيدات فاطمة الزهراء (ع) وصوت زينب الخالد (ع) فمن تكون تلك الفاضلة التي تستحق كل هذا المديح، الذي يكاد لا يوصف؟ واين تقع مدرستها؟ ست شيماء مهدي صاحب المعمار معلومة الاسم، والهوية، والمنهج التربوية، ومدرستها الإسكندرونة ذات المعايير الدولية في محافظة كربلاء المقدسة، رحم الله كل من يعمل في التعليم التربوي، والمتوسط، والإعدادي، وصولا إلى الجامعة من المتوفين، وأن يطيل أعمار الأحياء منهم، ممن يعمل في المؤسسات التربوية، والتعليمية، وأن يحفظهم للعراق؛ لأنهم ثروته الهائلة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[email protected]

أحدث المقالات