23 ديسمبر، 2024 1:23 ص

منطق القوة و العنف في العراق الى متى؟!

منطق القوة و العنف في العراق الى متى؟!

ماکان يفترض بعد الاحتلال الامريکي للعراق و سقوط النظام السابق، هو أن يتحقق الوعد الذي أطلقته مختلف الاطراف السياسية التي دخلت الى بغداد سواء مع القوات الامريکية أو بعد أن هيأت لها هذه القوات الارضية المناسبة لکي تدخل، بأن تجعل من العراق بلد الحريات و الدميقراطية وأن ينتهي عهد إستخدام القوة و العنف الى غير رجعة، ولکن هل تحقق ذلك فعلا؟
قبل السٶال الآنف، نحبذ و نفضل أن نسبقه بسٶال أکثر دقة و تشخيصا للموضوع وهو: هل إن أطراف العملية السياسية”کما يسمونها”، هم فعلا مٶمنون بالحرية و الديمقراطية و عدم إستخدام العنف و القوة؟ لانعتقد بأن هناك من يمکن الاجابة بنعم، ذلك إن کل طرف قد تمرغ في وحل إستخدام القوة و العنف بصورة أو بأخرى، وهنا نحن لانعتقد أن الحرب على الارهاب و التنظيمات الارهابية تدخل ضمن هذا السياق، لأن إستخدام القوة و العنف في هکذا حالة أمر ضروري و ملح الى أبد حد، ولکن نتحدث عن إستخدامه على هامش ذلك أو في ظلاله.
لغة التهديد و الوعيد و عمليات الخطف و تهديد هذا الطرف ذاك الطرف بکشف ملفات فساده و تورطه في قضايا خطف و قتل و نهب و سلب من الناس أو الصالح العام، کانت ولازالت هي اللغة الاکثر رواجا و إنتشارا في”العراق الجديد”، وبطبيعة الحال فإننا جميعا نعرف مجريات الامور و الاحداث و الى أين وصلت الامور و الى أين تتجه بفعل إعتماد کل طرف على”ميزانيته الخاصة” و”ميليشياته و قواته و عصاباته الخاصة، وکأن العراق لەس فيه جيش أو شرطة أو قوات أمنية، بل وکأن الحکومة للعديد منهم بمثابة”ناطور خضرة”إن صح التعبير.
هذه الاطراف التي تتلمذت معظمها في إيران على يد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وتعلمت منه أهمية إستخدام القوة ليس ضد الاعداء الخارجيين وانما ضد الاعداء المحتملين من بين صفوف الشعب، فکما عاش و يعيش النظام الايراني هاجس إنتفاضة الشعب ضده ە يتجه يوما بعد يوم للإفراط بإستخدام الاساليب القمعية ضد الشعب، فإن الامر نفسه يتکرر هنا في العراق ولکن تحت مسميات و عناوين و مسوغات أخرى، والمتضرر الوحيد و الاکبر کان ولايزال الشعب العراقي دون غيره.
إنتهاء إستخدام منطق القوة و العنف ضد البعض و ضد الشعب، يتم عندما تکون هناك ديمقراطية حقيقية و حکومة معبرة فعلا عن الشعب العراقي و ليست هذه المفروضة بقوة الاجواء الميليشياوية و العمالة و التبعيـة لإيران!