22 ديسمبر، 2024 2:35 م

منطق الطغاة واحد في كل الأزمنة، والعصور. ويمكن تلمس جانبا من هذا المنطق، من استقراء قصة موسى -عليه السلام-مع فرعون ، عندما رد عليه موسى بالقول (وتلك نعمة تمنها علي ان عبدت بني اسرائيل).

فقد جاء هذا النص القراني الكريم، كجزء من حوار طويل، بين رسول الله موسى-عليه السلام-، وفرعون، إذ لما كلمه موسى، واخبره بانه رسول من رب العالمين، قال فرعون لموسى مستخفا(ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين…)، فرد عليه موسى بالقول (وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني اسرائيل ).

فكان هذا هو منطق الفراعنة، والطغاة، في كل زمان، ومكان، حيث يلبسون الحقائق، ويبدون للناس بأنهم جاؤا مصلحين، لا مفسدين، مع أن واقعهم، وحقيقتهم، هي الفساد، والظلم، والطغيان .

وتجدر الإشارة إلى أن السبب في طغيان فرعون، هم قومه، وشعبه. فقد بين القران الكريم تلك الحقيقة بقوله تعالى(فاستخف قومه فأطاعوه أنهم كانوا قوما فاسقين). وتلك هي الحقيقة المرة المؤلمة المتكررة في كل زمان، ومكان، ألا وهي أن الطغاة والفراعنة، انما تصنعهم الشعوب، حينما يستخف بها، فتبيع ضمائرها، وأوطانها، وتبايع فراعنتها، وطغاتها، وما اكثرهم في زماننا اليوم.