18 ديسمبر، 2024 11:06 م

منشار وأفعى يشتركان في قمة الرياض !

منشار وأفعى يشتركان في قمة الرياض !

يحكى أن أفعى كبيرة دخلت ورشة نجار، بعد أن غادرها في المساء بحثاً عن الطعام، وكان من عادة النجار أن يترك بعض أدواته، فوق الطاولة المرتفعة ومن ضمنها المنشار، وبينما كانت الأفعى تتجول في الورشة، مرَّ جسمها الهش فوق المنشار، مما أدى إلى إصابتها بجرحٍ بسيط، فشعرت الأفعى بالغضب الشديد.
هاجمت الأفعى المنشار وحاولت لدغه، و أصابت نفسها بجروح في الفم، ولم تكن تدرك ما يحصل، وإستمرت بمهاجمة المنشار الحاد على الطاولة، وعندما أدركت أنها هالكة لا محالة، قررت أن تقوم بهجومٍ أخير عليه، حيث إلتفت بكامل جسمها حول المنشار، محاولة عصره و خنقه وماتت في الحال، مسكينة يا أفعى!
إنطلاق المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف في الرياض، أفعى جديدة تبرز الى السطح، وأمام زعماء وقادة الدولة العربية والإسلامية، برعاية النجار دونالد ترامب، وورشته حيث تسعى للنيل من ثروات المنطقة وإستنزافها بقوة، ولكن هذه المرة من داخل الحدث، أرض آل سلول والوهابية المتطرفة، التي لا تأخذ الشعب الإيراني بجريرة نظامه!
ديباجة القمة هي الأغرب في التأريخ، فعند عقد مؤتمرات قمة وبهذا المستوى، العربي، الإسلامي، الأمريكي، فإن رئيس الدولة هو المرحب بالضيوف، لكن الحفيد العاجز سلمان، ألقى كلمته الترحيبية، فكانت مقدمة عظيمة لملك أعظم، صاحب المملكة العبرية العظمى، فلم يلبث أن رحب بالحضور، حتى أفاض حقده الدفين، على الجمهورية الإسلامية في إيران!
أفعى أمريكية إلتفت حول طاولة الزعماء السذج فإنبهروا بما شاهدوه في الرياض وباتت شعارات العزم والحزم تجمعهم لتضميد الجراح وتقريب وجهات النظروإصلاح ما إصلاحه وتعزيز أواصر العلاقات بين العالم العربي والإسلامي وبين الولايات المتحدة الأمريكية مع علمنا أن إلتفاف الأفعى الأمريكية لمحاربة الإرهاب كما تدعي سيجعل المنطقة منشاراً يقتلها حتى تموت!
ترامب يؤكد ثقته الكبيرة بمستقبل علاقاته مع السعودية، والذي حتماً سيرسم مرحلة جديدة حبلى بالمفاجآت، فمنشار عقود التسليح بينهما، كان العنوان المتصدر لهذه القمة، والتي أرسلت رسائل الى الدول الإقليمية، رسائل مضمونها نحن هنا يا عالم، وقد جئت لأصلح ما أفسده ترامب في الشرق الأوسط ، لذا سندعم إحتياجات السعودية الدفاعية.
المضحك في هذه القمة، أن زوجة ترامب وإبنته، والبذخ الفارغ الأحمق، والأحصنة التي أحاطت بسيارة الرئيس الأمريكي، والتفاهات العبرية التي تفوه بها سلمان في كلمته الهوجاء، هي المقررات المتصدرة في جدول أعمال القمة، وليس القضايا التي طرحت أمام الدمى العربية، والإسلامية، وإلا فقضية الإرهاب وفلسطين، ليست بجديدة على منتجيها الفجار.
سيأتي اليوم الذي سيقع فيه ملك آل سلول، لأنه شوه صورة التأريخ الإسلامي، وأساءوا لدول الجوار، وإلا مَنْ أعطاه الحق، في التهجم على الجمهورية الإسلامية في إيران، وإنه لدليل واضح على مدى الخوف، الذي يتملك نظامهم المهزوز، من هذه الدولة المحورية في المنطقة، فيا أفعى: ستموتين حتماً، فمنشار الحرية سيقطعك.