19 ديسمبر، 2024 5:38 ص

منزلة الانتخابات بين الفوز ……. والضياع

منزلة الانتخابات بين الفوز ……. والضياع

تـُعد الانتخابات من المظاهر المرتبطة أساسا ًبالأنظمة الديمقراطية في المجتمع حيث تقتضي الممارسة الديمقراطية مشاركة المواطنين بوعي وايجابية في صياغة السياسات والقرارات ، ويـُعد التصويت في الانتخابات إحدى أهم المؤشرات لقياس درجة المشاركة السياسية ، باعتبارها المدخل الأساسي لإحداث عملية الإصلاح إن أهميتها ليس بإجرائها فقط ، وإنما يتعدى الأمر ذلك لجهة النظام الإداري فيها وتختلف الدلالات والنتائج المتعلقة بالانتخابات من نظام سياسي إلى أخر ، حيث تمثل الانتخابات إحدى أهم أدوات التأثير المباشر على الرأي العام في العملية السياسية ، وتشكل أهمية في الكثير من الدول والمجتمعات وخاصة الدول التي تأخذ بنظام التعددية الحزبية ونظراً لان الممارسة الانتخابية وسيلة تتكرر بصفة دورية كل عدة سنوات بحسب قانون الانتخابات وطبيعة النظام السياسي للدولة ، حيث تأتي أهمية الانتخابات المحلية والتشريعية في الأنظمة السياسية الحديثة لضمان تحقيق الفوز بعد الحصول على أصوات الناخبين عند إجراءها  ومن هنا يـبرز دور الدعاية والتي تـُعد من أقدم الأنشطة البشرية التي مارسها الإنسان منذ بدء الخليقة ، وقد تنوعت إشكالها وأساليبها ووسائلها على مر العصور بداءً من استخدام النار والدخان والطبول والرايات والرسوم ، ثم الكتابة فالطباعة ثم الإذاعة والأفلام السينمائية والتلفاز وأخيراً شبكة (الانترنت) وتعد الدعاية الانتخابية فرع مستقل من أفرع موضوعات الدعاية في إطار علوم الاتصال ذلك إن الاتصال الانتخابي يـُعتبر احد إشكال الاتصالات الجماهيرية الهامة من الناحيتين النظرية والتطبيقية وبذلك اعـُتبرت الدعاية الانتخابية فن له مقوماته ومراكزه وأساليبه ووسائله إضافة إلى ارتباطاها بالعلوم السياسية (الدعاية السياسية) والتي تـُعد إحدى أفرُعها وتقنياتها وأخلاقياتها بحيث لم تـُصبح الدعاية الانتخابية مجرد تعليق لافتات أو صور، في الشوارع والساحات العامة ولا النشر في وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية ، في ظل التطورات التكنولوجية في مجال المعلوماتية بل بسبب ما تحتله من دور رئيس في خلق المؤسسات التشريعية في الدولة من جهة ، ومن تفعيل لحق المواطنين في المشاركة السياسية من جهة أخرى ، وبذلك فانه لا توجد دعاية بلا هدف وقـيم ، ولا منطلقاً بدون رسالة يحملها ويسعى إلى تحقيقها ولهذا فإن الانتخابات النيابية تشكل المعيار الأساسي لممارسة النظم السياسية للديمقراطية أو عدم ممارستها لها للحصول على شرعية وجودها ، بأسـس يقوم بها في التخطيط العلمي للدعاية لضمان الفوز وتحقيق المكاسب . لقد احتلت الدعاية الانتخابية مكانه مهمة في علوم الإعلام والاتصال ، إذ أنها تعني مجموعة الأنشطة والفعاليات التي يزاولها القائمون بها لتحقيق أهدافهم السياسية سواء كانوا من المرشحين أو القادة الحزبيين والبرلمانيين ، وينصب جوهر الدعاية الانتخابية عبر وسائل وأساليب عديدة لقدرتها العالية في أحداث التأثيرات لتغيير القناعات لدى جمهور الناخبين بالاتجاه الذي يريده القائم بالعملية الدعائية ، لقد شهد العراق عدة انتخابات محلية وبرلمانية ، ولقد جاءت الانتخابات المحلية في هذا المناخ المفعم بالوعود والمحاط بالصعاب والتحديات شأن كل المجتمعات التي خاضت وتخوض مراحل تحولها الديمقراطي حيث شهدت هذه الانتخابات صراعاً بين 8,100 هم عديد المرشحين السياسيين الذين تنافسوا للحصول على مقاعد مجلس المحافظات والبالغ عددها 447 مقعدا منها 117 مقعدا للنساء بحسب قانون (الكوتا) ان المرشحين وهم يدخلون هذه الانتخابات تحت غطاء ومسميات عدة منها الائتلافات والأحزاب السياسية ، الكيانات ، القوائم والكتل .. ناظرين ومعتمدين على دور الدعاية المؤثر والفعال في الانتخابات فترى الصور واللافتات تملئ الشوارع والساحات ، واستُـخدمت فيها أساليب ووسائل ربما لم تستخدم في آي انتخابات أخرى منها الغناء للتعظيم والدبكات والتمجيد والتكذيب وووووو . إضافة إلى عامل مهم إلا وهو هدر المال العام وإضاعة ميزانية الدولة والمحافظة ، لأجل الانتخابات والاستحواذ على المناصب والجاه والأبهة …. مع بروز ظواهر منها التخندق الحزبي والقبلي والمناطقي والأسري ، فضلاً عن عامل مهم ألا وهو تطورات الوضع العام وإبعاده الداخلية والخارجية على العراق ومؤشرات التدخل سواءً من الدول العربية أو الإقليمية لرسم سياسة العراق في الفترة المقبلة ….. ونحن …………

أحدث المقالات

أحدث المقالات