23 ديسمبر، 2024 4:37 ص

منذ 2003 … سنوات عجاف مرت على العراق

منذ 2003 … سنوات عجاف مرت على العراق

بداية اريد ان نتوقف قليلا عند هذا القول ( ان الله يقيم الدولة العادلة وان كانت كافرة ويخسف بالدولة الظالمة وان كانت مسلمة ) .منذ أن وطأ ساسة الكذب والنفاق وبعض المعممين الذين جاؤا باسم الدين أرض العراق لم يهدأ لشعبه بال وحياته انقلبت راسا على عقب على الرغم من الحصار الذي عاشوه ومارافقه من حياة ضنكة ، لكنهم كانوا بافضل حال قبل مجيئهم المشؤوم ، اذ انه بفضلهم اصبح كل بيت لا يخلوا من مصيبة وجعلوا الناس في صراع شديد مع انفسهم ومع الحياة ولاداعي لذكر البقية والخوض في هذه التفاصيل اكثر كون الفوضى بارزة في كل مكان . اما بغداد عاصمة الرشيد ومهد الخلافات مصيرها لا يقل عن مصير ساكنيها فهي تنتظر ايضا مجهولا غامضا كمن يسير في نفق مظلم بلا مصباح .!ثلاثة عشر عاما والعراق مازال يزأر كالأسد في غابة يسودها الفساد والفاسدين وغياب تام لحقوق الانسان اذ جعلوا الناس بلا كرامة بعد ان كانوا اعزاء ، ناهيك عن الجرائم الدموية التي ترتكب ضده ، فلازمة والدمار تتجسدان بوضوح في عيون الثكالى والارامل والمشردين والمعتقلين في جب السجون العلنية والسرية والمهجرين من ديارهم ظلما الى خيام لاتقيهم برد الشتاء وحر الصيف وجعلوهم يرزحون في هذا الجحيم دون امل يلوح في الافق بعد ان كانوا يعيشون في عز يعيشون اليوم في عراء العراء وماذا بوسعهم ان يفعلوا بعد ان جارت عليهم الايام وضاقت بهم الارض بما رحبت .ثلاثة عشر عاما والعراق بلا سيادة ، هذا ما اكدته حكومة طهران في تصريحاتها النارية بان ايران اصبحت امبراطورية وعاصمتها بغداد كما كانت عبر التاريخ في اشارة الى الامبراطورية الفارسية التي احتلت العراق قبل قرون وجعلت المدائن عاصمتها .بالفعل انها سنوات عجاف مرت على العراقيين منذ الاحتلال اذ اصبح البلد يغوص في الجهل بسبب سياسة طائفية فرضوها على الشعب وصار العنف حلهم الانسب لحل كافة الخلافات فيما بينهم بسبب الانفلات الامني وانتشار الميليشيات الحكومية والارهاب ، والناس البسطاء مغلوب على امرهم ، اما البعض الاخر ارتضوا لانفسهم الرق والعبودية .هذا هو عراق اليوم الذي يتذكره الشرفاء بغصة وحرقة اما من كان السبب في الخراب والدمار فهم يحتفلون بهذه النائبة خاصة بعد تخليصهم من نظام بتنا نترحم عليه .!الايوجد اي خجل يعتريهم حين يتذكرون مع انفسهم تلك الويلات التي جلبوها لهذا البلد وشعبه ؟الاتكفيهم ما سلبوه من ثروات وخيرات ؟ ، لكن اود ان اذكرهم بشيء لعله يوقظهم من سباتهم العميق ويظهر من بينهم من يتصدر المشهد الانساني والاخلاقي ، بان مهما سرقتم اعلموا ان اكفانكم ليس فيها جيوب .!اما انتم ايها الشعب لاتعلقوا امالكم على هؤلاء الظالمين فهم اجساد حية واراوح ميتة .