ان لم تستحْ ، فأصنع ما شئت .. جملة لا تحتمل التأويل فهي واضحة كضوء الشمس الساطع ، تنطبق على ساسة العراق الذين اقل ما يمكن ان يوصفوا بالطارئين على عالم السياسة ، هم بالاحرى سائسو خيل في اسطبل العملية السياسية ليس الا ، فتخبطاتهم لا حصر لها ، فعلى مدى السنوات الاثنى عشر العجاف منذ السقوط ؛ واي سقوط بعده الهاوية ، افحمونا بترهاتهم ، واقحمونا في دوامات لا مخرج منها لسنا بصدد الحديث عنها الان.
بالامس القريب وعلى لسان نقيب الصحفيين العراقيين الزميل مؤيد اللامي من خلال حديث متلفز طالب بانصاف الصحفيين والابقاء على المنحة المالية التي لا تتعدى المليون دينار ولاتساوي بمجملها سعر دبابتين تم الاستيلاء عليهما من قبل داعش في الموصل ومناطق اخرى.
اليس من العار عليكم يا سائسو الخيل ان تطبقوا التقشف على شريحة الصحفيين والادباء والمثقفين بالغاء المليون دينار منحتهم السنوية التي تعادل (83 الف دينار شهريا) ، ولولاهم لما عرف وجوهكم الكالحة او قرأ اخباركم من احد ، فمبالغ زهيدة لا تقارن بأي حال من الاحوال بما تسرقوه من اموال الشعب وعلى مدى اثنى عشر عاما دون خجل او استحياء من الخالق و خلقه، لن يحل المشكلة لان اصلها فيكم فانتم سراق المليارات كان الاجدر بكم ان تلغوا امتيازاتكم ابتداءا من الرئاسات الثلاث مرورا بنواب الرئيس ونواب رئيس الوزراء ونواب الترضية والمستشارين ونواب البرلمان واصحاب الدرجات الخاصة ، ام انها المحاصصة الطائفية والحزبية المقيتة التي اورثتكم ميزانية العراق عن اجدادكم ، والكعكة التي اقسمتم الا ان تقضموا منها ما استطعتم.
اين انتم من دعوات المرجعية عندما خرجت الجماهير مطالبة بالغاء امتيازاتكم ورواتبكم التقاعدية ؟ وكيف خدعتم الشعب بانكم تخليتم عنها ، وكم من البسطاء صدقوكم ، ولكن الاعلام فضحكم وسيفضحكم وسيكون لكم بالمرصاد دائما.
هل تنتظرون مقاطعة من وسائل الاعلام التي هي حلقة الوصل بينكم وبين الراي العام حتى ترجعوا الى رشدكم ؟ فليس من الصعوبة بمكان ان يتفق الاعلاميون ووسائلهم وكوادرهم بمقاطعتكم لايام قلائل ويمتنعوا عن تغطية اية نشاطات لكم لتعرفوا حجم الكارثة التي ستحل بكم .
من اشار عليكم بهكذا اجراءات فاشلة غير محسوبة النتائج ، لا تفتحوا بابا عليكم لن يغلق ابدا ، فأي تقشف تتكلمون عنه وقد اهدرتم الف مليار دولار على مدى السنوات الماضية، لماذا لم تفكروا باحياء قطاعات الاقتصاد الاخرى بدل الاعتماد على النفط فقط ، كالصناعة والزراعة التي دمرتموها ام انها اجندة خفية لا يعلمها الا الراسخون في العلم؟.
منحة الصحفيين التي تعادل سعر دبابتين استلوت عليهما داعش ليست كفيلة بانعاش ميزانية البلد ولن تسمن او تغني عن جوع ، ابحثوا عن حلول اخرى اكثر نجاعة والا فالخيل اجدى لكم من عالم السياسة.