بحسب طبيعة عملي شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات والدورات المعنية بالشأن الصحفي في الوطن العربي او عدد من الدول الاوربية وكان الوفد الصحفي العراقي كلما التقى مع الوفود العربية الاخرى يبدأ الخلاف والنزاع حد الصراع بيننا وبينهم … كنا ندافع عن تجربتنا السياسية وهم يدافعون عن نظام البعث السابق المدافع عن عروبة العرب وحامي البوابة الشرقية متناسين او متجاهلين مافعله هذا النظام الاحمق بالكويت وغيرها من الدول العربية وهكذا ينتهي الامر … ان الوفد العراقي بجانب وبقية الوفود العربية الصحفية بجانب اخر سواء خلال جلسات العمل او الورش او حتى في اماكن الاستراحة وكل منا يرمي غريمه العربي بطرفة عين غاضبة .
المنجز الصحفي الاخير الذي حققته الصحافة العراقية من خلال تسنم نقيب الصحفيين العراقيين الزميل مؤيد اللامي منصب نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب في مرة هي الاولى من نوعها التي يُمَثل فيها العراق بهذا الاتحاد وبهذا الحجم والمنصب بعد 2003 … نعم اعاد الى ذاكرتي تلك الايام العجاف ، لكن هذه المرة اثبتت الصحافة انها الاجدر بالاحترام والتقدير من قبل الصحفيين العرب واثبت صحفيو العراق ان ما قدموه من تضحيات وعطاء واجتهاد اعاد الى الصحافة العراقية رونقها الجميل … نعم هذه المرة وجدت الصحفيين العرب هم من يحاول ايجاد الفرصة للجلوس مع الوفد العراقي والحديث معه بل انهم باتوا يدركون جيدا حساسيتنا ازاء موقفهم من نظام البعث والاغرب من ذلك انهم يجيبون على كل ما نقوله عن الوضع في العراق بـ(صح).
شاركت في مؤتمر انتخابات اتحاد الصحفيين العرب المنعقد في القاهرة وشاهدت بأم عيني كيف ان العراق استطاع ادراة كفة الاصوات لصالحه وكيف يتقرب اليه الصحفيون زلفا في منح اصواتهم اليه واقول ان العراق كان بأمكانه ان يحصل على منصب رئيس الاتحاد لو عمل لذلك وسعى اليه .
الحق يقال ولا اخشى فيه لومة لائم ومن يعرفني يعرف جيدا انني لست مجاملا على حساب الحقيقة مهما كانت … ان نقابة الصحفيين العراقيين والزميل اللامي استطاع ان يكسر حاجز الصمت الصحفي العربي مع اقرانه العرب وان يجعل من الصحفي العراقي .. ها الصحفي الحقيقي… ان يرفع رأسه كما يجب عليه كعراقي بين اقرانه كونه صاحب الحضارة والتأريخ الاعرق في مهنة المتاعب .
وختاما ..عندما حدثت بعض زملاء المهنة من المصريين والتونسيين واليمنيين وغيرهم عن واقع الصحافة في بلادي والمنجزات التي حصل عليها الصحفي انتابتهم الحسرة وانتابني شعور بالفخر .
[email protected]