سحر كاشف الغطاء / لجنة الإعلام في المنتدى
إستضافت اللجنة الثقافية في منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي يوم الأحد 12/1/2013 نخبة من الأدباء والفنانين والعديد من أبناء الجالية العراقية في سدني في الصالون الأدبي الذي إستهل به المنتدى عام 2013 على قاعة لانتانا التي عجت بالحاضرين من كل ألوان الطيف العراقي في سدني . جاءت فكرة الصالون الأدبي وليدة الحاجة الى ملتقى يجمع النخب الفنية والأدبية والمهتمين بالثقافة بكل أشكالها من أبناء الجالية العراقية على أمل أن يجتذب في المستقبل إخوانهم من أبناء الجالية العربية في أستراليا.
الصالون الأول للمنتدى كُرِّس للإحتفاء بالشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب لمناسبة مرور 49 عاما على رحيله, ولمناقشة مواضيع تتعلق بمهرجان “بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013” .
إستهل الأمسية الأستاذ فراس ناجي رئيس اللجنة الثقافية في المنتدى الذي رحب بالحاضرين وتطرق في كلمة موجزة الى فكرة الصالون والأهداف المرجوة من إقامته حيث أشار الى حاجة أبناء الجالية الى ملتقى يطرحون فيه أفكارهم ونتاجاتهم الأدبية والفنية في أجواء حميمية أقرب ما تكون الى الأجواء التي كانت تسود مقاهي بغداد التي كانت تحتضن رجالات الفكر والأدب لعقود طويلة حتى انحسرت تحت وطئة الخوف الذي ساد إبان الحكم الدكتاتوري لحزب البعث البائد. كما أكد الأستاذ ناجي الى أن المنتدى يسعى الى توفير مثل هذه الأجواء دعما ً للمبدعين بعيدا ً عن أية أجندات غير تلك المتعلقة بإبداعهم وإتاحة الفرصة لهم لتبادل الآراء والأفكار والتعاون معا ً في جميع المجالات الثقافية والفكرية.
هذا وقد قدمت السيدة سحر كاشف الغطاء فقرات الصالون الأدبي مؤكدة بأن مواضيع وفقرات أمسيات الصالون التالية ستكون من إختيار المشاركين الذين سيكون لهم حرية التحاور وعرض أفكارهم ونتاجاتهم الأدبية والفكرية والإستماع الى مختلف الآراء والأفكار المطروحة ومناقشتها. وفي أول فقرة من فقرات الصالون قدم الشاعر الأستاذ وديع شامخ شهادة نقدية شعرية مؤثرة تحت عنوان “بدر شاكر السياب رجل الشعر ونبي الألم” حيث تحدث عن السياب قائلا ً:
“َمنْ يتأمّل بحبّ وصدق حياة هذا الراهب القديس الشاعر سيجدها خارطة مثلومة، وقلبا مكلوما ..وبقايا أحلام .. استهلكها في حياة قصيرة لم يكن الغالب فيها إلا الشعر . فكان السيّاب رجل الشعر البارّ ونبيّ الألم . وعرّاب القصيدة العربية الجديدة، فقد ظلّ مخلصا لخروقاته في القصيدة الكلاسيكية إلى آخر عمره، ظلّ مخلصا لمشروعه التجديديّ والحداثويّ في حقل الشعر إلى النهاية .”
وأضاف الشاعر شامخ، الى أن السياب شأنه شأن أمثاله من المبدعين والمفكرين شكّل فاصلا ً نوعيا ً في مسيرة الحداثة الإنسانية وساهم جدّيا في إرساء هذه المفاهيم في حقل الشعر حيث “كانت حياته الشعرية القصيرة واللامعة معا كفيلة بتأسيس منجزٍ نوعيٍّ في الشعر العربيّ، فالريادة في الشعر سيّابية بلا منازع، والحداثة في الشعر سيّابية بجدارة.
هذا وقد تضمنت الفقرات الأخرى للإحتفاء بالشاعر الكبير عرض فيلم يتناول حياته وقراءة لقصيدة “منزل الأقنان” بصوته ، وأغنية “غريب على الخليج” للفنان الكبير فؤاد سالم ومن ثم ألقت السيدة سحر كاشف الغطاء مقاطع من قصائد للسياب ختمتها بقصيدته الشهيرة “أنشودة مطر” التي تضمنت الأبيات التي مازالت تنطبق على الأوضاع في العراق بعد أكثر من نصف قرن على نظمها حيث تقول:
ومنذ كنا صغاراً، كانت السماء
تغيم في الشتاء
ويهطل المطر
وكل عام – حين يعشب الثرى – نجوع
ما مر عام والعراق ليس فيه جوع
وفي أبيات أخرى تراه وكأنه يصف عابري البحر الذين قضوا وهم يحاولون الوصول الى بر الأمان في أستراليا حيث يقول :
على الرمال رغوة الأجاج والمحار
وماتبقى من عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردى
من لجة الخليج والقرار
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيق
من زهرة يربها الفرات بالندى
وقد كان للشاعرة العراقية نشعة الربيعي مشاركة متميزة حيث ألقت بأدائها المتميز قصيدتين رائعتين إحداهما باللغة العامية والأخرى بالفصحى نالتا إعجاب الحاضرين.
تلى ذلك مناقشة موضوعة إختيار بغداد “عاصمة للثقافة العربية للعام 2013” حيث تحدث الدكتور أحمد الربيعي رئيس المنتدى والفنان التشكيلي حيدر عباس في التعريف بالاحتفالية بالارتباط بالسائد من اوضاع في عراقنا وفي أهمية اشراك ودعوة نخب المثقفين من أبناء الجالية العراقية في أستراليا و في دول المهجر الأخرى في فعالياتها. وبعد مناقشة شيقة اسهم فيها الكثير من الحضور دعى المبدعون منهم المنتدى لان يتبنى موضوع اشراكهم في الاحتفالية من خلال مخاطبة الجهات المعنية .
وفي ختام الأمسية تم فتح باب الحوار حول الأفكار المطروحة بشأن الصالون الثقافي وقد تم اقتراح عدد من الأفكار بخصوص الصالونات القادمة كما تم تحديد الجمعة الثانية من كل شهر كموعد ثابت لها واتفق ان تتشكل لجنة من المبدعين للتنسيق مع اللجنة الثقافية للمنتدى في تبني قضاياهم وابراز ابداعهم. وقد ضمت اللجنة الشاعر وديع شامخ والتشكيلي حيدر عباس والتشكيلية اغنار نيازي والمخرج صباح فنجان والموسيقي عماد الربيعي والاستاذ مدحت البازي
إختتمت الأمسية الدافئة وسط شعور الجميع بأنها الخطوة الأولى لتأسيس تجمع ثقافي يضم الجميع ويرعى الإبداع الثقافي بكل ألوانه الفنية والأدبية والفكرية