17 نوفمبر، 2024 8:23 م
Search
Close this search box.

منبع الارهاب و ليس فروعه

منبع الارهاب و ليس فروعه

مع إشتداد اوار الحملة الدولية التي تستهدف تنظيم الدولة الاسلامية و وضع حد للخطورة التي باتت تشکلها على السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، فإن هذه الحملة ومع ضراوتها و الامکانيات المختلفة الهائلة المتاحة لها، إلا أنها و بإعتراف العديد من الاوساط الدولية و المختصين بشٶون الارهاب، لازالت دون مستوى الطموح وليس هناك من مٶشر يٶکد بأنها ستحقق هدفها الرئيسي بالقضاء على هذا التنظيم.

تنظيم الدولة الاسلامية”داعش سابقا”، والذي إکتسب قوة و إمکانية استثنائية من مختلف النواحي، لايمکن أبدا تجاهل المکان الذي استقوى فيه و إنطلق منه نحو العراق و من هناك بدأ بتهديد المنطقة برمتها، إذ أن هذا التنظيم وکما أکدنا في مقالات سابقة، قد إستقوى و إشتد عوده و صار أمرا واقعا في سوريا بدعم مادي و عسکري غير مباشر من جانب النظامين الايراني و السوري، من أجل أن يصبح عاملاعالا في عملية خلط اوراق و إضفاء ضبابية غير معهودة على المشهد السوري بقصد التشکيك بالثورة السورية و دفع المجتمع الدولي للإبتعاد عن دعمها و مساندتها.

مع إجراء عملية إستقراء دقيقة للظروف التي دخل فيها تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي الاراضي العراقية و السعي لإستبيان الاطراف التي جنت أکبر فائدة من هذا الظرف الطارئ، فإن النظام الايراني يأتي على رأس القائمة کونه يمر بظروف حرجة و بالغة الحساسية بحيث لو لم يتدارك نفسه فإن من الممکن أن يسير مصيره بإتجاه يقوده الى الهاوية، ومن هنا، فإن النظام الايراني و عندما يجد نفسه في مثل هذا الوضع الحساس و الخطير، فإنه من دون شك يسلك کافة الطرق و السبل من أجل تدارك نفسه، وان مايحدث في العراق خصوصا و المنطقة عموما من وضع إستثنائي بسبب سيناريو الدولة الاسلامية، لايمکن أبدا إعتباره بعيدا عن أيادي النظام الايراني وان لايکون له أکثر من ضلع و غاية فيه.

عدم إتاحة الفرصة أمام النظام الايراني للمساهمة في الحملة الدولية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، والذي کان واحد من أهم أهدافه المساهمة فيها في مقابل تخفيف الضغط عليه و منحه بعض الامتيازات و المکاسب نظير تلك التي حصل عليها أبان حربي أفغانستان و العراق و التي قدم خلالهما خدمات خاصة للأمريکان في مقابل ذلك، لکن يبدو واضحا أن الغرب عموما و الولايات المتحدة خصوصا قد أخذوا الدروس و العبر الکافية من الوقوع مرة أخرى بمثل هذه الخدع و الممارسات التمويهية من جانب النظام الايراني، ولذلك فإنه هناك موقف حدي واضح بعدم السماح لهذا النظام بالمساهمة في تلك الحملة، غير أن الذي يجب أن تعرفه و تستوعبه جيدا الاطراف الدولية المساهمة بهذه الحملة، ان عدم

مساهمة النظام الايراني لايعني بالضرورة أن شره و خطره قد أصبح بعيدا عن مجريات الامور، لأن هذا النظام المتمرس في شٶون التطرف و الارهاب و وضع و تنفيذ المخططات الظلامية بنختلف أنواعها، سوف يعمل على تعقيد الاوضاع و خلق الکثير من المعوقات و العراقيل أمام هذه الحملة، وان التصريح الاخير لرفسنجاني و الذي أکد فيه بأن الولايات المتحدة ومن دون مساهمة نظامه ليس بمقدورها حسم تهديد تنظيم الدولة الاسلامية، هو تصريح يمکن إعتباره تهديد ضمني بتعقيد الامور ضد الحملة، وان رفرفة رايات نفوذ و هيمنة النظام الايراني على صنعاء و بروز الحوثيين کقوة شبيهة بحزب الله اللبناني، يعني بأن النظام الايراني جاد في تهديداته و يسعى للدفاع عن نفسه و مصيره بکل الطرق و الاساليب المتاحة بما فيها إشعال جبهات جديدة في المنطقة.

ان ضرب تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي بقدر ماهو ضروري و ملح، لکنه قد لايکون بأهمية حسم الامر مع المنبع الرئيسي للتطرف الديني و الارهاب في المنطقة و العالم، أي النظام الايراني، وليس بالضرورة أبدا أن تکون عملية الحسم من خلال المواجهة العسکرية وانما بالحرب الناعمة ضده ولکن بإعتماد اسلوب و منهج دعم و إسناد النضال الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية، والاهم من ذلك الاعتراف بالمعارضة الايرانية وعلى وجه الخصوص منظمة مجاهدي خلق المعارضة التي شکلت و تشکل أرقا و صداعا مزمنا لهذا النظام ولاسيما بعد أن نجحت في الخروج من قائمة الارهاب الدولية و حققت نجاحا أکبرا بنصرها القضائي في فرنسا بإغلاق ملفها و إبطال کافة التهم الموجهة إليها منذ 14 عاما عقب الصفقة التجارية الضخمة بين باريس و طهران مقابل فتح هذا الملف، وان على المجتمع الدولي الذي طالما تحاشى هذه المسألة من أجل عدم إثارة سخط و غضب طهران، أن يخوض غمار هذا التحدي وبالاخص دول المنطقة، لأن الظروف أکثر من مناسبة لذلك وان هذا السبيل هو المنحى الافضل لمقارعة منع الارهاب و التطرف الديني في المنطقة و العالم. .commonasalm6@googlemai
l

أحدث المقالات