من الممكن لاي شعب ان يقوم بثورة ضد ديكتاتورية فاسدة إذا كان شعباً حياً واعياً ولديهإرادة حقيقية ، وهذا أمر محتمل لأن الإنسان بطبيعته يرفض الظلم والاستبداد .
ولكن من الصعب على الإنسان ان يقوم بثورة ضد العقل ، إذ انه لا يمكن ان يرفضمتبنياته ومعتقداته ومسلماته وما جبل عليه من الصغر ، وإذا امكن ذلك فمن الصعوبةجدا على ذلك الإنسان ان يقفز من الظلام الى حالة النور لأنه عاش في العمى زمناً طويلاً…
ولذلك نجد حالة الوعي والتحرر الفكري بطيئة ًجداً …
وكذلك ايضاً فأن منبر التفهاهة والخرافة اعلى صوتاً من منبر الوعي والمنطق والثقافة ،وهذا المنبر اغلب من يعتليه هم رجال الدين اللذين ينشرون الجهل بين الناس ليسهلقيادتهم في العماء …
ماذا قدموا لنا رجال الدين غير الفتنة والتفرقة ، واحاديث وخرافات وقصص التاريخالبالية ، جعلونا نعيش الماضي ولا نخرج منه وهذا ما جعلنا متخلفين دون غيرنا …
انا هنا لا اعمم لكن هذا هو السائد ، هناك رجال دين خرجوا من قوقعتهم وتعايشوا معالحاضر واسهموا في طروحات التجديد في فهم الاسلام ويتعاملون مع الحياة والاحداثبالواقعية والمنطق .
الفكر الواعي والمنبر الحر مغيب ويقصى ويهمش كل من يسعى الى توعية المجتمعوانقاذه من براثن الجهل التي تمكنت من من عقول الناس بفضل سياسة التجهيل التييتبعها رجال الدين المنتفعين من هذه السياسة …
لا يمكن لاي بلد ان ينهض ما لم تكن فيه حرية التفكير والتعبير سائدة وغير منقوصة …
ولا يمكن ان يكون الإنسان قوياً مالم يكن عقله متحرراً واعياً …
اقول كل من يسهم ويرفد الانسانية بعمل خيري او منجز علمي او ثقافي هو انسان اسمىمن غيره من اللذين يعتاشون على الفتنة وعلى تجهيل الناس .