لقد استطاع الشهيد الصدر(رضوان الله تعالى عليه) ان يؤسس مدرسة فكرية اثبت نجاحها الى يومنا هذا تلك المدرسة المبنية على التعامل مع الامور بواقعية والابتعاد عن التنظير والطوبائية المفرطة ولعل في الاسلوب الخطابي الذي انتهجه رضوان الله تعالى احد الادلة الواضحة على تلك الواقعية حيث ان المتابع للمفردات التي كان يستخدمها يجد(كول لا, اكل كركري، طب بعينه،…) وغيرها من المفردات التي كان يستخدمها في الخطب التي يلقيها والتي كان يرصع بها الاسس العلمية والمباني الفكرية الفذة التي كان يعالج بها حال المجتمع العراقي بصورة خاصة والانحدار الفكري الذي بدأ ينخر في الفكر الشيعي بصورة عامة فلم يلمس المتابع اللبيب لتلك الخطب استخدام السيد للألفاظ الفارغة والتسميات المشوهة او الاساليب الهجينة في الخطابة او المباني الفكرية المخترعة التي يحاول قائلوها من الظهور بمظهر المفكر المجدد بينما يختبئ ورائها جهل مركب , نعم هكذا كانت الخطابة التي استطيع ان اسميها التمهيد الخطابي لظهور الامام المهدي(عج) ولا يمكن في اي حال من الاحوال تقبل العودة الى زمان التفهيق او السفسطة في الكلام بعد ان قام محمد الصدر الثائر بتحرير العقول من تلك الخزعبلات والاوهام المريضة وعليه فهذه دعوة الى كل خطباء الجمعة الى الانتباه الى ان النجاح في الخطابة لا يمكن ان يكون في الابتعاد عن الاسس التي وضعها محي الجمعة كما لا يمكن ان يكون في استخدام الفاظ غربية من اللغة غير منتشرة في المجتمع و لا يستخدمها الا قلة قليلة منهم لذلك يكون فهمها صعب على العامة كما لا يمكن ان يكون الخطيب في هذه الايام ناجحا اذا كان متنطعا بحيث يتحدث بألفاظ غريبة ووحشية لإظهار فصاحته المصطنعة كما لا يمكن في اي حال من الاحوال ان يتكلل العمل بالنجاح اذا لم يكن خالصا لله سبحانه وتعالى فمحمد الصدر لم ينل هذا السمو الا بإخلاصه لدينه ولمذهبه فلم يكن متصنعا بحيث يتصنع الخطأ باللغة ليقول ان اللفظ الاصح هو كذا وليس كذا وعليه فهذه نصيحة وان كنت انا اقل من ان انصح
سادتي الخطباء لكن من باب ان الذكرى تنفع المؤمنين ان النجاح في خطب الجمعة لم ولن يكون الا بالعودة الى الاسس التي وضعها شهيد الجمعة ودراستها واستيعابها وفهم ما كان يقوم به رضوان الله تعالى عليه في الخطابة سواء في طريقة الخطابة او في اختيار الموضوع الملائم للمناسبة او في اختيار الالفاظ والا سينفتح في التيار باب جديد يمكن ان اسميه المنشقون عن محمد الصدر خطابيا وهو محنة قد تضاف الى المحن المبتلى بها السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) وما اكثرها !!!!.