لكي يعود الجيش سورا للوطن
بدءا لابد من القول ان المقاييس المتعارف عليها عسكريا وقياديا عند اختيار اي وزير للدفاع ترتبط الى حد كبير بسمات القائد وشخصيته ومقدرته وتدرجه مهنيا فكرا وانتماءا وتدريبا ، وهي شروط ليست بالضرورة ان تكون نفسها مواصفات لوزير الداخلية .. فالاول تتمثل فيه كل مواصفات وحزم الادارة وقيادتها وانضباطها زمن السلم والحرب على حد سواء ولا غبار على تاريخه المهني و انتمائه الوطني .. لكي يجنبها الوقوع في اخطاء سياسيين لايعرفون قيم الجندية العراقية ،حينما يستخدمونها اداة قمعية في ظروف استثنائية خارج معسكراتها كي يكون شرطيا بلا حدود..
..
ومن المفيد هنا ..القول ان اكثر الحكومات التي تعاقبت على العراق صاحبها الكثير من الوزراء الذين شكل وجودهم عبئا سياسيا وماديا على الخزينة العراقية وهو ما سمح للمئات من الفاشلين ان يتبوأوا مراكز قيادية تتطلب عقلا وقيادة وهي احد اسباب نكسة الجيش في العاشر من حزيران ويتحملها وحده القائد العام السابق الذي يجب ان لايستثنى من اي حساب لو فتح تحقيق في اسبابها ..
دولة رئيس الوزراء ربما ساطرح عليك حينما يُقفر العراق !! ويخلوا من بصمات القادة الميامين، ان تتخذ مني وزيرا للدفاع لسنة واحدة فيما لو قيض للزمن ان يتوقف ولا تجد من حواليك اولئك الالاف المؤلفة من من الضباط الشجعان المكبلين الان بالاغلال ..؟ ممن تصدروا مهام القيادات الميدانية والصنوف بحماستهم وذكائهم ووطنيتهم حينما كانوا يحملون دمائهم على اكفهم في الحروب والمواجهات، لا.. ان يغادروها هربا كما فعل البعض ممن حسبوا على منظومة القائد العام السابق العسكرية واهين بسببها جيش العراق ..
وحسنا فعلت حينما حينما اوقفت قصف المدن والمدنيين التي يحتمي هولاء البرابرة بصدور سكانها فهي واحدة من القرارات التي تسقط اسباب الفتنة وامتدادتها ، واتبعها بتامين اعادة المهجرين وتعويضهم واطلاق سراح السجناء والمعتقلين لتكون يدك بيدهم في المواجهة ، ولكن هذا لاينسينا ان تشكل لجنة تحقيق سرية عليا من القضاة العسكرين والمحققين الذين لاتاخذهم في الحق لومة لائم ، لكي لاتتكرر الاخطاء ..وهذا يعيدنا الى نفس مواصفات القائد الذي يفترض به ان يكون مقاتلا الى جانب جنوده في الميدان ويتقدمهم ..لا ان يهرب من الساحة وامام من ..؟ امام انفار
من كصاصيب داعش الغبراء ..!!
وافترض الان انك الان وانت تفاضل بين المختارين من القادة المطروحة عليك اسمائهم ان تعمد الى طلب سجلاتهم العسكرية وهي بلا شك متوفرة في حاسبة وزارة الدفاع وستكتشف حجم المرارة التي اعتلت المريء منا !! حتى وصل حريقها افواهنا ؟؟ كيف ابعدت تلك النجوم والسيوف التي غيبت من فوق الاكتاف في السجون والمعتقلات وجيئ بكل من زاعته الارض مع جل احترامنا للكثيرين منهم ممن جردوا من صلاحياتهم تحت ضغط التوازن الطائفي الهش داخل القوات المسلحة لقيادة جيش العراق….
اخرج ملفاتهم وضعها في الميزان وسباق الوقت في هذه الحرب الخاطفة التي يتقن مبادئها هولاء هي ستكون وحدة القياس لهولاء القادة والآمرين الذين استبعدهم القائد السابق في اكبر عملية تدمير ممنهجة للجيش بعد كارثة َحلهِ على يد بريمر ،حينما احال المالكي كل القادة ممن هم برتبة عميد فمافوق على التقاعد .. فاي مراقب عسكري ومنصف سيصدق ان اصحاب الرتب الصغيرة من ضباط الحشد والدمج والمليشيات سيكون لهم القدرة على المنازلة الجديدة .. ابعدهم ولا تستثني منهم احدا ….وسيعود للعراق الامان ..
دولة الرئيس اترك جانبا كل من يختاره لك هولاء الخصوم والاضداد وارجع الى الله والى اهل بغداد القدماء وانت منهم وارجع للتاريخ المشرف للابطال منهم واختر منهم من تجد فيه الكفاءة وبشهادة الشهود ، ولاكن ليس استنادا الى بنود قانون المساءلة والعدالة فهذا القانون يجرم اي ضابط خدم في الجيش السابق ويْسمهُ بانه بعثيا . وهذا كان احد اكبر اسباب تدمير القابليات العسكرية في جيشنا ونكسة حزيران ،اوقفه عند حده ان اردت جيشا ذو مكانة وسمعة واحترام ومهابة ..
السيد القائد العام …في العلم العسكري والحركات ..الانسحاب المنظم يعد نصف انتصار لان القائد الذي يحافظ على ارواح جنوده من موت محقق يعد المنتصر ،ومن العار على جيش العراق الذي دخل حروبا لم يدخلها جيش في المنطقة والعالم ان يتم اذلاله وسحق كرامته على ايدي الاف من شراذمة داعش في معركة مدبرة احسن توقيتها ولكنها معركة لم يدخلها الجيش ظلما وبهتانا.. ولان الخوض بتفاصيلها الان ليس وقته لحراجة الموقف ..؟ لكن معرفة الاسباب وما خفي منها يجنبنا الوقوع بها ثانية ، فهولاء المدمنون على الانسحابات لازالوا عللا في المؤسسة العسكرية و
يتحملها وحده القائد العام السابق ومكتبه ، الذي كان يعتبر نفسه وزارة دفاع مصغرة لا يؤخذ ، الا برايها اما الباقون فلا طاعة لاوامرهم..
اقول لو قيض لاحد منا ان يكون هذا الوزير للدفاع صدقني دولة الرئيس لن ابدأ الا باعادة وزارة الدفاع الى مبناها التاريخي في الباب المعظم واقرار قانون لخدمة العلم والاحتياط لكي يخدم العراقيون في جيشهم سواسية دفاعا عن وطنهم ومثلما تفعلها كل جيوش العالم وحتى جيش اسرائيل ، ولن اخرج من مجلس النواب الا باقراره ومن يرفضه من النواب ساقترح على المجلس الموقر ان يرسله شهرا للمعايشة مع الوحدات الفعالة في المعسكرات الحدودية ..
هذا القانون هو الدواء الكفيل باصلاح ما اصاب المؤسسة العسكرية من وهن وتمزق ولنبدأ بعدها بدائرة العقود والتسليح لنخرج منها تلك الفئران التي اكلت اموال العراق عبر صفقات ورشا تسليح فاسدة سواء كانت صفقات روسية او امريكية ولدينا التفاصيل المقرفة ..؟ وستعلم دولتك حينما تطلع على تفاصيل الصفقات ونوعية التسليح و وتجزئة الصفقة الى صفقات ومدد التنفيذ ستعلم كم سرق هولاء اللصوص من اموال القوات المسلحة ..
و ان اردت سؤال بعضهم لتكون على بينة ..فهم موجودن ولكنهم مبعدون والبعض الاخر مكبلين ..؟ بل ان الكثير من الشرفاء والموثوقين منهم احيلوا على التقاعد مؤخرا وهم مهددون حتى في بيوتهم؟؟؟؟ لكي لايتحدثون بما رأت العيون وبما يملكون ..!!! ان وزارة الدفاع اليوم دولة الرئيس هي بلا منازع اكبر وزارة فاسدة في تاريخ العراق ..
..
دولة الرئيس حتما ستلتفت بعد استيزارك وزيرا للدفاع الى القيادة العامة للقوات المسلحة فاعد تشكيلها وبناء صنوفها التي طويت واصابها ما اصابها من الاحباط وبخاصة السلاح الجوي و الدروع والناقلات والمدفعية وقوات النخبة والصواريخ والبحرية ..وتلك الاخيرة يجب ان تكون في دائرة اهتمامك ياريس ..
واذا تاكدت جيدا ان عندك ضباطُ تفخر بهم الامم ان يكونوا من ابنائها ، فأن الواجب والوطن يتطلب ان ُتتحْ لهم الفرصة والوقت المحددين .. فسياتونك بداعش واخبارها واحَبارها وحتى من ارسلها لنا في ليلة مظلمة ؟ ، ليس عبر منفذ ربيعة وحده وانما عبر منفذ ابراهيم الخليل وسجون بادوش والبصرة والحوت وابي غريب ..؟؟ وستعلم كل العلم ، كم كان لهولاء الاغراب والاعراب من خطط تدميرية همجية لانهاء عراق الرسالات ، تاريخا وحضارة ..
ولانني افترض انني تسلمت المسؤولية فسابدأ بسلاح الجو العراقي واعيد بناء قوة جوية فاعلة مسلحة باحدث الطائرات ولا انسى ما تحتفظ به ايران من طائرات عراقية مؤتمنة لديها ، واسمي قائدا جديدا لسلاح الجو من القادة المقاتلين.. وآخر للقوات البرية وثالث للبحرية يجتمع هولاء تحت مظلة رئيس الاركان المشتركة الذي يفترض ان يكون من حملة شهادة الاركان وكليات القيادة !!
جيش العراق دولة الرئيس لم تهزمه داعش بل هزمته قلة الغيرة والمهنية والهوسات الطائفية .. داعش هذه التي اخافت العالم وحتى امريكا !! ، بامكان جيش مسلح بالايمان والسلاح الحديث نضع ثقتنا فيه ايها القائد العام للقوات المسلحة ، ان يجبرها على الانكفاء والتراجع من حيث اتت في بطون الصحراء وغبار الماضي ..لانه سيكون جيشا يحمل عقيدة عسكرية وليس جيش مليشيات كما نراها الان.. لكن لعن الله السياسة المخطئة التي اتبعها الاسلاف والاجلاف التي دمرت هذه المؤسسة…
فقط اعطه فرصته وسترى مقدار وحجم ضربته ولن تسمع بداعش حينما يكون على راس جندك وزير مقاتل وليس سياسي فاشل من ذوي الخط المائل ..واذا عجزت ان تجد هذا الوزير واذا رايت ثم رايت مثلما رايت في منامي انني اصبحت هذا الوزير فاختر من تشاء الامين ممن امتلك الموهبة والمقدرة وملك احترام ضباطه وجنوده وحمى العراق في المحن .. ..