ما هي الاغلبية السياسية …؟؟
تتمحور فكرة الاغلبية السياسية حول انقسام البرلمان العراقي الى اغلبية برلمانية تستطيع من خلالها ترشيح وتكوين الحكومة واختيار الوزراء واقلية اخرى معارضة تعمل على رقابة اداء الحكومة والاشراف عليه .. وهذا هو النموذج المعمول به في اغلب الدول البرلمانية .
ما الفرق بين طرح مشروع الاغلبية السياسية والتوافقيه او حكومات الشراكة … ؟؟
خلال الدورات النيابية السابقة وما انتجت من حكومات ، اعتمد الفرقاء السياسيون على مبدأ (التوافق او الشراكة ) في تشكيل الحكومات والوزارات والهيئات وجميع المناصب الرئاسية والتنفيذية ، فاصبح البرلمان العراقي برلمان غير فعال ( رقابيا ) لانه لا يتضمن كتله او تحالف نيابي معارض فالجميع مشترك ومساهم في تشكيل الحكومة ومسيطر على بعض المواقع التنفيذية وهذا يمثل سلبيه كبيرة وكانت السبب الرئيس في اخفاق الحكومات في تقديم الخدمات والواجبات وهذا ما يسمى بالمحاصصات .
لماذا ينادي المالكي بالاغلبية السياسية ؟؟
وما السبب في معارضتها من قبل العبادي واخرون ؟؟
الدورات البرلمانية السابقة اعتمدت المحاصصة او التوافق في تشكيل الحكومة وانتجت عن حكومتين للمالكي وثالثة للعبادي جاءت بعد صراع سببه تمسك المالكي بالحكم ومحاولة استمرار هيمنته على السلطة … اليوم المالكي ( يعلم ) ان ليس له اي فرصه في الحصول على ( توافق جديد ) من الفرقاء السياسيين الكرد والسنة وبعض الشيعه ليصبح رئيس وزراء مرة اخرى … فتبنى مشروع الاغلبية السياسية متصورا انه بتحالفه القادم مع قائمة الفتح والنصر بقيادة العبادي واطراف شيعيه اخرى كتيار الحكمة مثلا ، سوف يحقق اغلبية جديدة تمكنه قانونا من الاستحواذ على السلطة والحكومة دون اشراك السنة او الكرد او معارضيه الشيعه ، ، لهذا السبب كانت التوافقات والمحاصصات وحكومات الشراكة لها مبرراتها الخاصة رغم سلبياتها .
هل اغلبية المالكي السياسية ناجحة ام فاشلة ..؟؟
بالتاكيد اي اغلبية تبنى على تمييز اثني او طائفي او عرقي سوف يولد المزيد من المشاكل والمعاناة … وحتمى سوف يحاول اقصاء من يعارضه او من يختلف معه في الطائفة او القومية … وسوف يعود مصير البلد مهددا” بالتقسيم وعوده الصراعات الطائفية وتولد الجماعات المسلحة .
لذا نجد ان المعارضين للاغلبية السياسية ينظرون الى هذه النقطة تحديدا” وخطورتها على الاستقرار السياسي والاجتماعي للبلد .
ما هو النموذج المثالي لتكوين الاغلبية السياسية والوصول الى مزاياها …؟؟
النموذج المثالي لتطبيق الاغلبية السياسية يعود الى طبيعة تكوين التحالف الذي يطالب بمبدا الاغلبية … فالتحالفات الوطنية ( التي تشترك بالمبدا السياسي لا المذهبي والعرقي والطائفي ) وسوف تشكيل تيارا سياسيا وطنيا لا يعتمد مبدأ الاقصاء او التمثيل الجزئي للشعب ، فهو تيار يمثل الجميع لا ان يكون الحكم شيعيا او سنيا او كرديا اننا الحكم للوطني الذي يسعى للحفاظ ومصالح الجميع .
ما هو السيناريو المحتمل في حال تطبيق اغلبية سياسية تعتمد على الطائفة السياسية في تكوينها …؟؟
ستنتج اغلبية من هذا النوع الى تكوين حكومة من لون طائفي واحد … ولن يتمكن البرلمان من محاسبتها او الرقابة على اداءها ، والتعليل بسيط وهو ان المشاركين في تكوين حكومة الاغلبية السياسية من البرلمانيين سوف ينعمون بمناصب وزارية وتنفيذية تعمل لخدمة مصالحهم ، وسوف يكون التوجه الطائفي حاضرا للتمسك بالحكم واستمراره ، فهذا التوجه والتخندق سيمنع كل المحاولات التي يتبناها بقية البرلمانيين ( الاقلية ) من مراقبه اداء الحكومة والاشراف عليها ، ومن الاستحالة اقالة حكومة مناصريها من لون طائفي واحد وواسع وتصبح القضية صراع طوائف لا صراع من اجل الوطن والمواطن .
وحتما” ان حكومة من هذا النوع سوف لن تكترث للاقلية النيابية المراقبة والمشرفه على اداءها ،
وبالتاكيد اي حكومة بلا رقيب وحسيب تصبح حكومة فاسده لا تقدم الخدمات ولا تعالج المشكلات .. وسوف تمثل احد اوجه السلطوية والدكتاتورية .