19 ديسمبر، 2024 1:16 ص

مناظرة ظافر العاني وعزت الشابندر في الشرقية خرجت عن كل سياقات المنطق وآداب الحوار

مناظرة ظافر العاني وعزت الشابندر في الشرقية خرجت عن كل سياقات المنطق وآداب الحوار

مثلما لم توفق قناة الشرقية في برنامج ( مناظرات ) الذي ابتدأ الساعة العاشرة من ليلة الاربعاء على الخميس، بلا مبرر معقول ، والذي رافقه صخب وضوضاء وقدح وشتائم أججت مشاعر الحقد والبغضاء والكراهية بين اطياف الشعب العراقي، فأن كلا من النائب ظافر العاني والسياسي العراقي عزت الشابندر خرجا في هذا البرنامج غير الموفق في لغة افتقدت لأبسط أصول الحوار واستخدمت كلمات السباب والشتائم والتقديح والتجريح على قضية تتعلق بالتعاون الرباعي بين روسيا وايران وسوريا والعراق، لايتطلب الامر ان يهبط مستوى الحوار والجدل بشأنها الى تلك اللغة التي ربما أدمت قلوب العراقيين واغاضتهم وأشعلت نيران حقدهم على الحال الذي وصل اليه ساسة العراق، ان ينزلوا الى هذا المستوى من الكلام الذي تشمئز منه النفوس المتطلعة الى كلمة خير او حق بدون اللجوء المتبادل الى  الشتائم والسباب وكأننا في ( ملهى ليلي ) ربما لم تجرأ حتى من يرتدين الليالي الحمراء ان ينزلن بمستوى الخطاب المتدني الى هذه الدرجة التي تجاوزت كل حدود اللياقة وأبسط أشكال التعامل مع الآخر ولو في حده الأدنى، وقد حمدنا الله لأن قناة الشرقية لم توفر للرجلين ( قناني بارات الليل ) ليعصف بها كل واحد منهم زميله الآخر الذي يناظره في هكذا مقابلة تلفزيونية فاشلة كانت الأسوا في العصر الحديث ، وليس لها أي مبرر على الاطلاق  .

اما قناة الشرقية فقد كانت مهمتها الاساسية ان تلهب نيران ازمة التقادح الكلامي البذيء ، لتزيد المشهد الدرامي غلوا في الحقد والضغينة وتؤجج كل عوامل الطائفية او من يدعون الانتماء لاجنحة الاعتدال واذا بالاثنين وقد ظهرا في أكثر حالات الغلو والتطرف حتى وان انكرا انهما كانا على خلاف ذلك.

ولا ندري مافائدة برنامج تلفزيوني يثير ازمات ويشعل نيران ساحات ملتهبة ليزيدها هياجا وخرابا،.وهل مجرد الرغبة في الاثارة الصاخبة واللغة المنحطة من الحوار بين شخصيتين لهما من الوزن السياسي ما كان عليها ان يضطرا للنزول الى هذا المستوى في اجواء مشحونة ملبدة بالغيوم والسحب الداكنة التي تزرع الرعب في النفوس ، وتؤدي الى غليان الشارع العراقي وهو المحترق بنار الازمات والغارق فيها حتى اذنيه، لمجرد البهث عن الاثارة الرخيصة ؟..واذا ظنت قناة الشرقية ومقدمها ان برنامجه الصاخب قد ادى مهمة الصخب واثارة الزوابع والتجريح الكلامي ، فان الشارع العراقي سيشتاط غضبا على حال الساسة ان يصل مستواهم الى هذه الدرجة من السلوك التي تجاوزوا فيها كل الخطوط الحمر، ولم يتركا للأسف الشديد أية  فرصة للعودة الى أبسط معالم الحوار والخروج ولو بلحظة يمكن ان يستفاد الشارع العراقي منها ان لم يكن الشارع محبط الى درجة لاتصدق ان يكون الحوار تحت اطار ( المناظرة ) الى هذا الحد من فقدان بقية العقل والنزول الى لغة من هم في مستوى من يسوق الالفاظ والتهم جزافا في شارع الشيخ عمر او في علب الليل.

إتركوا هكذا برامج فاشلة ياقناة الشرقية، واذا كنتم تعتقدون ان نجاح برنامج كهذا سيكون على حساب دماء العراقيين وارواحهم فهذا جرم ترتكبونه، وان كنتم تظنون انكم حققتم ( مجدا اعلاميا )  أو ( إثارة اعلامية  ) فأنتم واهمون لان للمجد ضوايط وشروط اولها اخلاقية المهنة وثانيها ان لاينزل الخطاب الى مستوى لغة السوق كما يقال في المثل العراقي، بل كان على الشرقية ان تقطع البرنامج ولا تتركه يتصاعد بهذه الدرجة من الغوغاء والتوتر والانفلات ، حفاظا على الذوق العراقي والبقية الباقية من هيبة صاحبة الجلالة التي تأبى ان ينزل مستواها الى هذه الدرجة من الانحطاط ، وكان الله في عون العراقيين على بلواهم ان يصل الساسة بمستواهم الى الحضيض، ومن بقي سنتكيء عليه في قادم الايام من نماذج أخرى ربما لايختلف كثيرا على الحال الكارثية التي اوصلتنا اليها قناة الشرقية نيوز في برنامجها غير الموفق بل  الفاقد لكل مقومات الخلق والاخلاق.. وكفى الله المؤمنين شر القتال.