23 ديسمبر، 2024 2:46 ص

مناضلو الأمس.. “حرامية” اليوم

مناضلو الأمس.. “حرامية” اليوم

الحديث عن حجم الأموال المهدورة في العراق ؛ تصيب العاقل بالجنون، المتبصر بفقدان التوازن لدرجة أن العقل البشري لا يستطيع أن يستوعب ما حدث ويحدث . مليارات الدولارات والواقع على الأرض يؤشر عكس ذلك . العراق في مستوى الخدمات بكل أنواعها يتذيل دائما المراتب الأخيرة مع احتفاظه بطليعة الدول في الفساد حسب تقارير العالمية .
لو قدر أن تذهب بعض أموال العراق في زمن الميزانيات الانفجارية إلى طريقها الصحيح ، لكان حال البلد غير الذي يعيشه اليوم . بُنى تحية مستهلكة ومدن الجنوب والوسط أشبه ما تكون عبارة عن قرى كبيرة ، لمْ تنعم بأبسط مقومات مدن القرن الحادي والعشرين مع جيوش من الأيتام والعاطلين عن العمل ومشاريع القسم الأكبر منها وهمية أو درجة الانجاز صفر بالمائة أو متوقفة . وأصبح البلد بفضل بعض عباقرته صيداً سهلاً لبعض شركات النصب والاحتيال العالمية حتى بعضها لا تمتلك سجلات في بلدانها الأصلية أو أنها مدرجة على القوائم السوداء !
إذا العراق تعرض إلى أبشع عملية نهب للثرواته في العصر الحديث من الداخل والخارج . وتحول تعب الفقراء والمساكين من أولاد ” الخايبه ” و ” جيل طحين الحصة ” إلى أرصدة في البنوك واسهم للشركات وعقارات ملأت دول الجوار . واغلب أصحاب هذه الامتيازات هم من بعض أدعياء النضال والجهاد في السابق ،فقد تحول هؤلاء إلى حيتان وسماسرة يتاجرون بكل شيء لدرجة أصيبوا بداء النهم وعدم البشع ، وكلما يقل لهم هل شبعتم قالوا هل من مزيد ؟!
بعض من حصلوا على هذه الامتيازات يظنون أنها حقهم الطبيعي كتعويضٍ عن سنوات الحرمان والعيش على موائد الآخرين أو بتعبيرهم أيام النضال والجهاد ضد النظام السابق. لذا بعض القرارات كانت ولا زالت تصب في صالحهم وصالح حاشدتهم وأيتامهم لدرجة أن بعض المؤسسات الحكومية ذات المكاسب المالية أصبحت حكراً عليهم وعلى وعوائلهم .ولو فتش العراقي بكل ببساطة أي سفارة من سفارات العراق في الخارج لكشف له عن ويلات ومصائب ما انزل الله بها من سلطان.إما أولاد ” الخايبه” فعليهم أن يكونوا حمالة الحطب كما يقول أهلنا الأولون ” مثل البعير ويحمل تمر ويأكل العاقول ” .