23 ديسمبر، 2024 4:23 ص

مناصرة الايغور.. التاريخ ام للسياسة؟!

مناصرة الايغور.. التاريخ ام للسياسة؟!

عرقية الايغور الصينية تعاني الاضطهاد الديني و السياسي من قبل الحكومة الصينية و منذ عقود، قبل سنتين مثلا (2017م) منعتهم السلطات الماوية من ممارسة شعائر الصوم في رمضان! كما درجت السلطات علي اتهامهم بالتطرف و اتخذت تدابير اعتقال جماعي بحقهم في معسكرات وصفتها بأنها لاعادة تأهيلهم و ادماجهم!
خلال سنوات اضطهادهم تلك عانوا كثيرا بسبب تجاهل العالم لقضيتهم و عانوا اكثر بسبب تجاهل الدول والحكومات الاسلامية و تجاهل الجماعات الاسلامية بما فيها جماعات الاخوان المسلمين بما فيها جماعة أخوان السودان (الحاكمين فيه من 1989 الي منتصف 2019م) الذين ربطتهم صلات اقتصادية و عسكرية متينة بنظام الصين الشيوعي-الماوي! و جماعة أخوان مصر و جماعة أخوان تركيا (برغم ان الايغور يعتبرون كذلك من فروع عرقية التركمان)! اذ لم توجه تلك الدول و الجماعات الاخوانية في السابق اي صوت عتاب حتي للتنين الصيني (الصديق).
ان يأتي الاهتمام متأخراً ليست الازمة بحد ذاتها (فان تأتي متأخرا خير من ألا تأتي)، المشكلة تكمن في إلا يكون هذا الاهتمام بسبب دين أو انسانية انما بسبب الايدولوجيا أو غرض سياسي أو لا اخلاقي..
فالاهتمام الذي تكثف بعد حركة لاعب كرة القدم الالماني ذو الاصول التركية “مسعود أوزيل” و صعدته تركيا الاخوانية و من خلفاها سارت كل فصائل الاخوان المسلمين؛ و في الراجح عندنا ليس مرده انساني أو ديني حتي.. و ليس هذا الظن بسبب التوقيت وحده انما بسبب التصعيد المبالغ فيه و الذي يتجافي ايضاً مع الواقع!
الايغور لهم قضية و قضية عادلة ما في ذلك شك، و القضايا العادلة تستحق مناصرة عادلة و حقيقية تقوم علي حقائق الأرض و ليس علي اختلاق قصص و تأليف مآسي لاستدرار عطف الشعوب و الهاب مشاعر العصبية كما يفعل الاخوان المسلمين في كل قصة و كما يفعلون في هذه القصة.
ثم ان تركيا اردوغان معروفة بالتطرف الديني و التشدد بل و بالارهاب ايضاً، و هناك شكوك و اتهامات صريحة لها بدعم تنظيم داعش المروع، و حقائق منطق الاشياء و دلائله تجعل تلك الشكوك في محلها و الاتهامات مبررة.
ثم ان للصين مخاوفها المشروعة من ان تستخدم جهات اجنبية هذه الاقلية الصينية المسلمة وسيلة للنيل من استقرار الصين و ضرب تماسكها و تهديد مصالحها السياسية و الاقتصادية، و علي كل من يريد ان يتداخل في هذا الشأن الصيني ان يحترم تلك المخاوف ايضاً.
علي منظمة التعاون الاسلامي و دول العالم الاسلامي المعادلة ان تولي هذه القضية حقها حتي لا تختطف من قبل المنظمات و الحكومات المتطرفة و الجهات الداعمة للارهاب التي اساءت بافعالها للإسلام و الحقت ضرر بالغ بالمسلمين قبل ان تضر بضحاياها من كافة الاديان.