لم يشهد الإعلام العراقي بكل وسائله (المرأي والمقروء والمسموع) منذ عقود مضت أن إنخرط في (حملات تراشق إعلامي) بين وسائل الإعلام نفسها،حتى وان كانت لسان حال شخصيات اعلامية أو سياسية ، الا في السنوات الثلاث الأخيرة ، وظهرت حملة (مساجلات) مؤخرا بين قناتي (دجلة والشرقية) أصابت الوسط الإعلامي بـ(الذهول) لأن حجم (التراشق) بينهما وصل الى إستخدام أقسى عبارات (القذف والسباب والشتائم) ، لايمكن للإعلام العراقي ان يقبل ان (ينحدر) الخطاب الاعلامي الى هذه الدرجة من اللغة التي تهبط بالمتلقي الى أدنى المستويات!!ولا ندري إن كان بمقدور نقابة الصحفيين العراقيين والاستاذ مؤيد اللامي والجهات النقابية الصحفية الأخرى أن (تقبل) بإستمرار (حملات تراشق) من هذا النوع بين فضائيتين، لديهما من امكانات (الشهرة) و (التأثير) وفيهما كوادر صحفية مرموقة تعمل ضمن برامج ناجحة فيهما أن (تنحدر) لغة الخطاب بين تلك القناتين العريقتين من حيث العمل الإعلامي، بغض النظر عن شخوص من يقف ورائهما، الى هذا المستوى الذي يشعر المتلقي بالأسى والأسف والرثاء لأن مستوى الخطاب بينهما، لم يبق مجالا لجمهور تلك القناتين الا وان (يعزف) عنهما اذا ما بقي الوضع من (التقاتل) و(التراشق ) ولغة (السباب) و (الشتائم البذيئة) لتكون الظاهرة الابرز في توجهات تلك القناتين ليمتد الى قنوات أخرى ، بعدما تهيأت لهما من الامكانات الصحفية ما كان ليصلا بهما الى مستويات متقدمة من البرامج الشيقة ، وبخاصة قناة دجلة التي أجاد فيها الزملاء مقدمو البرامج السياسية وهم كل من (أحمد الملا طلال) , (عدنان الطائي ) و(صاحب برنامج الارض الحرام الاستاذ محمد ) ما يصل بتلك القناة الى مراحل متقدمة ربما تحسدها عليها فضائيات عربية كثيرة ، وكذا الحال بالنسبة لبرامج وشخصيات صحفية في قناة الشرقية !!وتأمل الأسرة الصحفية ان يتفهم كل من الاستاذ سعد البزاز رئيس مجموعة الشرقية والقائمين على ادارة قناة دجلة إن امتلاكهما قنوات فضائية وولوج أحدهما في العمل السياسي والخوض في غماره ، لايبرر لهما (شن حملات دعائية) بين وسيلتين يفترض ان لايظهرا تبعيتهما لأي حزب أو جماعة سياسية او اعلامية وان يحافظها على (أخلاقيات المهنة) و(ضوابط) العمل الاعلامي والصحفي ، لكي لاينحدرا الى هذه الدرجة من (الإسفاف والتسقيط) الخارج عن كل استخدام حالات الوصف والفاظ السب والشتائم ، التي يأبى ( العرف الاجتماعي ) قبل ( أخلاقيات المهنة ) ان ينزلا بمستوى الخطاب بينهما الى هذه الدرجة، فهما قبل كل شيء ( زميلتان ) في المهنة الصحفية التي ينبغي ان تبقى المحافظة على (حياديتها) وحفاظهما على (لغة الخطاب) لتبقى في أعلى درجاتها، واذا ما كان هناك (خلاف شخصي) أو (مطامع نفوذ وزعامة) فينبغي ان يبقى خارج إطار الوسط الصحفي وخارج ساحته، وأن وصول الحالة بينهما في الايام الاخيرة يسهم هو الآخر في (تسقيط) تلك القناتين أمام جمهورهما ، وتكون كليهما هما (الخاسرة) كوسائل وشخوص ، وان (التخلي) عن (حملات تسقيط) من هذا النوع ينبغي أن يتوقف في أسرع وقت ممكن حتى لاتنجر فضائيات ووسائل اعلام أخرى الى هذه المستوى الخارج عن لغة الإعلام الهابطة، التي لايتمنى ابناء الأسرة الصحفية ان ترى وسطها وقد (إنحدرت) بها (المطامع والمغانم الشخصية) فوق (الاعتبارات القيمية والاخلاقية لمهنة الصحافة) التي يدرك الاستاذ سعد البزاز وهو رجل خبر مهنة الصحافة لعقود من الزمن ،مدى اهمية المحافظة على (ثوابتها) حتى وان اختلف مع أصحاب قنوات فضائية أخرى ، والذنب ليس في القناة ومن عمل ضمن كوادرها الصحفية، لكن في (التوجهات الشخصية) للقائمين على ادارة تلك القناتين ، التي نتمنى ان تنتهي (حملة التراشق) بينهما فورا وبلا إبطاء ، وما يظهر في (سباتيتلات) قناتيهما ومن مضامين اخبار ومن نزول بلغة الخطاب الى الدرك الأسفل يسيء اليهما والى قطاعات واسعة من متابعي القناتين والى الوسط الاعلامي عموما، ونحن (الناصحون) لهما ومن (سعاة الخير) ، وليس حبا في إظهار المقدرة الصحفية على نقد الآخرين ولكن لأننا نعتقد عن (السكوت) و(الصمت) على حملات (عدائية) من هذا النوع يشكل (إساءة) ليس الى القناتين فحسب، بل الى الوسط الصحفي عموما ولكي لانشجع (آخرين) للانحدار مرة أخرى والوقوع في (فخ حملات التسقيط الاعلامي) ، وان (مغادرة) توجهات من هذا النوع ، ينبغي ان يكون السياق الذي يفترض ان يسير عليه كل من انضوى تحت لواء (صاحبة الجلالة) وسلطتها الرابعة،وبخاصة ان الديمقراطية لاتعني الا (المسؤولية الاجتماعية) وليس (الانخراط) في (لعبة التراشق الكلامي البذيء) الذي يسيء الى سمعة قناتين لهما جمهورهما ، وابتكرت وسائل لتطوير عملهما، ومن غير المقبول ان يكونا (وسيلة) للإسفاف و (التسقيط للآخر) من خلال تلك الوسائل الاعلامية ، وأملنا ان تسهم نقابة الصحفيين العراقيين وكل الجهات التي تدعي الدفاع عن الأسرة الصحفية لبذل الجهود السريعة مع أصحاب تلك القنوات،لايقاف تلك (الحملات المسعورة) ووأدها في مهدها، قبل ان تكون لها امتدادات (كارثية) على الاعلام العراقي عموما، والله من وراء القصد[email protected]