اذا استطعنا ان نقول ان الحملة الانتخابية يتم اعدادها والتهيئة لها وفق رؤى مسبقة مبنية على ستراتيجية يتم رسمها بشكل مدروس ومحسوب بدقة عالية فاننا يجب ان نؤكد على ان الرسالة الانتخابية يتطلب صياغتها تكتيكا متقدما ومهارة عالية مع الاستفادة من كل المتغيرات في الساحة ويجب ان تعد بعد البحث والتخطيط واعداد الدراسات التي تتطلب من بعدها دراسات تتعلق بالتنفيذ والمتابعة والتقييم
ويعطى هذا الاهتمام بالرسالة الانتخابية لانها العنصر الجاذب الاكبر بكامل الحملة الانتخابية
كما ذكرنا في مقال سابق والذي كان بعنوان ((كيف تكتب الكتلة السياسية رسالتها الانتخابية )) ان اهم اساس تحتاجه الكتلة في كتابة رسالتها الانتخابية هي اعتماد الاسس التالية:
1. الاستبانات التي تقوم بها الكتلة للوقوف على القراءة الحقيقية لتوجهات المجتمع المستهدف
2. دراسة المتغيرات والمؤثرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخدمية التي تزامن اعداد الاستبانات
3. الاستفادة من المتغيرات المتوقعة مستقبلا حتى يوم الانتخابات
4. دراسة توجهات المجتمع المستهدف وتطلعاته وتوجهاته وثقافاته (لان توجهات وتطلعات وثقافات مجتمع مناطق الوسط في العراق عام 2014 هي ليست كما كانت في عام 2005 وكذلك مناطق الجنوب العراقي ..وهكذا )
5. ثم يصار الى اعتماد متخصصين في بلورة هذا الكم من المعلومات المتوفرة من الخطوات التي ذكرت سابقا الى خطاب اعلامي يمثل مفردات المشروع التي تتبناه الكتلة السياسية المعنية.
6. بعد ذلك يتم بلورة مضامين هذا المشروع الانتخابي في مجموعة كلمات تمثل الرسالة الانتخابية
7. ومن معاني المشروع الانتخابي والرسالة الانتخابية ينتج شعار الحملة الصوري(logo)
وعلى من يعد الرسالة الانتخابية ان لا يتجاهل مميزاتها التالية:
1. الرسالة الانتخابية تمثل اختزالا مؤثرا للخطاب الانتخابي في بضع كلمات
2. ان تستهدف كل افراد المجتمع حتى الاطفال والشيوخ فضلا عن الرجال والنساء
3. ان تصاغ العبارات بصيغة الفعل المضارع او صيغة الاستمرار مثل (يدا بيد من اجل التغيير) او (يد تبني ويد تقاتل الفساد والارهاب) او (معا نحو الذرى) وهكذا….
4. ان تكون واضحة ومفهومة لكل شرائح المجتمع
1. تكون الرسالة قصيرة من بضع كلمات فلا تكون طويلة بحيث يصعب قراءتها
2. وان لا تقبل اكثر من تفسير
3. ان تخاطب العقل والقلب معا (اي تخاطب العقل الجمعي والذي يتصف كما ذكرنا بالرؤى العقلية الممزوجة بالعاطفة)حيث ان من مهام العقل الجمعي عادةهو (ان يجمع مختلف الشرائح والفئات العقلية على مسائل يكون للغالبية عامة رأيها الغريزي فيها تبعا لتوجهات الجماعة ومصالحها وإيديولوجيتها. وهنا لا سلطان – سوى فيما قل أو ندر – للعقل على الغريزة الجمعية «فالكفاءات العقلية للبشر وبالتالي فرادتهم الذاتية تمَّحي وتذوب في الروح الجماعية. وهكذا يذوب المختلف في المؤتلف وتسيطر الصفات اللاواعية»، لوبون)
4. تكون عامة وللجميع ولا تستهدف بضاهرها شريحة معينة
5. اسلوب الرسالة يكون واضح فيه القوة والثقة بتوفر القدرات للتنفيذ فلا ينبغي ان نقول (سنحاول ..او سنسعى من اجل….) لان هذا سيظهر الضعف
6. القضية المطروحة في الرسالة يجب ان تكون مشروعة ومطابقة لاحكام الدستور والانظمة والقوانين
7. ويكون موضوع الرسالة مطلوبا للجمهور ومهما بالنسبة لهم
8. للرسالة الانتخابية نغمة او صدى تؤثر في الناخب كالسجع الشعري
9. يجب ان تكون الرسالة مؤثرة الى مستوى ان تعمل على تغيير توجهات الناخبين
10. يجب ان لا تخرج الرسالة عن الثوابت الوطنية والعرفية والدينية
11. ان لا تكون باعثة للسخرية مثل (فالنكنس الفساد..)او (في لهيب الشمس استظلوا بنا)
12. ان لا يدعي فيها الكيان السياسي ما لا يفعله بحسب علم الجمهور مثل (نحن من حرركم ..وعلينا البناء)ويعلم الجمهور انه لا علاقة له بمضمون التحرير
13. لا تتكرر فيها المعاني
14. لا تاتي صيغة الرسالة بمعاني الامر والتوجيه مثل (انتخبونا .. او رشحونا …او ناصرونا من اجل الفوز) لان كثيرا من العقول لا تتقبل فرض الراي والامر
15. لا تاتي بصيغة الشرطية (تضامنوا معنا ..لنعمل لكم) لان حب الناس والاوطان والعمل لها ضرورة فطرية لا تتحمل ان تكون رد فعل لاثر الغير
16. لا تاتي بصيغة التفضيل على الغير مثل(نحن خير من يمثلكم ….او نحن الافضل ….)
وهناك بعض الامثلة الحية للرسائل المؤثرة :
معا نبني ونتخطى الصعاب
معنا لا حدود للعطاء
من اجلكم نعمل…
نرتقي بالانسان لتعمر الاوطان