هنالك قائمة او قوائم منوّعات الممنوعات اللواتي مرّتْ وانفرضت على الشعب العراقي منذ نحو منتصف القرن الماضي , وما فتئت وما برحت الى غاية هذهنّ السطور والى أجلٍ غير مسمّى , ويترآى أنها في تصاعدٍ بالتناسب الطردي .
ودونما ريبٍ فأنّ اخطر تلكم الممنوعات هي عبارة ” ممنوع التصوير ” التي نجدها مرفوعة او منصوبة أمام او بالقرب من الثكنات العسكرية والدوائر الأمنيّة والإستخباراتية وربما سواها كذلك . وقد اعتاد المواطنون وادمنوا على رؤية هذه العبارة الخطيرة والتي بعكسها او بعدم الألتزام بها فيغدو المصير في عالم المجهول حتى لو كان بطريق الخطأ او بالأشتباه او عدم مشاهدة هذه العبارة .
لكنه في الواقع فأن ” NO PHOTO ” هي عبارةٌ على درجةٍ عاليةٍ من السذاجة اذا لم تكن اكثر من ذلك بكثير .! , فهذه ” الممنوعة ” من التصرّف والصرف هي التي تكشف سريّة وخصوصية المكان الأمني او العسكري وحسّاسيته , ثمّ اذا كان منع التصوير لبعض المقرات الأمنيّة في منتصف القرن 20 والحقبة التي اعقبته مقبولاً نسبياً , فأنّ الزمن الحالي يقدّم تسهيلاتٍ تقنيّةٍ و تكنولوجية فائقة في ميدان التصوير البريء وغير البريء .! , فالجميع او معظمهم يشاهدون في الأسواق الكاميرات المصغّرة سواءً < على شكلِ قلمٍ او ساعةٍ او سواها > بالأضافة الى كاميرات اجهزة الموبايل التي بمقدور اصحابها تصوير أيّ مكانٍ دون رؤيتهم .!
ثُمّ , لماذا تجاهل وتغافل دور جهاز GPS عند وضع عبارة ” ممنوع التصوير ” وبحجمٍ كبير وبخطٍّ مميّز وغالباً ما تكون باللون الأحمر ! , فهذا الجهاز الذي وصل الى العراق بعد الغزو الأنكلو – امريكي وصار متوفراً للأستعمال , فأنه متوفّرٌ في سيارات الأجرة في معظم الدول العربية قبل نحو 20 عاماً .! , كما أنّ لجان التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل ” غير الموجودة ” كانت تستخدم هذا الجهاز في عجلاتها للوصول الى ايّ منشأةٍ او ثكنةٍ في كلّ انحاء العراق .
ولعلّي هنا اضيفُ من الشِعرِ بيتاً لأقول أنّ GPS تعني < Global Positioning System – نظام التموضع العالمي > وهو نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية يقوم بتوفير المعلومات عن الموقع والوقت في جميع الأحوال الجوية في اي مكان على الأرض , حيث هنالك خط بصر غير معلّق لأربعة من اقمار GPS حيث يتيح هذا النظام قدرات هامة للمستخدمين المدنيين ورجال الأعمال والعسكريين في كل بقاع العالم .<هذا ونحن هنا لمْ نأتِ بأيّ جديد>
< رَبّاطُ الخيلِ – ونأسف لهذا الأستخدام للمرّةالأولى والأخيرة > , فأذ قطعاً ومن المحال أن نقصد تعريض الثكنات والدوائر الأمنية للكشف والتصوير , ثمّ حتى بأفتراض عدم وجود تقنيات التصوير الحديثة والمتطوّرة , فَمنْ يضمن قيام خونةٍ وعملاء بتصوير منشآتٍ عسكريةٍ وسواها بطرقٍ خاصة ومن زوايا خاصة دونما اكتشافهم , وهذا ما حدث في حربي 1967 و 1973 على الأقل .!