لعل من اخطر الآفات التي تعرض لها شعبنا العراقي الأبي وتتعرض لها اليوم امتنا المجاهدة ، هي محاولة الأعداء على إختلاف ألسنتهم وألوانهم ، وتباين مذاهبهم ومعتقداتهم ، خلق حالات من الفوضى والإضطراب بين ابناء الامة الواحدة ، وتغذية روح التنافر والعداء بين افرادها ، وتكريس التفرقة والخلاف الديني في صفوفها ، كل ذلك من اجل ِ بلقنة العراق والأقطار العربية الأخرى وأقلمتها جميعا ً ، بالتالي يتحول القطر الواحد الى كيانات او دويلات هزيلة ضعيفة متناحرة فيما بينها ربما لعقود ٍ قادمة .
والملاحظ للمتابع النزيه المتجرد من الأحقاد والامراض ، وهو يرصد حركات الهدم وشبكات التخريب في تأريخنا ، ان الفرس إختصوا من بين غيرهم من الأمم التي حمل العرب اليها رسالة الإسلام بمعاداتهم للعروبة والإسلام معا ً ، في تداخُل ٍ وترابط يعزُ فصله ، لأنهما حزمة واحدة في وجود الأمة وكيانها ، ولأن أية محاولة لضرب احدهما ينتهي لا محالة الى هدم الآخر ، ولهذا ايضا ً توافقت الحركات الشعوبية والزنادقة في التاريخ ، حيث تحركت الأولى على مستوى الأدب والتاريخ و اللغة والشعور القومي ، وتوجهت الثانية الى أ ُصول الإسلام الكبرى ومعتقداته تريد تشويهها بالزيف والبطلان .
بناءا ً على ما تقدم يبدو لي ان مملكة البحرين الشقيقة بقيادتها الحكيمة قد ادركت هذه المخاطر وقرأت التاريخ قراءة ً علمية مستفيضة ، لذا جاء قرارها الشجاع والجريء والحكيم في إسقاط الجنسية البحرينية عن المُعمم الشيخ عيسى احمد قاسم .
ومما لا شك فيه ، يحق ُ للبحرين وغيرها من الأقطار العربية ان تعمل وفق مصالحها في الحفاظ على أمنها المحلي والقومي ، بكافة الطرق والوسائل التي تراها مناسبة ، وفق قوانينها ودساتيرها .
ولا غرابة ان تقرر وزارة الداخلية البحرينية إسقاط الجنسية التي منحتها ل عيسى قاسم ، ذو التبعية الإيرانية حتى وان كان مولودا ً في المملكة ، جدير بالذكر وبحسب بيان الوزارة اعلاه ، ان الموما اليه قُبض عليه متلبسا ً بجريمة التخابر مع دولة اجنبية لها أطماع توسعية في البحرين ودول الخليج العربي عامة ، وجاء فيه ايضا ً ان المذكور قد إكتسب الجنسية البحرينية ولكنه لم يحفظ حقوقها ، وأضر بالمصالح العليا للبلاد ولم يراع ِ الواجبات التي يجب عليه القيام بها لأثبات ولائه لها .
كمواطن عربي عراقي ، أ ُحيي البحرين الشقيقة شعبا ً وملكا ً وحكومة ً ، وأ ُكبر ُ فيهم حنكة القيادة في الحفاظ على وحدة قطرهم وتماسكهم ، ولتكون هذه الخطوة عبرة لمن يعتبر من الخلايا النائمة للملالي الصفويين الآخرين .