23 ديسمبر، 2024 5:52 ص

ممثلية التربية في اربيل

ممثلية التربية في اربيل

العمل الحكومي محك مهم لتبيان الصالح، صاحب النفس الطويل من غيره، أقصد: التذمر الذي يرى السوء يحيط به والناس من كل جانب.العمل الخدمي تفصيلا أشد حساسية للتعرف على من يقف بنفسه خدمة للصالح العام، ومن ثم يكون شامة بين الناس، وكالغيث اينما وقع نفع.وأدق ما في العمل الخدمي ما يتعلق بمصير الغالبية من شرائح المجتمع العراقي، وأعني بهم الطلبة من مراحلهم الابتدائية مرورا الى الاعدادية وما بينهما المرحلة المتوسطة.أستطيع القول أني متابع جيد لعمل الوزارات خيرها وشرها، وكانت لي وقفة احتجاجية اعلامية على كل وزارة كانت بمعزل عن هموم الناس، ومن ثم كان الناس ضدها.وزارة الصحة شاهد، كما الزراعة، والتعليم العالي، والنفط، وبعيداً عنهم الخارجية لانها ليست بتامس مع الناس.خلال مراجعتي مع احد اصدقائي لممثلية وزارة التربية في اقليم كردستان هالني ما رأيت من حجم المراجعين الذين لا يجدون احياناً مكاناً للمشي ناهيك عن الجلوس.لكن المؤشر الذي لمسته بيدي تفاعل (أغلب) العاملين من مدراء وموظفين في تقديم الخدمة لمن يحتاجها.خلال زيارتي القصيرة مع زميلي كنا نحتاج الى توقيع من قبل مدير الممثلية ولم اكن اعرف اسمه وقتها، وما أن دخلنا غرفته حتى بادرنا باشارة تسليم ما في يدنا من اوراق لقراءتها ثم توقيعها.وقد رأيت بأم عيني حجم المراجعين الذين هم بحاجة الى من يحتضهم وقد وجدوا في شخص المدير المبتسم بلسما لجراحهم، وهو يستقبلهم بابتسامة، ويودعهم بأخرى بعد انجاز معاملاتهم.مثل هذه الروح نفقدها في اغلب الوزارات والدوائر، فالتذمر سيد الموقف، والصياح جزء من المعاملة، كما أن معاملتك بحاجة الى (طوابع) من نوع خاص يكون هذا الحوار حاضراً بقوة.رغم أن الوزارة تتعامل مع ما يقارب من 7 مليون طالب، ومليون منتسب بين معلم ومدرس ومشرف وموظف، الا ان السلاسة في انجاز المعاملة سيد الموقف.بمثل هذه الاخلاق والروح الايجابية يبنى المجتمع، ونرتقي بمؤسساتنا الى مدارج العلو والرفعة، حين نكرم المعلم والمدرس فنحن أكرمنا علية القوم وسادتهم، ليتبعنا شوقي بيته المشهور تأييداً: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاونكون بذلك رسل خير للناس قاطبة، ومثالا يحتذى به بين الوزارات العراقية جميعها.شكراً جزيلاً استاذ وحيد مدير ممثلية التربية في اربيل، ولا عدمت الدنيا امثالك من المخلصين.