23 ديسمبر، 2024 4:22 ص

مليون طالب جامعي عام2030

مليون طالب جامعي عام2030

لا يفصلنا عن عام 2030 سوى سبع سنوات ليصل عدد الطلبة الملتحقين بالجامعات مليون طالبة وطالب في بلادنا حسب توقع لوزير التعليم العالي .

الرقم كبير , بل انه مهول ويثير القلق , فالوزير لا يخبرنا ماذا اعدت وزارته

وماهي البرامج والاستراتيجيات لمواجهة هذا النمو في اعداد الطلبة ؟ وهل ستتوفر لهم بنية تحتية تدريسية والمستلزمات الضرورية ؟ وهل الوزارة قادرة على تخطي التخلف الذي يلف مفاصلها , بل ايقاف التدهور الذي تعاني منه الجامعات؟

في الواقع هذه معضلة وتحدي خطير , لاسيما ان الدولة ستواجهها في ظرف سنوات قليلة , بل انها مشكلة آنية لا تتوفر مقومات حلها , لان هذا النمو سيكون سنويا , أي تدريجيا , ليصل الى الرقم المصرح به في موعده المشار اليه , فلابد اولا من دق ناقوس الخطر والاعلان عن هذه القنبلة البشرية , لان هؤلاء شباب في اوج حاجتهم للعمل وعطائهم , وتعاني اغلبية الفئة من العوز وستضاف اعدادها الغفيرة الى العاطلين , وهي الفئة المثقفة والمتطلعة لدور لها في بناء البلد وتنظيم سياساته ,وهي راديكالية ولا ترضى بضيم .

عام 2030 غير بعيد , وليس هناك وقت كاف للحكومات , بل انه بحساب التنمية داهم ولإيجاد حلول الاستيعاب هذا العدد في الجامعات اولا ينبغي استنفار كل الامكانات , من الان , لمواجهة هذه المعضلة , وضرورة وضع الخطط على كل الصعد لتجنب التوترات والانفجار الاجتماعي قبل تفاقم تداعيات هذا الكم , الى جانب تنمية المعالجات العلمية وتطوير الطاقة الاستيعابية للمؤسسات القائمة وانشاء الجديدة منها .

الحقيقة المشكلة تقع على كل الوزارات كل منها يسهم بدوره وقسطه في معالجة مخرجات هذا التعليم الجامعي واغنائه بما هو جديد ونافع للاقتصاد والمجتمع.

ان اعداد العدة لهذه الاعداد الغفيرة مهمة اساسية من الدرجة الاولى , والمسؤولية تقتضي الانتقال بالأداء الى حالة ارقى ولا يترك الامر على عواهنه, وفتح ابواب في تنمية فروع علمية اقتصادية واجتماعية تمتص البطالة المتوقعة , باختصار البلد بحاجة الى ثورة على كل المستويات لعله يتمكن من تخطي الجزء الاكبر مما سيواجهه من هذا المنحى .